عالمنا الذي يحترق.. كيف صنع الإنسان "القبة الحرارية"؟
في افتتاح مؤتمر الأطراف حول المناخ "كوب 27" (COP 27) بمصر في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "إن البشرية أمام خيار التعاون أو الهلاك؛ فإما يكون عهدا على التضامن المناخي أو عهدا على الانتحار الجماعي. نحن نسلك الطريق السريع نحو الجهنم المناخي ونواصل الضغط على دواسة السرعة".
ويؤكد الصيف اللاهب الذي يمر على البشرية في مختلف أنحاء العالم أن البشرية ما زالت تضغط بقوة على دواسة السرعة؛ فحسب بيانات المنظمة العالمية للأرصاد الجوية فإن مطلع يوليو/تموز الجاري كان الأسبوع الأشد حرارة على الإطلاق في كوكب الأرض، وشهر يونيو/حزيران الماضي كان الأعلى أيضا جراء "الاحتباس الحراري".
ويعود ارتفاع درجات الحرارة القياسي خلال هذه الفترة إلى ظاهرة القبة الحرارية التي تحدث في طبقات الجو العليا (ستراتوسفير) حيث تكون درجات الحرارة متدنية، في الوقت الذي تكون فيه درجات الحرارة مرتفعة في طبقات الجو الدنيا المعروفة بالتروبوسفير.
وأشارت المنظمة إلى أن الطقس المتطرف الناتج عن ارتفاع درجة حرارة المناخ "أصبح للأسف الوضع الطبيعي الجديد".
ولطالما حذّر العلماء من أن تغير المناخ المرتبط بالأنشطة البشرية سيؤدي إلى زيادة شدة وتواتر الظواهر الجوية القاسية. ورغم أن صيف عام 2023 كان استثنائيا في تأكيد التغيرات المناخية الخطيرة التي تعصف بالكوكب، فإنه أظهر مؤشرات كبيرة على المستقبل المعتم في السنوات والعقود القادمة.
وليست الحرارة المفرطة المظهر الوحيد للتغير المناخي؛ ففي مختلف القارات هناك أنهار وبحيرات تجفّ وأخرى تختفي، وحرائق هائلة غير مسبوقة، وفيضانات عارمة وتساقطات غزيرة في مناطق تعدّ جافة، وجفاف تام في أماكن أخرى، وارتفاع منسوب المياه في المحيطات، وحرارة غير مسبوقة في مناطق تعدّ باردة.
لقد تلاشى مفهوم الفصول الأربعة والمتغيرة، وحل محلها "المناخ المتطرف". ويعزى هذا التطرف في المناخ بالأساس إلى الأنشطة البشرية ورعونة النمط الاستهلاكي المفرط والبحث عن الرفاهية على حساب النظام البيئي وتوازنه والمستقبل الجماعي للبشرية.