تيد تيرنر.. مؤسس "سي أن أن"

In this Friday, Dec. 6, 2013, file photo, media mogul Ted Turner talks with guests at the Captain Planet Foundation benefit gala in Atlanta. Turner set out years ago to establish a fund to bolster the dwindling populations of everything from falcons and frogs to Mexican gray wolves, using the nearly 2 million acres he owns in a dozen western states as home base for the projects. Now, one of his New Mexico ranches is caught in a dispute between the state and federal wildlife officials over management of the endangered wolves. New Mexico wildlife officials recently denied the Ladder Ranch's bid to renew its permit for holding wolves in captivity as part of the U.S. Fish and Wildlife Service's wolf reintroduction program. Rallies are planned Tuesday, May 29, 2015 at the capitol in Albuquerque, N.M. (AP Photo/David Goldman, File)

رجل أعمال، وقطب إعلامي أميركي، يمتلك العديد من وسائل الإعلام وشركات الترفيه، واشتهر بتأسيسه قناة "سي أن أن" العالمية التي أحدثت ثورة في الإعلام المعاصر، جعلته يلقب "بفيلسوف الإعلام".

المولد والنشأة
ولد روبرت إدوارد تيرنر، المعرف بتيد تيرنر، يوم 19 نوفمبر/تشرين الثاني 1938 بمدينة سينسيناتي بولاية أوهايو، وعانى من قسوة أبيه؛ مما أثر على تكوين شخصيته، تزوّج ثلاث مرات، ولديه خمسة أبناء.

كان للرجل ميل دائم للمغامرة والمخاطرة، مع هاجس دائم من الموت، وإحساس بأن أحدا سيقتله، وهو ما دفعه إلى الإدمان على دواء "ليثيوم" في محاولة لعلاج نفسه من هذه الحالة.

الدراسة والتكوين
انتقل مع أسرته عام 1974 إلى ولاية جورجيا، حيث التحق في سن التاسعة بالأكاديمية العسكرية بالولاية، وعُرف بشغبه لدى التحاقه بمدرسة ماكالي العسكرية في شاتانوغا تينيسي، وكان ينال مع نهاية كل أسبوع قدرا لا بأس به من العقوبة.

درس في شبابه الاقتصاد بجامعة براون ماب بين 1956 و1959، لكنه طُرد من الجامعة لانتهاكه القانون الداخلي للمؤسسة، وعُرف بحبه ومشاركته في سباقات رياضة القوارب.

التوجه الفكري
عُرف تيرنر بشخصيته المحبة للمخاطرة، حيث كانت توصف أفكاره في بدايتها بالجنونية، ومنها نظرية البث التلفزيوني المباشر، التي حوّلت الناس من مجرد مشاهدين للأحداث إلى شهود على التاريخ، حيث سعى ونجح في تطبيق نظرية ماكلوهان، التي ترى أن "الإعلام سيجعل العالم قرية صغيرة".

ودعم في هذا الاتجاه إدخال قناة "سي أن أن" مفهوم "الصحون الطائرة" إلى عالم الإعلام، وهي تعتمد على إعداد محطات بث متحركة في مواقع الأحداث في العالم، تتيح للمراسل تصوير الأحداث والتعليق عليها مباشرة من أي منطقة، وهو ما جعل المحطة سباقة في نقل مباشر لأحداث مهمة كحرب الخليج عام 1991 وهجمات 11 سبتمبر 2001 بنيويورك.

على المستوى السياسي، عُرف تيرنر بانتقاده الاحتلال الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية وانتقاد السياسة الخارجية الأميركية، حيث وصف الحرب الأميركية ضد العراق عام 2003 بأنها من "أغبى التصرفات في كل الأزمان"، ورأى أن مطالبة الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن طموحاتها لامتلاك أسلحة نووية "نكتة".

من الناحية الإنسانية، التزم تيرنر بدعم الأعمال الخيرية والمساعدات "لجعل العالم بشكل أفضل"، حيث تبرع بأموال طائلة لمشاريع أممية تعنى بالبيئة.

التجربة الإعلامية
بدأ مساره المهني عام 1960 مسؤولا في أحد فروع شركة أبيه للإعلانات، وبعد انتحار والده عام 1963 بسبب ديون الشركة تولى مسؤوليتها، وتمكن من إعادة هيكلتها، وتحقيق أرباح، مكنته من أن يصبح عام 1970 مالكا لأكبر مؤسسة إعلانية في الولايات الجنوبية الغربية لأميركا.

وانتقل بعد ذلك إلى عالم الإعلام عبر شرائه القناة التلفزيونية "تشانيل 17" في ولاية أتلانتا، ثم قناة "شارلوت"، وحوّل اسمها إلى مجموعة "تيرنر للاتصالات" التي كانت من أولى القنوات التلفزيونية التي تبث عام 1972 عبر الكبل مقابل اشتراكات الجمهور، ثم اشترى نادي "أتلانتا برايفز" للبيسبول، وفريق كرة السلة "أتلانتا هوكس".

وفي عام 1980، بدأت ولادة قناة "سي أن أن" على مستوى أميركا، وكانت تبث على الكبل أخبارا على مدار الساعة، وهو ما خلق له تحديا أمام منافسة القنوات التلفزيونية العملاقة، مثل "أي بي سي" و"سي بي أس" و"أن بي سي"، ثم أطلق نهاية عام 1985 قناة "سي أن أن" الدولية، التي حققت انتشار كبيرا عبر العالم، ثم اقتنى في مارس عام 1986 شركة "أم جي أم" لإنتاج الأفلام بمبلغ 1.6 مليار دولار، وحققت له في العام نفسه أرباحا تجاوزت 125 مليون دولار.

وعلى مستوى آخر، أسس جمعية "عالم أفضل" بهدف محاربة الأسلحة النووية والدفاع عن القضايا البيئية ونشر السلام في العالم، وأسهم في تنظيم مسابقات رياضية دولية، حيث أسس وموّل "ألعاب الإرادة الحسنة" بين أعوام 1986 و2001، بهدف خلق تقارب بين بلدان العالم من خلال الرياضة.

كما أسس في أغسطس/آب 1990 شبكة تلفزيونية رياضية تحت اسم "سبورت ساوث" اشترتها لاحقا "فوكس سبورتس".

واقتنى عام 1991 مجموعة "حنا-باربيرا" لأفلام الكارتون، ودشن من خلال أفلام محطة "كارتون نيتوورك" عام 1992، حيث ظل على رأس مجموعته الإعلامية حتى عام 1996 عندما باع جزءا كبيرا منها إلى شركة "تايم وورنر".

واستثمر تيرنر أيضا في تأسيس شركات ترفيهية وأستوديوهات لإنتاج الأفلام العالمية، كأستوديوهات "يونيفرسال"، كما كانت للرجل مشاريع في مجال الماشية والمطاعم.

الأوسمة والجوائز
يصنف تيد تيرنر على أنه أحد أثرياء أميركا بثروة تصل إلى 2.2 مليار دولار، وحصل على عدة جوائز، منها "جائزة بوير" لرواد رجال الأعمال عام 2006 التي منحها "معهد فرانكلين" الأميركي.

وأطلقت عليه مجلة "تايم" البريطانية عام 1992 لقب "أمير القرية الصغيرة"، وأصدر عام 2008 سيرته الذاتية تحت عنوان "نادوني باسم تيد".

المصدر : الجزيرة + وكالات