ظاهرة التلاسن العلني بين الوفود المشاركة
* إعداد/ سيدي أحمد بن أحمد سالم
عرفت القمة الإسلامية الطارئة بالدوحة لحظة حاسمة حين اتجهت الأنظار إلى عزة إبراهيم رئيس الوفد العراقي ومحمد الصباح أحد أعضاء الوفد الكويتي وهما يتلاسنان.
لم تكن بداية الكلمة المكتوبة التي قرأها عزة إبراهيم رئيس الوفد العراقي تبشر بالانسجام، بل كان في وصفه للحكام الكويتيين بالصغار وتلاوة آية قرآنية فهم أن في تفسيرها إشارة باللوم إليهم وهي قوله تعالى "لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو عشيرتهم"، عناصر تمهد لتسخين القاعة.
ولم ينه عزة إبراهيم تلك الكلمة التي قرأها مباشرة عقب كلمة الشيخ صباح الأحمد رئيس الوفد الكويتي حتى باشر بخلع نظارته وأشار بيده تجاه الوفد الكويتي وبدا عليه الغضب وهو يتساءل في استنكار "كيف يتجرأ صباح الأحمد على مهاجمة العراق وهو رمز الأمة، العراق العظيم؟". وفي ثورته الغاضبة أشار قائلا "هذا الذي أمامي -يعني صباح الأحمدـ بتذكير وإبلاغ الجميع بأن أكثر من عشرة رؤساء عرب طالبونا في قمة شرم الشيخ ألا نرد على الكلمة الكويتية، ولكنهم الآن تطاولوا وعلينا الرد". وذكر عزة إبراهيم أن العراق يخسر ماديا ومعنويا في كل سنة منذ حرب الخليج الثانية عشرة أضعاف ما يخسره الكويت نظرا للتآمر الكويتي على العراق.
كما اتهم عزة الكويت بأنها تصيب أمن العراق في الصميم لما تحشده أميركا على أراضيها من قوات زادت على 120 ألف جندي، ومشيرا إلي ما جاء في كلمة رئيس وفد الكويت من ترديد العبارات المستخدمة أميركيا مثل "نفاد الوقت" و"دعوة صدام للتنحي" وكذلك إشادة الكويت بمبادرة دولة الإمارات التي تقترح علي صدام حسين أن يعتزل العمل السياسي ويرحل عن العراق لتفادي الحرب، واتهم القيادة الكويتية بالخيانة.
لم يظهر على وجه وزير الخارجية الكويتي صباح الأحمد غير الهدوء والتبسم، في حين قام وزير الدولة الكويتي للشؤون الخارجية الشيخ محمد الصباح بالاعتراض على رئيس الوفد العراقي وحال عدم وجود مايكروفون لديه دون سماع كلماته بالضبط سوى قوله "هذا كذب وكفر..". وهنا هاجمه عزة إبراهيم محمد الصباح قائلا "اخرس يا صغير يا عميل، اخرس يا قرد.. اخرس أنت أمام العراق لعن الله أبو شواربك".
وقبل قمة الدوحة شهدت قمة شرم الشيخ العربية تلاسنا بين الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي وولي العهد السعودي الأمير عبد الله بن عبد العزيز.
ففي حين كان القذافي يؤكد أن الأزمة الحالية ليست بين الولايات المتحدة والعراق ولكنها بين العرب أنفسهم ويذكر أحاديث جرت بينه وبينه الملك فهد بن العزيز آل سعود عن الوجود الأميركي بالخليج قال إن "السعودية تحالفت مع الشيطان لصد الخطر العراقي". قاطعه الأمير عبد الله بن عبد العزيز قائلا "فخامة الرئيس كلامك مردود عليك… المملكة العربية مسلمة، المملكة العربية ليست عميلة مثلك ومثل غيرك، من جابك في الحكم أنت، من جابك في الحكم؟.. قل لي صحيح مين جابكم؟ ولكن لا تتكلم ولا تتورط في أشياء ما لك فيها لا حظ ولا نصيب والكذب أمامك والقبر قدامك".
وقد توقف النقل المباشر للقمة دون أن يعرف المشاهد ما الذي جرى بعد وصول المشادة الكلامية إلى هذا المرحلة.
_______________
* قسم البحوث والدراسات/ الجزيرة نت