الميزوفونيا.. عندما يثير الصوت جنونك

الميزوفونيا - عندما تثير الأصوات العادية الأعصاب/فوتوليا
قد يصاب الشخص بالخوف من الضوضاء في حين يشعر البعض بألم عند سماع أصوات عادية (فوتوليا/دويتشه)
الميزوفونيا اسم يطلق على عدم القدرة على تحمل الأصوات العادية، وتؤدي إلى توتر الشخص وإزعاجه، وتؤثر على أنشطته اليومية، وذلك وفقا لخدمات الصحة الوطنية في المملكة المتحدة.
 
التسمية
تعرف هذه الحالة أيضا بمتلازمة حساسية الصوت الانتقائية. ويرجع الاسم لليونانية، ويعني "كراهية الضوضاء".
 
الإصابة
الميزوفونيا حالة تؤثر على الناس من جميع الأعمار، وهي شائعة جدا لدى الأطفال. وتتفاوت من حالة إلى أخرى، فبعض الناس يجدون الأصوات الصاخبة مزعجة، والبعض الآخر يزعجه ضجيج معين.

كما قد يصاب الشخص بالخوف من الضوضاء، في حين يشعر البعض بألم عند سماع أصوات عادية. ويبدأ ظهور هذا الاضطراب بمرحلة الطفولة، وكثيرا ما يستمر مدى الحياة، ويزيد مع الإجهاد والتعب والجوع.

ويعاني هؤلاء الأشخاص من حالة من التوتر والاضطراب فقط عند الاستماع لأحد هذه الأصوات، وكثيرا ما يصبح رد فعلهم عنيفا عند الاستماع لبعض الأصوات العادية، ولا يتوقف الأمر على مدى حدة الصوت.

ويصاب بعض الناس بعصبية زائدة واضطرابات عند سماع بعض الأصوات، خاصة الصادرة من الفم، كالمضغ أو النفس أو السعال، أو أشكال أخرى كصوت الكتابة على لوحة المفاتيح وصرير القلم.

دراسة
ووفقا لدراسة أجراها علماء بجامعة نيوكاسل في المملكة المتحدة، فهناك تغيرات في الدماغ لدى الأشخاص المصابين بالميزوفونيا، كما يوجد اختلاف في النشاط الدماغي في منطقة معينة بالدماغ لدى المصابين عند سماعهم الأصوات غير المرغوبة.

كما وجد الباحثون أن هناك منطقة أخرى كانت أصغر حجما لدى المصابين بالميزوفونيا، مقارنة بالأشخاص العاديين.

وتشير الدراسة إلى أن هناك تغيرات حقيقية واختلافات في البنية الدماغية بين الذين يعانون من هذه الحالة والأشخاص العاديين. ويعني هذا أن المصابين بالميزوفونيا يعانون فعلا من مشكلة حقيقية، وهم لا يتصنعون هذه الحالة أو يتدللون.

ويعد عالما الأعصاب الأميركيان باول ومارغرت جاستربوف أول من وصف هذا الشعور بـ "الاشمئزاز والغضب" تجاه أصوات ما، وفق ما جاء بموقع "في.دي.آر" الألماني، حيث قام الزوجان ببحث حول هذه الظاهرة مطلع التسعينيات، وأطلقا عليها هذا الاسم.

وأوضح الباحثان أن هذا المرض لا يتوقف على حدة الصوت أو تردده، وأنه متعلق فقط بتجارب شخصية مرتبطة بصوت ما سببت للمرء هذه الحالة من الإحباط والاشمئزاز والغضب، ووفق نظريتهما فإن هذه المشاعر السلبية تتولد عند الاستماع لهذه الأصوات مرة أخرى.

المصدر : دويتشه فيله + رويترز + مواقع إلكترونية