تيم بيرنرز لي

تيم بيرنرز لي مخترع وعالم حاسوب بريطاني، درس الفيزياء وعمل في شركات اتصالات كبرى، ونجح نهاية القرن العشرين في اختراع الشبكة العنبكوتية العالمية التي تعد أهم منجزات "الثورات الناعمة" بعد أن حولت العالم إلى "قرية معلوماتية صغيرة".

المولد والنشأة
ولد تيموثي جون بيرنرز لي المعروف بـ"تيم بيرنرز لي" في الثامن من يونيو/حزيران 1955 في لندن.

الدراسة والتكوين
أكمل بيرنرز دراسته الابتدائية في مدرسة "شين ماونت سكول" بلندن، والثانوية في "إيمانويل سكول" خلال 1969-1973، ثم التحق بـ"كوينز سكول" في جامعة أكسفورد بين 1973 و1976، حيث تخرج بشهادة البكالوريوس في تخصص الفيزياء.

التجربة المهنية
اشتغل بيرنرز خلال 1976-1978 مع شركة "بليسي" (Plessey) التي تعد إحدى كبريات شركات الاتصالات ببريطانيا، ثم انتقل إلى مؤسسة أخرى وضع لها برامج للطابعات الذكية، ونظم تشغيل متعددة المهام، ومعالجا للبيانات.

عمل عام 1980 مستشارا للبرامج في معامل منظمة (CERN) الأوروبية (سويسرا) التي تعتبر أضخم مختبر للفيزياء في العالم، وتولى بين 1981 و1984 منصب المدير المؤسس لشركة (Image Computer Systems Ltd).

أطلق عام 1989 مشروعه الذي يضم الشبكة العنكبوتية للمعلومات، وأنشأ في 1991 أول موقع على شبكة الإنترنت لمعامل (CERN)، ثم اقترح مشروع لغة تعليم "النص المترابط" أو ما يدعى "النص العالمي المترابط"، الذي عرف لاحقا بالشبكة العالمية (World Wide Web) ويرمز لها اختصارا بـ(WWW)، ووضع أسس أول برنامج مستقل لتصفح الإنترنت.

أسس بيرنرز عام 1994 اتحاد شركات الإنترنت، وانضم في نفس العام إلى مختبر علوم الحاسوب بمعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وتولى منصب مدير منظمة رابطة الشبكة العالمية (W3C) التي تعد أهم منظمة دولية لوضع المعايير لشبكة الإنترنت العالمية.

يشغل بيرنرز -الذي يقيم في الولايات المتحدة– عضوية جمعية لندن الملكية لتحسين المعرفة الطبيعية المعروفة باسم الجمعية الملكية، والأكاديمية الوطنية الأميركية للعلوم، والأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم.

دافع عن إدوارد سنودن الذي عمل سابقا مع وكالة الاستخبارات الأميركية وسرب مئات الآلاف من وثائقها السرية، وكذلك مؤسس موقع ويكيليكس جوليان أسانغ الذي سرب مئات الآلاف من المراسلات السرية الخاصة بوزارة الخارجية الأميركية، وقال إن "العالم يحتاج إلى مثليهما لحماية حقوق الإنسان ومنع تسلط الدول على المعلومات".

اتهم بيرنرز الحكومات الغربية بالنفاق لقيامها بالتجسس على الإنترنت في الوقت الذي تعطي فيه دروسا لقادة دول أخرى يمارسون القمع بأنحاء العالم لأنهم يفعلون نفس الشيء.

ودعا في المقابل إلى وضع ميثاق يضمن الحقوق والحريات الأساسية لمستخدمي الإنترنت، قائلا إنه "إذا تمكنت شركة ما من بسط سيطرتها على إمكانية وصولك إلى الإنترنت، وإذا تمكنت من السيطرة على حريتك في اختيار المواقع التي تزورها فستكون لهذه الشركة سيطرة كبيرة على حياتك في نهاية المطاف".

يرى بيرنرز أن شبكة الإنترنت يمكنها أن "تساهم في تنمية دول العالم الثالث بشكل خاص عن طريق الهواتف الذكية النقالة"، موضحا أنه يمكن استخدام هذه الهواتف في بث إرشادات وتعميم معلومات بشأن معالجة المياه أو الأطعمة للحد من انتشار وباء معين في مكان ما.

الجوائز والأوسمة
توج تيم بيرنرز بالعديد من الجوائز، أهمها جائزة الألفية للتكنولوجيا (2004)، وجائزة أميرة أسترياس للأبحاث التكنولوجية والعلمية (2002)، وجائزة تشارلز ستارك دريبر (2007)، وجائزة الملكة إليزابيث للهندسة (2013)، وجائزة إدوارد راين للتقنية (1998)، وجائزة والاس ماكدويل (1996)، وجائزة الرجل المتميز من جمعية الكومبيوتر البريطانية.

وحصل عام 2004 على لقب "فارس" من ملكة بريطانيا، وحظي باستقبال خاص في لندن في حفل افتتاح الألعاب الأولمبية 2012 باعتباره "مخترع الإنترنت"، كما نال ميدالية "نيلز بوهر" من منظمة اليونسكو، واختارته مجلة تايم الأميركية ضمن "لائحة أهم مئة شخصية في القرن العشرين.

المصدر : الجزيرة