حسن سلامة.. الأسير المحكوم بـ48 مؤبدا و"بطل عمليات الثأر المقدّس"

قائد عسكري فلسطيني، شارك في الانتفاضة الأولى، وأصبح من قادة الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن عمليات تفجير أوقعت عشرات الإسرائيليين بين قتيل وجريح، لُقب بـ"بطل عمليات الثأر المقدّس". حكم عليه بالسجن المؤبد 48 مرة، ورفض الاحتلال الإفراج عنه ضمن صفقة تبادل الأسرى عام 2011.

الولادة والنشأة

ولد حسن عبد الرحمن حسن سلامة في التاسع من أغسطس/آب 1971 في مخيم خان يونس للاجئين الفلسطينيين في قطاع غزة بفلسطين، لكن أصول عائلته تعود إلى بلدة الخيمة في قضاء الرملة بالأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948.

الدراسة والتكوين

التحق بمدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أونروا) حتى أنهى الثانوية العامة في غزة، ولازم الدروس العلمية التي كانت تقام في مسجد الإمام الشافعي بمنطقة سكنه.

التوجه الفكري

ينتمي إلى حركة حماس ذات المرجعية الإسلامية المؤسسة على فكر مدرسة جماعة الإخوان المسلمين.

التجربة النضالية

يعتبر حسن سلامة من أوائل المشاركين في الانتفاضة الفلسطينية الأولى على الاحتلال الإسرائيلي، والتي انطلقت شرارتها أواخر 1987، فشارك في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة على قوات الاحتلال، ومن عام 1988 حتى 1992 اعتقل 5 "اعتقالات إدارية" بقي في كل منها 6 أشهر بدون تهمة وبلا محاكمة.

بدأ الاحتلال سلسلة اعتقالات طالت أفراد المجموعة التي كان يعمل معها، وكان مطلوبا من ضمنها، فخرج متخفيا من فلسطين عام 1992 وتلقى تدريبات عسكرية في سوريا وإيران وليبيا والسودان.

عاد بعد عامين إلى قطاع غزة وكانت السلطة الوطنية الفلسطينية في بداية عهدها، فاعتقلته مع عماد عباس عام 1994 ومكثا في سجونها 6 أشهر، قبل أن تتدخل حماس وتخرجهما.

تدرج في أنشطة المقاومة إلى أن أصبح عضوا في "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس، وأصبح يعمل مباشرة مع القائد العام للكتائب محمد الضيف.

أفرج عنه وانتقل بعد أقل من عامين إلى الضفة الغربية، حيث واصل نشاطه العسكري انطلاقا من مدينة الخليل، فشارك في تشكيل مجموعات جهادية تابعة لكتائب القسام في الضفة الغربية إلى جانب يحيى عياش، الذي اغتاله الاحتلال، فرسم سلامة خطة مسلحة ثأرا له.

الاعتقال المؤبد

خطط سلامة لعدة عمليات مسلحة كبدت الاحتلال خسائر جمة، وأدت وفق ما تقول المصادر الإسرائيلية إلى مقتل 46 إسرائيليا وإصابة العشرات، وعلى إثر ذلك بدأ الاحتلال سلسلة مداهمات ورصد ومتابعة له ولمن حوله، وحوصرت غزة والضفة من أجل ذلك، وكان سلامة "المطلوب الأول" على رأس القائمة.

وبعد مطاردة طويلة، أوقفه فجأة حاجز عسكري إسرائيلي، فنزل من السيارة وهرب منها، فلاحقه جنود الاحتلال بالرصاص حتى أصابوه فلم يستطع إكمال السير، فأخذه عدة فلسطينيين وهرعوا به إلى مستشفى عالية بمدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، ودخل هناك مباشرة إلى غرفة العمليات، فداهمت إسرائيل المشفى وأسرته في 17 مايو/أيار 1996.

حكم على حسن سلامة بالسجن المؤبد 48 مرة، ويعد الحكم ثالث أعلى حكم بين الأسرى بالمؤبد، بعد الأسيرين عبد الله البرغوثي وإبراهيم حامد، وحين اعتقاله كان مصابا برصاص الاحتلال، فبقي فترة في أحد المستشفيات المدنية في إسرائيل.

