أندرس بيهرينغ بريفيك

A picture taken on August 24, 2012 shows self-confessed mass murderer Anders Behring Breivik arriving in court room 250 at the central court Oslo to be sentenced for his twin attacks last year that left 77 people dead, bringing to a close one of the most spectacular trials in Norway's history. The Norwegian prison where Anders Behring Breivik is being held said on August 1, 2013 it agreed in principle to allow the convicted mass murderer to study political science, if the university wants him.
متطرف نرويجي معاد للمهاجرين والإسلام والاشتراكية، ارتكب "هجوم أوسلو" وهو مجزرة لم تشهد لها البلاد مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية، قتل فيها نحو 77 شخصا، فألقي عليه القبض وحكم بالسجن المشدد 21 عاما.

المولد والنشأة
ولد أندرس بيرينغ بريفيك يوم 13 فبراير/شباط 1979 في لندن، حيث كان أبوه خبيرا اقتصاديا في سفارة النرويج في بريطانيا.

انفصل والداه وهو في عامه الأول، فنشأ مع والدته في عائلة من الطبقة الوسطى لم تواجه مشاكل مالية، وساءت علاقته بوالده وعمره نحو 16 عاما، وقال والده إنه أعطي "قدراً من الحرية أكثر مما ينبغي"، وإنه "كان صبياً عادياً، بيد أنه كان منطوياً على نفسه ولم يكترث بالسياسة".

التوجه الفكري
وفي عام 1999 التحق بريفيك بحزب التقدم (وهو تنظيم يميني شعبي) فأوكلت إليه مسؤوليات محلية مع حركة شبيبة الحزب. ولأن الحزب كان شديد الانفتاح على "التعددية الثقافية" كما يرى بريفيك فقد تركه سنة 2006. 

وقال الحزب إنه كان فتى خجولاً بعض الشيء ونادراً ما كان يشارك في المناقشات، وغالباً ما ينتقد الإسلام والتعددية الثقافية والماركسية على الإنترنت حيث نشط كثيرا، ووصف بريفيك نفسه على الإنترنت بأنه "محافظ مسيحي".

المجزرة
لم يكن اسم أندرس بيهرينغ بريفيك معروفا لأحد سوى المقربين منه، لكنه أصبح متداولا بكثرة بعد الهجومين اللذين نفذهما واستهدفا مبنى حكوميا ومعسكرا شبابيا للحزب الحاكم في النرويج يوم 22 يوليو/تموز 2011 وخلفا نحو 77 قتيلا، في أكبر كارثة يشهدها البلد منذ الحرب العالمية الثانية.

قتل في الهجوم الأول على المبنى الحكومي بأوسلو سبعة أشخاص وأصيب تسعة بجروح خطيرة، بينما سقط الباقون في الهجوم على مخيم في جزيرة أوتويا شمال غرب أوسلو.

وتمكن بريفيك من الانتقال من مكان الهجوم الأول في أوسلو إلى جزيرة أوتويا ليطلق النار على المشاركين في المخيم الصيفي الواقع على بعد نحو أربعين كيلومترا غرب العاصمة. 

فقد دخل متنكرا بزي الشرطة إلى المخيم، زاعما أنه يريد التأكد من سلامة التجمع بعد انفجار أوسلو، ثم شرع في إطلاق النار على المشاركين، وألقي القبض عليه بعد ذلك. 

وقال شهود عيان إنه واصل إطلاق النار لفترة طويلة دون أن يتصدى له أحد، فقد أصيب الناس بالهلع، وهرب البعض، واقتحم آخرون البحيرة للسباحة إلى البر الرئيسي.

ونشر بريفيك يوم المجزرة شهادة طويلة من أكثر من 1500 صفحة على الإنترنت عرض فيها بشكل مفصل التزامه العقائدي بمكافحة الإسلام والماركسية خلال السنوات التسع الأخيرة، واللحظة الحاسمة في خريف 2009 حين قرر الانتقال إلى تنفيذ مشاريعه.

وعرّف عن نفسه بلقب "قائد فرسان الحق" تيمناً بالفرسان الصليبيين، وأوضح كيف أخفى خططه عن محيطه حتى لا يفشل مشروعه قبل تنفيذه.

وكتب "بعدما بقيت طوال الوقت تحت تأثير عقود من الإرشادات العقائدية التعددية، أشعر بالحاجة إلى التأكيد على أنني في الواقع لست عنصرياً ولم أكن يوماً عنصرياً".

وتابع "لم يكن الانتماء إلى حليقي الرؤوس يوماً خياراً مطروحاً بالنسبة لي، فملابسهم وخياراتهم الموسيقية قلما أجدها مغرية وكنت أعتقد أنهم شديدو التطرف"، مشيراً إلى أنه كان له عشرات الأصدقاء غير النرويجيين في شبابه.

وكان بريفيك قد اشترى مزرعة صغيرة في عام 2009 بالرغم من أن السجلات الضريبية تشير إلى عدم تسجيله أي دخل في تلك السنة بعد سنوات من المداخيل الضئيلة جداً.

وأتاح له شراء المزرعة الحصول في أيار/مايو 2009 على ستة أطنان من السماد الكيماوي، استخدمها على ما يبدو لصنع المتفجرات المستخدمة في الهجوم على مقر الحكومة النرويجية، وذلك دون إثارة أي شبهات.

كما انضم إلى نادي رماية، مما سمح له بالحصول على رخصة بحيازة قطعتي سلاح إحداهما بندقية آلية يعتقد أنه استخدمها لإطلاق النار على المشاركين في مخيم صيفي لشبيبة الحزب العمالي في جزيرة أوتويا. 

وبحسب مؤسسة إكسبو (وهي مرصد يميني متطرف، مقره أستوكهولم) فإن المتهم سجل في 2009 في منتدى سويدي متطرف على الإنترنت يسمى "نورديسك"، يدافع عن "الهوية والثقافة والتقاليد الشمالية"، أنشئ سنة 2007.

وقد حكمت محكمة نرويجية يوم  24 أغسطس/آب 2012 على بريفيك بالسجن 21 عاما فيما يسمى بـ"السجن الوقائي"، وهو أقصى عقوبة، وذلك بعد أن رأت أنه سليم عقليا. 

ادعى أنه يعمل من داخل سجنه على نشر أفكاره وأن له الكثير من الأتباع في الدول الأوروبية. وقد رفضت جامعة أوسلو طلبا له بالتسجيل في قسم العلوم السياسية لكنها سمحت له بدراسة بعض المواد دون أن يعني ذلك منحه أية شهادة.

المصدر : الجزيرة