سيف الإسلام البنا.. رحيل في زمن المحنة

أحمد سيف الإسلام حسن البنا

قانوني وبرلماني إسلامي مصري؛ انتمى في صباه إلى جماعة الإخوان المسلمين التي أسسها والده، وظل رمزا من رموزها حتى غادر الدنيا. عمل في مجال القانون والحقوق محاميا في قاعات المحاكم ومشرعا في البرلمان ومدافعا عن الحريات.

المولد والنشأة
ولد أحمد سيف الإسلام حسن أحمد عبد الرحمن البنا يوم 22 نوفمبر/كانون الأول 1934 لأسرة مصرية علمية متدينة، فجده أحمد عبد الرحمن البنا من كبار علماء الحديث الشريف في وقته، ووالده حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان المسلمين وأحد كبار رجال الإصلاح الديني في العصر الحديث.

الدراسة والتكوين
واصل سيف الإسلام تعليمه النظامي حتى تخرج في جامعة القاهرة بشهادة بكالوريوس في مجال القانون من كلية الحقوق عام 1956، ودرس في الوقت نفسه بكلية دار العلوم التي تخرج فيها عام 1957، وكان أول طالب مصري يلتحق بها من الثانوية العامة وليس من الأزهر.

التوجه الفكري
بحكم نشأته في بيت مؤسس جماعة الإخوان فإن سيف الإسلام انتسب إلى هذه الجماعة مبكرا، فكان أحد رموزها القانونية والسياسية.

الوظائف والمسؤوليات
اشتغل سيف الإسلام البنا في سلك المحاماة منذ تخرجه في الجامعة، وظل يرفض جميع الوظائف الحكومية داخل مصر وخارجها.

انتخب عضوا في مجلس الشعب المصري (البرلمان) عام 1987، وتولى الأمانة العامة لنقابة المحامين المصرية عام 1992، كما كان عضوا في مجلس الشورى العام لجماعة الإخوان.

التجربة العملية
اشترك سيف الإسلام البنا في جميع أنشطة جماعة الإخوان الدعوية والسياسية والمجتمعية منذ عام 1946. وقد عرضه نشاطه فيها للمضايقة والاعتقال مرات عديدة في عهد الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر.

فقد اعتقل عام 1965 وأفرج عنه مع فرض إقامة جبرية عليه في منزله مدة عام. ثم اعتقل مرة أخرى وأجريت له محاكمة عسكرية عام 1969 فحكم عليه بالسجن عشر سنوات، قضى منها أربعا قبل الإفراج عنه في إطار عفو عام عن معتقلي الجماعة أصدره الرئيس المصري الراحل أنور السادات يوم 1 أكتوبر/تشرين الأول 1973.

كان لسيف الإسلام نشاط سياسي واسع خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن العشرين، حيث كان عضوا في مجلس نقابة المحامين، وترأس لجنة الحريات وكان أمينا للصندوق بها، كما فاز بعضوية مجلس الشعب المصري (البرلمان) عن دائرة الزاوية الحمراء بمنطقة السيدة زينب (القاهرة) عام 1987.

خاض انتخابات نقابة المحامين عام 1992 فاختير أمينا عاما للنقابة، وحصل على أعلى الأصوات في أول انتخابات نقابية بعد رفع الحكومة يدها عن التدخل في تشكيل هيئات النقابة عام 2001.

دخل سيف الإسلام في صراع قانوني مع المؤلف وحيد حامد بسبب مسلسل "الجماعة" الذي تناول حياة والده حسن البنا مؤسس جماعة الإخوان، وتطور الأمر حتى وصل إلى القضاء حيث رفع كل طرف قضية على الآخر.

وقال سيف الإسلام -في تصريح أدلى به حينها للجزيرة نت- إن أسرة البنا رفعت ثلاث دعاوى قضائية ضد منتج المسلسل ومخرجه ومؤلف السيناريو، وطالبت بوقف هذا المسلسل الذي كانت تبثه قنوات فضائية وأرضية، نظرا لما احتواه من "مغالطات تشين شخصية الإمام الراحل وتسيء إلى أسرته".

وأضاف أن إحدى هذه الدعاوى رُفعت أمام مجلس الدولة ضد وزير الإعلام المصري آنذاك أنس الفقي لوقف قراره بعرض المسلسل، مشيرا إلى أن الدعوى تشمل كذلك اتحاد الإذاعة والتليفزيون المصري باعتباره المسؤول عن إذاعة هذا المسلسل.

وصف أحد العارفين بسيف الإسلام البنا شخصيته قائلا "كان يحمل قلبا طيبا محبا للناس جميعا، وكان ذا همة عالية محبا للغة والشعر، وكانت له علاقات طيبة حتى بالمخالفين للإخوان"، ومن ذلك أنه كانت تربطه علاقة قوية برأس الكنيسة المصرية الراحل البابا شنودة.

الوفاة
توفي سيف الإسلام البنا صبيحة يوم الجمعة 25 ربيع الثاني 1437هـ الموافق 5 فبراير/شباط 2016، ونعته قيادة جماعة الإخوان المسلمين -التي رحل عنها وهي تعيش محنة أشد من التي عاشتها حين اغتيل والده- ببيان وصفته فيه بأنه "نبت صالح من نبتها ونبت إمامها الشهيد المؤسس".

المصدر : الجزيرة