شملت لائحة الاتهام ضده تهمة الانتماء إلى حركة حماس وجناحها العسكري، وقيادته "عمليات الثأر المقدس"، وهي سلسلة تفجيرات استشهادية استهدفت حافلات مدنية وعسكرية إسرائيلية -ردا على اغتيال إسرائيل القائد القسامي يحيى عياش- وأوقعت عشرات الإسرائيليين بين قتيل وجريح.

كما تم اتهامه بالمشاركة في مجموعات الصاعقة، وتزويد حماس بمتفجرات، بالإضافة إلى العيش بدول عربية معادية لإسرائيل (إيران ليبيا وسوريا والسودان)، وقتل أكثر من 46 جنديا إسرائيليا.

طالبت الولايات المتحدة الأميركية إسرائيل بتسليمها حسن سلامة، تمهيدا لمحاكمته في واشنطن بحجة وجود عدد من الأميركيين بين قتلى العمليات التي كان مسؤولا عن تدبيرها.

عوقب -خلال فترة اعتقاله- بالسجن الانفرادي 13 سنة، ولم تنته عزلته إلا بعد أن خاض الأسرى الفلسطينيون إضرابا مفتوحا عن الطعام عام 2012 انتهى برفع العزلة عن كافة السجناء.

أدرج اسم حسن سلامة -الذي يلقبه الفلسطينيون "بطل عمليات الثأر"- ضمن قائمة السجناء الذين طالبت حماس بالإفراج عنهم في صفقة تبادل الأسرى بينها وبين إسرائيل 2011، لكن سلطات الاحتلال رفضت إطلاق سراحه.

خلال سنوات أسره حفظ القرآن وتعلم العبرية سماعا من الأسرى في السجن الانفرادي في الزنازين التي لاصقت زنزانته، وعقد قرانه على الأسيرة المحررة غفران زامل عام 2010، لكن الاحتلال منع زيارتها له، ولم تسمح لوالدته برؤيته طوال سنين سجنه سوى مرتين.

حكم الإعدام "المصري"

في 16 مايو/أيار 2015 أحالت محكمة جنايات القاهرة، التي انعقدت في مقر أكاديمية الشرطة بالقاهرة، أوراق حسن سلامة -مع لائحة طويلة يتقدمها الرئيس المعزول محمد مرسي وفيها عناصر من حركة حماس- على مفتي الجمهورية في القضية المعروفة إعلاميا بالهروب من سجن وادي النطرون.

ومن داخل الأسر في السجون الإسرائيلية، علق سلامة على الحكم بالقول إن حكم الإعدام الصادر بحقه من القضاء المصري هو "وسام مصر" لأسير فلسطيني في ذكرى اعتقاله الـ20، تكريما له على السنوات الطويلة من العذاب والألم والمعاناة.

وفي رسالة موجهة إلى القضاء المصري نشرها مركز أحرار لدراسات الأسرى مساء يوم إصدار الحكم، وافتتحها بكلمة "شكرا مصر"، قال سلامة إن حكم إعدامه أرحم من الاحتلال الذي رفض إعدامه.

واختتم رسالته بالقول "ما الموت يخيفنا ولا السجن يرهبنا، والأمل في الله كبير وثقتنا في إخواننا في كتائب القسام الذين مرغوا أنف هذا المحتل وقتلوا وخطفوا جنوده أكبر من أحكامكم، ولا نقول إلا ما قاله رسولنا الكريم: حسبنا الله ونعم الوكيل".

المسؤوليات

  • انضم إلى العمل الجماهيري مع حركة حماس وأوكلت له مهمات فيها.
  • انضم لمجموعات الصاعقة التابعة لحركة حماس، وكانت مسؤولة عن ملاحقة المتعاونين والجواسيس.
  • ترأس إحدى مجموعات الصاعقة.
  • عمل إلى جانب القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف.

المؤلفات

خلال سنوات اعتقاله كتب عدة كتب منها:

  • "خمسة آلاف يوم في عالم البرزخ".
  • "ملحمة 14 عاما في زنازين العزل".
  • "عمليات الثأر المقدس".
المصدر : الجزيرة