شويبله.. رئيس للبوندستاغ متسامح تجاه مسلمي ألمانيا

German Finance Minister Wolfgang Schauble speaks during a panel discussion at the annual meetings of the IMF and World Bank Group in Washington October 6, 2016. REUTERS/James Lawler Duggan

سياسي ألماني ينتمي للحزب المسيحي الديمقراطي، وصف بمهندس توحيد الألمانيتين ومدير أزمة اليورو والديون السيادية الأوروبية ومستشار أوروبا المالي. تعرض لاعتداء تسبب له بإعاقة لم تمنعه من الاحتفاظ بتأثيره في دوائر الحكم.

عرف بتسامحه تجاه مسلمي بلاده، وأسس مؤتمر الإسلام الحكومي، وتوّجت حياته السياسية بانتخابه رئيسا للبرلمان الألماني (البوندستاغ) التاسع عشر.

المولد والنشأة
ولد فولفغانغ شويبله في 18 سبتمبر/أيلول 1942 بمدينة فرايبورغ في ولاية بادن فورتمبرغ الغنية جنوبي ألمانيا.

الدراسة والتكوين
بعد الثانوية العامة، درس شويبله القانون والاقتصاد بجامعتي فرايبورغ وهامبورغ وحاز فيهما على درجتين جامعيتين عامي 1966 و1970، ثم حصل على الدكتوراه في القانون عام 1971، والتحق بمصلحة الضرائب بولاية بادن فورتمبرغ، وعمل بالمحاماة بين عامي 1978 و1984.

التجربة السياسية
انضم شويبله عام 1961 لمنظمة شبيبة الحزب المسيحي الديمقراطي، وأصبح بعد خمسة سنوات عضوا في هذا الحزب، وواصل صعوده داخل أجهزته وأطره المختلفة حتى وصل إلى رئاسة كتلته في البرلمان الألماني (البوندستاغ) عام 1991.

وعقب هزيمة الحزب المسيحي الديمقراطي بقيادة المستشار الأسبق هيلموت كول في الانتخابات البرلمانية وخروجه من حكم ألمانيا عام 1998، خلف فولفغانغ شويبله كول في رئاسة الحزب.

لكن تفجر فضيحة حصول الحزب المسيحي على تبرعات سرية غير قانونية عام 1999، أرغم شويبله -بعد اعترافه بدوره في هذه الفضيحة- على الاستقالة من رئاسته التي تولتها منذ ذلك الحين المستشارة أنجيلا ميركل.

ويعتبر شويبله صاحب خبرة طويلة تمتد 45 عاما في البرلمان الألماني الذي انتخب لأول مرة نائبا فيه عام 1972، وأصبح رئيسا له في 24 أكتوبر/تشرين أول 2017.

وتولى هذا السياسي المسيحي المحافظ عدة مناصب مهمة في الحكومات المتعاقبة للحزب المسيحي الديمقراطي، فاختاره المستشار الأسبق هيلموت كول عام 1984 في حكومته وزيرا للمهام الخاصة ودائرة المستشارية، وظل في هذا المنصب حتى تولى منصب وزير داخلية ألمانيا الموحدة بعد سقوط سور برلين عام 1989.

عاد فولفغانغ شويبله وزيرا للداخلية في الحكومة التي شكلتها المستشارة أنجيلا ميركل بعد فوز حزبها المسيحي بانتخابات مبكرة جرت عام 2005، وفي حكومة ميركل الثانية والثالثة تولى منصب وزير المالية.

وارتبطت حياته بأدوار مؤثرة لعبها في أحداث مهمة مرت بها بلاده وأوروبا، ووصف بسبب هذه الأدوار بصاحب التأثير القوي في النظام السياسي الألماني والمستشار الموازي لميركل.

ولعب دورا رئيسيا في التمهيد لتوحيد الألمانيتين، بعد إسناد المستشار الأسبق هيلموت كول له -في منتصف سبعينيات القرن الماضي- ملف إدارة العلاقات مع جمهورية ألمانيا الشرقية.

نجا شويبله بأعجوبة من الموت، وبات مقعدا بعد إطلاق شخص مضطرب الرصاص عليه خلال مشاركته في حفل انتخابي في أكتوبر/تشرين الأول 1990، وبعد تسع سنوات كافح هذا السياسي ضد تدمير مستقبله السياسي بتأثير فضيحة التبرعات السرية التي ورط حزبه فيها.

وعبّر السياسي البروتستانتي المتدين خلال مواقف عديدة عن تسامحه مع الأقلية المسلمة، وتأييده لإعلان رئيس الجمهورية الأسبق كريستيان فولف انتماء الإسلام لألمانيا، وتأكيده أن مسلمي البلاد هم جزء من مجتمعها، ودعوته لتعلم الفضائل والقيم من الإسلام.

أسس شويبله خلال شغله منصب وزير الداخلية عام 2006 مؤتمر الإسلام الحكومي، الهادف لتقنين وضع الدين الإسلامي في الدولة ودعم اندماج المسلمين بالمجتمع.

وبعد توليه وزارة المالية، أدار أزمة اليورو والديون السيادية الأوروبية، ولم يمل من مطالبة دول جنوب أوروبا المأزومة بمزيد من التقشف، والتلويح لليونان -التي كانت موشكة على الإفلاس– بعصا إخراجها من العملة الأوروبية الموحدة.

ورغم عدم نسيان شويبله حيلولة المستشارة أنجيلا ميركل مرتين دون ترشيح الحزب المسيحي الديمقراطي له إلى منصب رئيس الجمهورية، فإن معظم المراقبين السياسيين يتفقون على أنه امتنع -رغم قدرته- عن إسقاط ميركل بعد أزمة اللاجئين عام 2015.

حصل شويبله على 21 وساما رفيعا من بلده ودول أوروبية، وصدرت له ثمانية مؤلفات في السياسة والاقتصاد والدين، من بينها: "هل فشل الغرب؟ ألمانيا والنظام العالمي الجديد"، و"هل مجتمعنا بحاجة للدين؟".

المصدر : الجزيرة