قابوس بن سعيد

epa02469281 His Majesty Sultan Qaboos Bin Saed the Sultan of Oman during equestrian show and race performed in honour of Her Majesty Queen Elizabeth II at Royal Horse Racing Club in Seeb50KM from Muscat to the Nourth During her visit to Oman. 27 November 2010 EPA

سلطان عمان، وثامن سلاطين البوسعيد، قاد بلاده في مرحلة اضطرابات، فأوقف ثورة ظفار وعمل على تحديث السلطنة، وضع كل السلطات في يده وحظر تشكيل الأحزاب، انتهج الحياد في السياسة الخارجية، وسعى للصداقة مع الجميع.

المولد والنشأة
ولد السلطان قابوس بن سعيد يوم 18 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1940 في مدينة صلالة بمحافظة ظفار، وهو الابن الوحيد لوالده سعيد بين تيمور، وهو ثامن سلاطين أسرة البوسعيد.

الدراسة والتكوين
تلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في صلالة، قبل أن يرسله والده عام 1958 إلى إنجلترا حيث أمضى عامين في مؤسسة تعليمية خاصة، والتحق بأكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية عام 1960 ضابطا مرشحا.

بعد عامين تخرج من الكلية برتبة ملازم ثان، ودرس لمدة عام في مجال نظم الحكم المحلي، وأكمل دورات تخصصية في شؤون الإدارة وتنظيم الدولة، قبل أن يعود إلى صلالة عام 1964.

التجربة السياسية
 تزامنت عودته مع إخماد "ثورة الجبل الأخضر"  (1955-1964) ونفي زعيمها الإمام غالب الهنائي إلى السعودية.

ولم يكد ينهي عامه الأول في بلاده حتى اندلعت ثورة ظفار (1965-1975) التي تشكل ثاني ثورة على والده سعيد الذي وصل إلى السلطة عام 1932.

تولى مقاليد السلطنة في 23 يوليو/تموز 1970، ليبدأ مسيرته مع الحكم.

كان عند توليه الحكم من أصغر الزعماء العرب سنا، لكنه كان ذا ثقافة عالية، وسعى منذ توليه الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلتها، واستخدم عائداتها النفطية لتحديثها.

تولى الحكم في أوج ثورة ظفار وكان التحدي الأول الذي واجهه هو إنهاء الثورة، وتطلب ذلك منه حوالي خمس سنوات من حكمه، وبعد أن أنهاها ووحد سلطنة عمان بدأ مواجهة التحدي الثاني المتمثل في تحديث البلاد.

انتهج خلال توليه الحكم نوعا من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية، لكنه احتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وربط علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن.

مارس صلاحيات مطلقة في الحكم، فحظر إنشاء الأحزاب السياسية، وتولى تعيين الحكومة بنفسه، ولكنه أنشأ مجلس شورى منتخبا يتألف من 84 عضوا.

وبعد أكثر من ثلاثة عقود من الهدوء واجهت قابوس موجة احتجاجات تزامنت مع الثورات الشعبية التي عرفت بالربيع العربي مطلع العام 2011، حيث تحرك مئات العمانيين في العاصمة مسقط مطالبين بتحسين الدخل ولجم ارتفاع الأسعار.

وفي 18 فبراير/شباط 2011 نظمت مجموعة من المدونين العمانيين مسيرة سلمية ثانية شارك فيها بعض النساء، كما شهدت ولاية صحار شمال العاصمة مظاهرات تحولت إلى أحداث عنف سقط فيها قتيل، حسب الرواية الرسمية.

وفي رد فعله إزاء هذه التطورات قرر قابوس إيفاد وزير الديوان لولاية صحار للقاء مجموعة من المحتجين والاستماع إلى مطالبهم، كما أصدر قرارا بتوفير خمسين ألف فرصة عمل للمواطنين فعادت عُمان إلى هدوئها.

سافر السلطان قابوس بن سعيد صيف عام 2014 إلى ألمانيا في رحلة علاج، وأكد البلاط السلطاني في سلطنة عمان في بيان له يوم 18 أغسطس/آب الماضي2014، أن السلطان يجري فحوصات طبية في مدينة ميونيخ.

ووجه السلطان قابوس في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2014 من العام نفسه كلمة إلى الشعب العماني، أكد فيها أن صحته تتحسن بعد أسابيع من العلاج، وفي 23 مارس/آذار 2015 عاد إلى مسقط بعد ثمانية أشهر من العلاج.

الوفاة
توفي السلطان قابوس بن سعيد مساء الجمعة 10 يناير/كانون الثاني 2020 عن 79 عامًا، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العمانيّة الرسميّة عن البلاط السلطاني.

وأضافت الوكالة أن ديوان السلطان أعلن "الحداد وتعطيل العمل الرسميّ للقطاعَين العام والخاص لمدّة ثلاثة أيّام وتنكيس الأعلام" وذلك لأربعين يوما.

المصدر : الجزيرة