السعيد بوتفليقة.. شقيق الرئيس ومستشاره

سعيد بوتفليقة شقيق الرئيس الجزائري ومستشاره الخاص

أستاذ جامعي وسياسي ونقابي جزائري، وهو الشقيق والمستشار الخاص للرئيس عبد العزيز بوتفليقة. يعد بفعل منصبه حلقة الوصل الأساسية بين الحكومة وعبد العزيز وبوتفليقة في ظل مرضه. ويوصف بالشخصية الأكثر نفوذا في الجزائر.

المولد والنشأة
ولد السعيد بوتفليقة في الأول من يناير/كانون الثاني 1958 في وجدة المغربية، توفي والده أحمد بوتفليقة وهو لم يتجاوز السنة من عمره لتتكفل والدته بتربيته، وذلك بمساعدة شقيقه عبد العزيز. عادت الأسرة إلى الجزائر بعد الاستقلال عام 1962.

الدراسة والتكوين
تلقى سعيد تعليمه الأول بمدرسة سان جوزيف في العاصمة الجزائرية، ثم التعليم الثانوي بثانوية اليسوعيين، وبعد حصوله على البكالوريوس وعلى الإجازة بالجامعة العلمية بباب الزوار، توجه السعيد عام 1983 إلى العاصمة الفرنسية باريس، حيث حصل على شهادة دكتوراه من جامعة بيير وماري كوري.

الوظائف والمسؤوليات
عاد السعيد رفقة عائلته عام 1987 إلى الجزائر مرة أخرى، وعمل أستاذا محاضرا في جامعة العلوم والتكنولوجيا بالعاصمة الجزائرية حتى عام 1999.

وبعد وصول شقيقه عبد العزيز إلى الرئاسة في الجزائر عام 1999، عين السعيد في منصب مستشار في الرئاسة برتبة وزير، وذلك بمرسوم غير منشور.

أدار الحملتين الانتخابيتين لشقيقه عامي 2004 و 2008، وأسس عام 2010 " التجمع من أجل الوئام الوطني"، وهو المشروع الذي تراجع لاحقا في ظل ثورات الربيع العربي.

التجربة السياسية
استفاد السعيد من منصب شقيقه عبد العزيز عندما أصبح رئيسا للجزائر، حيث بدأ نفوذه يبرز في الساحة السياسية الجزائرية، لا سيما مع الوعكات الصحية المتتالية التي ألمت بالرئيس منذ عام 2005، وكثر الكلام عن تحكمه في ملفات عدة، وكذا سلطته في تعيين مقربين له أو موالين في مناصب حساسة داخل الدولة.

موقع السعيد وكذا شخصيته ودوره في أعلى هرم السلطة بالجزائر، أسالا مداد الكثير من المنابر الصحفية التي جعلت من السعيد مادة إعلامية دائمة الحضور في المشهد الإعلامي رغم أن شقيق الرئيس قلما يتحدث إلى وسائل الإعلام ويعمل بعيدا عن الأضواء.

وفي هذا الإطار، كتبت مجلة "جون أفريك" نقلا عن مصدر في قصر المرادية حينها أن السعيد يتولى شؤون رئيس الدولة، ويتدخل في تعيين الوزراء والدبلوماسيين والولاة ومديري المؤسسات العمومية وغير ذلك".

بينما اتهمته وسائل إعلام محلية بالاستحواذ على السلطة في ظل غياب شقيقه، بعد دخوله مستشفى فال دوغراس بباريس عام 2013، إثر تعرضه لجلطة دماغية. وقالت صحيفة جريدتي في مقال لمديرها الإعلامي الضابط السابق هشام عبود إن "الجزائر ورئيسها رهائن في قبضة السعيد بوتفليقة".

ونشرت جريدة الوطن الناطقة بالفرنسية في أبريل/نيسان 2013 مقالا تساءلت فيه عما إذا كان شقيق الرئيس متورطا في قضايا فساد بشركة النفط الحكومية "سوناطراك"، مع الشركة الإيطالية "سايبام".

ويظهر سعيد بصورة علنية فقط خلال المواعيد الانتخابية الرئاسية أو البلدية أو التشريعية، ليدلي بصوته إلى جانب شقيقه الرئيس وشقيقهما الآخر عبد الغني، وهو ظهور عائلي ينقله التلفزيون الرسمي.

مع ذلك، سجل للرجل وبالتحديد عامي 2016 و2017 ظهور إعلامي من وقت لآخر في بعض المناسبات والأحداث لكن بشكل هادئ، ومعظمها لم يخرج عن نطاق التضامن وكانت محصورة في الجنائز على وجه الخصوص، حيث حضر جنائز شخصيات سياسة وأخرى لإعلاميين أو مثقفين وشخصيات أخرى.

كما خرج شقيق الرئيس بوتفليقة ومستشاره الشخصي، سعيد بوتفليقة، إلى الشارع في يوليو/تموز 2017 بشكل علني وظهر لدقائق معدودة وهو يتحدث مع الروائي رشيد بوجدرة خلال وقفة تضامنية مع الأخير، ونقل عنه مخاطبا بوجدرة بقوله «جئتك بصفتي مواطنا جزائريا معبرا عن تضامني المطلق معك".

وفي نهاية الشهر، وخلال جنازة رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك، ظهر سعيد بوتفليقة في مقدمة نشرة الأخبار في التلفزيون الحكومي رفقة مسؤولين وشخصيات أخرى حضرت جنازة الراحل.

وتروّج المعارضة أن بوتفليقة الصغير يطمح لخلافة أخيه على سدة الحكم، لكن مسؤولين ورؤساء أحزاب نفوا ذلك، بينهم رئيس الوزراء أحمد أويحيى الذي قال في تصريح له في يونيو/حزيران 2015 إن توريث الحكم في الجزائر غير وارد.. والذين يعرفون سعيد بوتفليقة يعلمون دون أي شك أنه لا يلعب في هذا الاتجاه".

كما قالت الأمينة العامة لحزب العمال لويزة حنون لجريدة الخبر الجزائرية في أبريل/نيسان 2015 إن السعيد أكد لها "استحالة أن يفكر في موضوع التوريث أو إنشاء حزب سياسي".

يذكر أن السعيد يرتبط بعلاقة وثيقة برجل الأعمال علي حداد، وكان قد دخل بسببه في صراع صامت مع رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون على خلفية قرارات اتخذها الأخير في إطار فصل السياسة عن المال. وانتهى هذا الصراع بإقالة تبون من منصبه بعد أيام قليلة من تعيينه.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية