الحزب الإسلامي العراقي: ما جرى للسنة في المؤتمر يدعو للقلق

بعض قادة المعارضة العراقية السنة غير راضين عن نغمة للتفرقة المذهبية حاول الإسلاميون الشيعة -وبخاصة المجلس الأعلى للثورة الإسلامية- الضرب على وترها, داخل أروقة مؤتمر المعارضة العراقية الذي يختتم أعماله اليوم في لندن.

وأكد هؤلاء القادة أن ضغط الإسلاميين الشيعة ليس في صالح القضية العراقية, حتى وإن جاء استجابة لمطالب بعض القوى الإقليمية في منطقة الشرق الأوسط.

الدكتور إياد السامرائي الأمين العام الحزب الإسلامي العراقي أحد أقدم وأكبر أحزاب المعارضة السنية في العراق يحاول تفسير ما يجري, في حواره التالي مع الجزيرة نت.


undefinedكيف تقرؤون ما يقال عن الغبن الذي لحق بممثلي التيار السني في مؤتمر المعارضة؟

إن ما دار بالمؤتمر وما يدور حاليا من محاولات تصوير المسألة الشيعية بالعراق على أنها قضية ظلم تاريخي أحيط بهم منذ عقود طويلة وأن الوقت قد حان لإصلاح هذا الخطأ, مسألة غير صحيحة وغير دقيقة.

والدليل على ذلك أنه لا يوجد إحصاء داخل العراق على أساس مذهبي، وكل ما هنالك أن بعض الكتب الأكاديمية قدرت عدد شيعة العراق بنسب تتراوح بين 51 و52%. وقد حاول بعض الشيعة تضخيم هذه المسألة للحصول على مكاسب سياسية معينة، وهو ما قد يحدث حين الإعلان عن التشكيل النهائي للجنة المتابعة التي سينبثق عنها المؤتمر.

وللعلم فإن الظلم الذي حدث لهم على يد حزب البعث أو النظام ككل لم يحدث على أساس مذهبي ولم يقع لكون حزب البعث سنيا وهم شيعة. وإن المسألة هي في نطاق الصراعات السياسية, وقد نال السنة بالعراق على يد هذا الحزب وذلك النظام أقسى أنواع الظلم كذلك.

هناك مسألة مهمة أخرى تدلل على ما أقول, هي أن هناك جالية إيرانية كبيرة في العراق، الكثير منهم لا يحمل الجنسية العراقية ومقيمون منذ فترة طويلة, وإذا تم حسابهم فإنهم يحسبون ضمن التعداد الحقيقي لسكان العراق. وقد تعامل معهم حزب البعث بالتهجير القسري, وهو أمر لا نرضى عنه.

undefined

إذا كانت المسألة كما تقول, ففي رأيك إذن ما الهدف من وراء إثارتها في هذا الوقت الحساس بالذات؟

خطورة ذلك في رأيي تتركز فيما سيترتب عليها من تغييرات سياسية يقررها الدستور القادم.

undefined

هل تتوقع نتيجة لما بدأ يتسرب لدى بعض السنة من شعور بالغبن احتمال أن يتطور ذلك إلى نوع من الحرب الأهلية القائمة على أسس مذهبية داخل العراق في المستقبل؟

الأمر لن يصل إلى هذه الدرجة، حيث أن كل الشيعة لا يتبنون طرح المجلس الإسلامي الأعلى، فمن الشيعة أنفسهم –والكلام للسامرائي- علمانيون وشيوعيون وغيرهم من مختلف المشارب السياسية. وقد عاد غلو الإسلاميين الشيعة في المؤتمر عليهم بمردود عكسي, تمثل في فقدانهم تعاطف الكثير من التيارات السياسية الأخرى المشاركة.

المصدر : غير معروف