خالد السفياني

خالد السفياني

محام وسياسي مغربي، وأحد قيادات حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية خلال سنوات مواجهته مع الدولة. عُرف بمناهضته التطبيع مع إسرائيل، وبمساندة الكفاح الفلسطيني للتحرر من الاحتلال. يتولى منصب المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي منذ عام 2015.  

المولد والنشأة
وُلد خالد السفياني يوم 16 أبريل/نيسان عام 1952 في مدينة القصر الكبير شمال المغرب لأسرة متوسطة الحال، فوالده كان مدرسا في المدرسة الأهلية بالمدينة، وقياديا محليا في حزب الاستقلال.

الدراسة والتكوين
تلقى السفياني تعليمه الابتدائي في المدرسة الأهلية بمسقط رأسه، وهي إحدى المدارس التي أنشأتها الحركة الوطنية في عدد من المدن المغربية، وكان ميالا للمواد الأدبية والفنون وخصوصا الموسيقى.
وتلقى دراسته الثانوية في مدينة تطوان وأنهاها عام 1967.

التحق عام 1968 بجامعة محمد الخامس بالرباط حيث تخرج فيها عام 1971، واستأنف تعليمه العالي -بعد انخراطه في سلك المحاماة- فحصل على الماجستير في القانون الخاص من جامعة محمد الخامس عام 1975. 

التجربة السياسية
بدأ خالد السفياني نشاطه السياسي في إطار الحركة الطلابية اليسارية، في جامعة محمد الخامس بالرباط. وانتخب عضوا في اللجنة التنفيذية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب عام 1970.

انخرط السفياني في صفوف حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية ابتداء من عام  1968، وعمل داخل الكتابة الإقليمية للرباط. وانضم إلى الإطار الجديد الذي نجم عن انقسام الحزب اليساري وسمي "الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية"، فكان من كوادره الشابة.

قاد خالد السفياني قطاع المحامين في الحزب وبرز في مرافعاته ضمن أهم المحاكمات السياسية التي عرفها المغرب منذ عام 1973، إبان مرحلة المواجهة بين الدولة والمعارضة خصوصا في جناحها اليساري، كما كان عضوا مؤسسا في المنظمة المغربية لحقوق الإنسان والجمعية المغربية لحقوق الإنسان.

ومع تجربة "حكومة التناوب" التي قادها الأمين العام السابق للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية عبد الرحمن اليوسفي عام 1998، بتشكيل أول حكومة يقودها معارض في ظل التوافق مع الملك الراحل الحسن الثاني؛ اتخذ السفياني ونخبة محدودة من قيادات الحزب موقفا نقديا تجاه التجربة.

اعتبر المغاضبون أن قيادة الحزب "ارتمت في أحضان الدولة بلا صلاحيات حقيقية لإنجاز التغيير المطلوب". وأسست هذه الأصوات تيار "الوفاء للديمقراطية" الذي غادر الحزب في نهاية المطاف.

تفرغ السفياني للنشاط القومي العروبي في المغرب، فكان في صدارة المبادرات والتحركات السياسية التي دعت لمساندة الشعب الفلسطيني في وجه الاحتلال الإسرائيلي. وانتخب رئيسا للجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ثم منسقا لمجموعة العمل من أجل فلسطين.

أظهر قدراته التنظيمية في التنسيق بين تيارات إسلامية ويسارية لإنجاح المسيرات المليونية التي عرفتها الرباط في مناسبات قومية عديدة. ونشط في مجال مكافحة التطبيع مع إسرائيل حيث ترأس اللجنة الوطنية لمقاومة التطبيع، وقاد تحركات احتجاجية ضد زيارات المسؤولين الإسرائيليين، وكان وراء العمل من أجل تقديم مقترح قانون للبرلمان المغربي حول تجريم التطبيع مع إسرائيل.

ظل السفياني عضوا في الأمانة العامة للمؤتمر القومي العربي منذ عام 1994، وانتخب أمينا عاما للمؤتمر خلال 2006-2009.

وفي مارس/آذار 2015، انتخب السفياني ببيروت لتولي منصب المنسق العام للمؤتمر القومي الإسلامي خلفا للمفكر الفلسطيني منير شفيق.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية