روني.. "ثعلب" إسرائيل المرشح لـ"كسر" الفلسطينيين

Israel Police chief nominee Roni Alsheikh (haaretz)

ضابط أمن إسرائيلي يمني الأصل؛ يوصف بأنه ممثل التيار الديني الصهيوني الذي يجمع بين "القبعة الدينية وربطة العنق" ويلقب بـ"الثعلب" لدهائه في عمله الأمني. تولى نيابة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك)، ثم اختير مرشحا لمنصب القائد العام للشرطة ليكون أول يهودي من أصل يمني تسند له هذه المهمة.

المولد والنشأة
ولد روني الشيخ عام 1963 في اليمن لأسرة يهودية، ومن هناك هاجر مع عائلته إلى إسرائيل عام 1981.

يصنف روني ضمن تيار اليهود المتدينين المتشددين، وقد سكن سابقا إحدى المستوطنات المجاورة لرام الله، ثم انتقل إلى وسط إسرائيل حيث يعيش ضمن تجمع ديني يدعى "غفعات شموئيل" بالقرب من تل أبيب. وهو أب لسبعة أولاد وجدّ لأربعة أحفاد.

الدراسة والتكوين
أنهى روني تعليمه الثانوي في معاهد دينية، وحصل على شهادتيْ البكالوريوس والماجستير في جامعة تل أبيب، وعلى شهادة في علم الإجرام من الجامعة العبرية بالقدس، ويتحدث العربية بطلاقة.

الوظائف والمسؤوليات
تولى روني قيادة لواء المظليين في الجيش الإسرائيلي سنوات عدة، وعُين نائبا لرئيس اللواء رقم 50. وفي عام 1987 انضم إلى جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (يعرف أيضا بالشاباك وبالشين بيت) في بداية الانتفاضة الفلسطينية الأولى، فأسندت إليه أدوار ومسؤوليات أمنية قيادية.

ومن أهم هذه الأدوار توليه قيادة منطقة الضفة الغربية خلال 2005-2008، ثم عُين مسؤولا عن القدس وعن منطقة جنوب البلاد، وهو يشغل منذ يوليو/تموز 2014 منصب القائم بأعمال المدير العام للشاباك.

التجربة الأمنية
اكتسب روني تجربة أمنية متراكمة من عمله في الجيش والمخابرات، حتى لقبه زملاؤه في الوظيفة بـ"الثعلب" نظرا لأساليب الخداع التي يعتمدها في عمله، كما عُرف بأنه محقق ورجل استخبارات من الطراز الأول، ويتسم بالصرامة والقسوة حتى وُصف بأنه "بارع في تحطيم من يستجوبهم".

وقد عمل خلال فترة الانتفاضة الأولى قائدا ميدانيا، وأشرف على تجنيد العملاء في الأراضي المحتلة خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ الاستخبارات الإسرائيلية، كما اشتهر بأنه من الخبراء البارزين في مجال بناء برامج استخباراتية إلكترونية داخل الشاباك.

وفي عام 2000 ترقى ليحتل منصب قائد قطاع في "الشاباك"، بما في ذلك قطاع منطقة القدس المحتلة خلال الانتفاضة الثانية سنوات 2000-2005.

شارك روني في الماضي -بصفته قائما بأعمال رئيس الشاباك- في جلسات سرية ومناقشات أمنية عالية المستوى صودق فيها على تنفيذ عمليات أمنية غاية في الحساسية، وذلك خلال اجتماعات كل من الحكومة ولجنة الخارجية والأمن بالكنيست والمجلس الأمني الحكومي المصغر.

وقد أهلته خبرته هذه لتبوؤ مراكز قيادية في جهاز الشاباك المعروف بعمليات التعذيب المروعة التي يمارسها على الأسرى الفلسطينيين، وكان آخر هذه التعيينات اختياره من طرف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في يوم 27 سبتمبر/أيلول 2015 مرشحا لمنصب القائد العام للشرطة خلفا ليورام كوهين، وذلك بناء على تزكيته من وزير الأمن الداخلي غلعاد إردان.

ورغم أن القانون الإسرائيلي يحظر نشر اسم نائب رئيس جهاز الشاباك فإن نتنياهو -الذي يتبعه هذا الجهاز الأمني- سمح بنشر اسمه، بعد أن كان لا يشار إليه في وسائل الإعلام إلا بالحرف الأول من اسمه (R) نظرا لطبيعة موقعه الأمني الحساس.

وتأمل أوساط واسعة في إسرائيل أن يتمكن روني من إنقاذ مؤسسة الشرطة من ورطتها وسوء إدارتها وصورتها السلبية في نظر الإسرائيليين -بعد استقالة نصف قادتها في العام الأخير إثر الكشف عن تورطهم في فضائح مالية وجنسية- لكونه هو أفضل المرشحين من خارج الشرطة لتولي قيادتها، وسيكون بذلك أول يهودي من أصل يمني تسند له مهمة قيادة شرطة الاحتلال.

وفي المقابل، ينبه معلقون سياسيون إسرائيليون إلى أن النجاح في إدارة جهاز الشاباك لا يعني ضرورةً النجاح في تسيير مؤسسة الشرطة لكونها تنظيما مختلفا وعدوانيا، ولكثرة مشاكلها الداخلية في هذه المرحلة، كما أن إدارة هذه المؤسسة الضخمة تبدو أكبر من قدرات مدير وكالة تجسس صغيرة مثل الشاباك.

وفي جميع الأحوال؛ يرى مراقبون أن تعيين روني هذا ينذر بقساوة المرحلة في تعامل الشرطة مع الفلسطينيين المتظاهرين و"مرابطو الأقصى"، لما عرف به الرجل سابقا من قيادة متطرفة ستزيد من مستوى التعامل القمعي والعنصري للشرطة الإسرائيلية، ولكونه يمثل الجيل الجديد من المستوطنين المتطرفين داخل أجهزة الأمن الإسرائيلي.

وقد لخصت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية المهام القادمة لروني الشيخ بقولها إن "رئيس الحكومة نتنياهو يريد منه عدة مهام، من بينها مواجهة الفلسطينيين الذين يلقون الحجارة على الجنود، والتعامل مع الوضع في القدس، وتعزيز القانون وفرضه في مناطق عرب 1948".

المصدر : الجزيرة