حسني مبارك

epa03244991 (FILE) A file photograph dated 09 February 2011 shows the then Egyptian President Hosni Mubarak in Cairo, Egypt. Mubarak on 02 June 2012 is due to hear the verdict in his trial over the killing of peaceful protesters and corruption.

سياسي وعسكري مصري، قاد الطيران الحربي المصري خلال حرب أكتوبر 1973، فكانت الحرب فأل خير عليه: رقي إثرها، وتولى الرئاسة بمناسبة تخليد ذكراها حين اغتيل أنور السادات، قاد مصر قرابة ثلاثين سنة وأطاحت به ثورة شعبية سنة 2011.

المولد والنشأة
ولد محمد حسني مبارك في الرابع من مايو/أيار 1928 في كفر المصيلحة التابع لمحافظة المنوفية بمنطقة الدلتا.

الدراسة والتكوين
بعد إنهاء تعليمه في مراحله الأولى والثانوية، التحق بالكلية العسكرية في مصر وحصل منها على شهادة البكالوريوس في العلوم العسكرية عام 1948، ثم حصل على درجة البكالوريوس في العلوم الجوية عام 1950 من كلية سلاح الطيران.

الوظائف والمسؤوليات
تدرج مبارك في المناصب العسكرية سريعا، فعُيِّن سنة1964 قائدا لإحدى القواعد الجوية غرب القاهرة ليكون بذلك أصغر طيار يقود قاعدة جوية، ثم عُيِّن مديرا للكلية الحربية سنة 1967، ثم رئيسا لأركان حرب القوات الجوية المصرية.

وفي سنة 1972 عين قائد للقوات الجوية ونائبا لوزير الدفاع، وتولى قيادة القوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر/تشرين الأول 1973، التي شكل الطيران الحربي المصري أحد أذرعها الضاربة، رقي بعدها لمنصب فريق جوي.

وفي أبريل/نيسان 1975 عينه الرئيس أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية، وأصبح رئيسا للجمهورية بعد اغتيال السادات في السادس من أكتوبر/تشرين الأول 1981، وأعيد انتخابه أربع مرات متتالية في سنوات 1987 و1993 و1999، و2005.  

التجربة السياسية
لم يظهر مبارك بين القادة العسكريين المهتمين بالسياسة حتى تعيينه في منصب نائب رئيس الجمهورية سنة 1975، تلك الخطوة التي كانت بوابة التمكين له في مصر قرابة ثلاثين سنة، حفلت بالتطورات والأحداث.

في سنة 1978 أصبح نائبا لرئيس الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم، ثم زعيما له عندما تولى الرئاسة سنة 1981.

عند تسلمه واجه تحدي استرجاع منطقة طابا من إسرائيل بعد أن رفضت الانسحاب منها، ودخل في مفاوضات مع الإسرائيليين أفضت إلى اللجوء للتحكيم الدولي، فأصدرت هيئة التحكيم حكمها لصالح مصر سنة 1988 واستعادت منطقة طابا في  مارس/آذار 1989.

ورغم رفض نسبة عالية من المصريين للعلاقات مع إسرائيل فقد حافظ مبارك عليها، واستطاع مع ذلك استعادة علاقات مصر العربية التي قطعت بعد اتفاقية كامب ديفيد، وأعاد مقر الجامعة العربية وأمانتها العامة إلى مصر، وشكل قطبا من أقطاب "محور الاعتدال".

دخل في مواجهات عنيفة مع التيارات المتشددة المحسوبة على الجماعات الإسلامية، وسببت هذه المواجهة العديد من الحوادث والتفجيرات التي استهدفت مقرات أمنية ومصالح حكومية وهيئات أجنبية وسياحا غربيين.

كما شهدت اغتيال شخصيات في النظام وموالين له، ومحاولات اغتيال لم تنجح، من بينها محاولة اغتيال استهدفته شخصيا سنة 1995 في أديس أبابا عندما كان في زيارة لأثيوبيا لحضور القمة الأفريقية.

وواجهت سياساته الداخلية وتمسكه بالحكم انتقادات واسعة من قبل حركات  واطراف معارضة في مصر، مثل الإخوان المسلمين وحركة كفاية، وتعاظم الأمر بالتزامن مع انتخابات 2005، وزاد من حدته السعي لتوريث الحكم لنجله جمال.

وبفعل الاحتقان السياسي وسوء الوضع الاقتصادي والنهب الممنهج وانتشار الفساد، تحرك الشعب المصري في الخامس والعشرين من يناير/كانون الثاني 2011 في ثورة سلمية كان شعارها "عيش، حرية، كرامة إنسانية".

وامتلأت الميادين والشوارع بالمعتصمين والمتظاهرين المطالبين برحيل النظام، فأعلن مبارك تنحيه عن السلطة في الحادي عشر من فبراير/شباط 2011 ونقل صلاحياته إلى الجيش، وانتقل ليقيم بمنطقة شرم الشيخ على البحر الأحمر.

لكن القضاء المصري أحاله إلى العدالة ليواجه تهم قتل المتظاهرين واستغلال النفوذ، واتهم نجلاه علاء وجمال باستغلال النفوذ، وحكمت عليه محكمة جنايات القاهرة في 2 يونيو/حزيران 2012 بالسجن المؤبد.

لكن هيئة الدفاع عنه طعنت في الحكم فقبل القضاء الطعن في 13 يناير/كانون الثاني 2013، وبدأت إعادة محاكمته في عدد من القضايا المتعلقة بالفساد وقتل المتظاهرين.

بعد الانقلاب على الرئيس المصري محمد مرسي، وانتخاب عبد الفتاح السيسي رئيسا للبلاد، برأت محكمة جنايات القاهرة يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني 2014 في حكم نهائي غير بات الرئيس المخلوع حسني مبارك ونجليه ووزير داخليته وآخرين من كل التهم الموجهة إليهم, والتي تشمل قتل المتظاهرين في ثورة يناير/كانون الثاني 2011, والفساد المالي.

المصدر : الجزيرة