فاطمة نسومر

مناضلة جزائرية، قاومت المستعمر الفرنسي منتصف القرن التاسع عشر، أطلق عليها الفرنسيون اسم "جان دارك جرجرة" تشبيها لها بالبطلة القومية الفرنسية "جان دراك".

المولد والنشأة
ولدت لالاّ فاطمة محمد بن عيسى المعروفة بفاطمة نسومر عام 1830 في عين الحمام (منطقة القبائل) بالجزائر، وتزامن ميلادها مع احتلال الفرنسيين للبلاد في نفس السنة.

عاشت أولا في بيت أبيها وهو أحد أبرز رجالات الصوفية في زاوية الشيخ سيدي أحمد أمزيان (شيخ الطريقة الرحمانية).

تزوجت -على مضض- من أحد رجالات القبائل يدعى يحيى ناث إيخولاف، وعندما زفت إليه ادعت المرض فأعادها إلى منزل أهلها، لكنه رفض أن يطلقها فبقيت في عصمته طوال حياتها.

اشتهرت بلقب فاطمة نسومر نسبة إلى قرية "نسومر" التي أقامت فيها مع أخيها الأكبر سي الطيب بعد وفاة والدهما، وقد درست عليه القرآن الكريم وعلوم الشرع وكانت ناسكة منعزلة.

التجربة النضالية
انخرطت في مقاومة الفرنسيين منتصف القرن التاسع عشر، واتصلت بالزعيم الجزائري المقاوم بوبغلة (محمد بن عبد الله) دفاعا عن منطقة جرجرة (جبال في منطقة القبائل)، فشاركا معا في معارك عديدة.

جرح بوبغلة في إحدى المعارك فأنقذت فاطمة حياته.

هزمت فاطمة الفرنسيين في معركة 18 يوليو/تموز 1854 فانسحبوا مخلفين أكثر من 800 قتيل، منهم 25 ضابطا بالإضافة إلى 371 جريحا.

جند الجنرال الفرنسي روندون سنة 1857 جيشا قوامه 45 ألف رجل بقيادته شخصيا، واتجه به صوب قرية "آيت تسورغ" حيث تتمركز قوات فاطمة نسومر المتكونة من جيش من المتطوعين قوامه سبعة آلاف رجل وعدد من النساء.

أسِرت فاطمة في هذه الموقعة مع عدد من النساء، ووضعت في "سجن يسر" وسط الجزائر تحت حراسة مشددة.

الوفاة
توفيت فاطمة نسومر في سبتمبر/أيلول 1863 على إثر مرض عُضال تسبب في شللها. وتقديرا لدورها التاريخي أطلق اسمها على جمعيات نسوية، كما ألفت حولها أعمال أدبية وفنية، وأطلقت الجزائر -تخليدا لذكراها- اسم "فاطمة نسومر" على إحدى بواخرها العملاقة المُعدة في اليابان لنقل الغاز.