اكتشاف جينات مرتبطة بمرض باركنسون

Elderly man with Parkinsons disease holds spoon in both hands.
اللغز المحير في أبحاث مرض باركنسون يتمثل في اختلاف استجابة الأفراد الحاملين للطفرات الممرضة (غيتي)

نجحت دراسة حديثة في تحديد مجموعة جديدة من الجينات التي تلعب دورا في زيادة احتمالية الإصابة بمرض باركنسون، وهو ثاني أكثر الأمراض العصبية التنكسيّة شيوعا بعد ألزهايمر.

أجرى الدراسة باحثون من جامعة نورث وسترن بالولايات المتحدة الأميركية، ونُشرت في العاشر من أبريل/نيسان الجاري بمجلة "ساينس"، وكتب عنها موقع "يوريك أليرت".

اعتمدت الدراسة على تقنية متطورة تسمى "كريسبر إنترفيرنس" (CRISPR interference) لفحص جميع الجينات في الجينوم البشري، وهو نظام يستخدم لتعطيل جزء من الحمض النووي دون قطعه، مما فتح الباب أمام تطوير علاجات جديدة تستهدف مسارات بيولوجية لم تكن معروفة سابقا.

ظل اللغز المحير في أبحاث مرض باركنسون يتمثل في اختلاف استجابة الأفراد الحاملين للطفرات الممرضة، إذ يصاب بعضهم بالمرض بينما يظل آخرون سليمين رغم حملهم الطفرات الجينية نفسها.

[٠١:٤٠ م] Osama Abuelrub صورة للخبر قالت الجمعية الألمانية لطب الأعصاب ‫إن خرف الباركنسون هو نوع من أنواع الخرف الذي يصيب مرضى الباركنسون ‫(الشلل الرعاش)، وهو مرض عصبي يحدث بسبب موت الخلايا العصبية المسؤولة ‫عن إنتاج الناقل العصبي الدوبامين، وتتمثل أعراضه في الارتعاش أثناء السكون وتيبس ‫العضلات وتباطؤ الحركة وخلل بوضعية الجسم وعدم اتزان المشية والميل ‫للسقوط. وأضافت الجمعية أن نقص الدوبامين في المخ يؤثر بالسلب على القدرات ‫المعرفية لدى المريض، وهو ما يمكن الاستدلال عليه من خلال الأعراض ‫التالية: مشاكل الانتباه والتركيز والذاكرة تباطؤ التفكير وردة الفعل تغيرات على الشخصية والسلوك والمزاج مشاكل في الكلام مشاكل في تحديد الأماكن متاعب نفسية مثل المخاوف والهلاوس والاكتئاب ‫وينبغي استشارة طبيب الأعصاب فور ملاحظة هذه الأعراض للخضوع للعلاج. ‫وعلى الرغم من أنه لا يمكن الشفاء من خرف الباركنسون، إلا أنه يمكن ‫التخفيف من حدة الأعراض من خلال العلاج الدوائي مثل الأدوية النفسية ‫والعلاج غير الدوائي مثل تمارين العلاج الطبيعي والتمارين ‫الذهنية. like 1
مرض الباركنسون هو ثاني أكثر الأمراض العصبية التنكسية شيوعا بعد ألزهايمر (شترستوك)

الطفرات الجينية المسببة لمرض باركنسون

تشير النظرية السائدة إلى أن هذا التباين قد يعود إلى تفاعل عوامل جينية إضافية تتدخل في تحديد مسار المرض، حيث تعمل كعوامل معدلة إما لتسريع ظهور الأعراض أو لحماية حاملي هذه الطفرات من الإصابة.

إعلان

كشفت هذه الدراسة عن مجموعة من 16 بروتينا تعرف باسم "كوماندر" (Commander)، تعمل معا في مسار خلوي لم يكن معروفا سابقا، حيث وجد أن هذه الجينات تلعب دورا حاسما في نقل بروتينات معينة إلى الجسيمات الحالّة (Lysosomes)، وهي أجزاء من الخلية تعمل كمراكز لإعادة التدوير، حيث تقوم بتفكيك المواد غير المرغوب فيها.

أظهرت الأبحاث السابقة أن الطفرات في جين يعرف باسم "جي بي إيه 1" (GBA1) تمثل أكبر عامل خطر للإصابة بمرض باركنسون والخرف المصحوب بأجسام لوي، حيث تؤدي هذه الطفرات إلى تقليل نشاط إنزيم يسمى "غلوكوسيريبروسيداز" (Glucocerebrosidase) وهو الإنزيم المسؤول عن عملية إعادة التدوير الخلوي في الجسيمات الحالّة، غير أن الغموض ظل يكتنف سبب إصابة بعض حاملي هذه الطفرات بينما يبقى آخرون في منأى عن المرض.

في هذا السياق، اكتشفت الدراسة الحالية آلية جديدة تفسر هذا الاختلاف، إذ ركز الباحثون على مجموعة الجينات "كوماندر" التي تلعب دورا حاسما في تنظيم نشاط إنزيم غلوكوسيريبروسيداز داخل الجسيمات الحالّة، ومن خلال تحليل البيانات الجينية لمجموعتين كبيرتين من المرضى لاحظ العلماء وجود طفرات معطلة في جينات "كوماندر" لدى المصابين بمرض باركنسون مقارنة بالأصحاء.

وأظهرت الدراسة أن الخلل في وظيفة الجسيمات الحالّة هو سمة مشتركة في عديد من الأمراض العصبية التنكسيّة، مما يجعل استهداف جينات "كوماندر" خيارا علاجيا واعدا، إذ اقترح الباحثون أن الأدوية التي تعزز عمل هذا المركب قد تحسن وظيفة الجسيمات الحالّة، مما قد يؤدي إلى إبطاء تطور المرض.

المصدر : يوريك ألرت

إعلان