طبيب يوضح علامات فساد لحم الأضحية
بيت لحم- يستعد المسلمون لاستقبال عيد الأضحى المبارك، الذي تتبوأ خلاله اللحوم مكانة أساسية في النظام الغذائي، ولها فوائد عديدة للجسم بمحتواها من المعادن والبروتينات، لكن هناك ضوابط عند استهلاكها حتى لا تسبب بعض المشاكل الصحية.
وخلال فترة عيد الأضحى قد يقع البعض في أخطاء تؤدي إلى حدوث مشاكل ترتبط بتناول كميات كبيرة من اللحوم خلال فترة قصيرة، وطريقة طهي اللحوم، وأنواع هذه اللحوم، فما المشاكل التي قد تحدث وكيفية تجنبها؟
يقول استشاري الأمراض الباطنية والجهاز الهضمي الدكتور أمير القاضي إن دأب الناس في فترة الأعياد، خصوصا عيد الأضحى، على تناول الحلويات واللحوم بكميات أكبر من المعتاد، قد ينعكس سلبا على صحتهم من ناحية زيادة الوزن والخمول والتلبك المعوي، وآلام المعدة والارتجاع المعدي المريئي، مما يؤدي إلى عدم انتظام السكر، خاصة عند مرضى السكري، وزيادة الكوليسترول، خاصة عند المدخنين ومرضى القلب، مما يقود إلى ذبحات صدرية وأعراض فشل العضلة القلبية، ويؤكد الدكتور على ضرورة تناول اللحوم باعتدال.
ويوضح القاضي، في تصريحات خاصة للجزيرة صحة، أن من الأخطاء الشائعة في عيد الأضحى عدم وضع اللحوم الطازجة في الثلاجة خلال الساعتين الأولى والثانية بعد تجهيزها وتقطيعها، مما يؤدي إلى فسادها.
علامات فساد لحم الأضحية
ويضيف أن من علامات فساد اللحم هي الرائحة الكريهة، وتحول لونه إلى البني، وفقدانه ليونته، حيث يترك ضغط الأصبع علامة كالحفرة، ويكون اللحم مغطى بمادة لزجة.
من جهته يشير الطبيب العام وسيم أبو داوود إلى أن من المشاكل الصحية في عيد الأضحى التسمم الغذائي والانتفاخ وعسر الهضم، وارتفاع مستوى الكوليسترول في الجسم مع زيادة في الوزن.
وأضاف أبو داوود -في تصريحات خاصة للجزيرة صحة- أن الأطفال يشكّلون نسبة حوالي 15-20% ممن يتعرضون للتسمم الغذائي، بسبب ضعف نظام المناعة وصعوبة التمييز بين الأطعمة الآمنة وغير الآمنة، أما المسنون فنسبتهم حوالي 20-25%، بسبب ضعف جهاز المناعة ومشاكل صحية مزمنة تزيد حساسيتهم للتسمم الغذائي.
في حين ترتفع احتمالية تعرض المسنين لأعراض الانتفاخ وعسر الهضم إلى حوالي 30%، بسبب التغيرات في الجهاز الهضمي مع تقدم العمر وصعوبة هضم الأطعمة الدسمة، وكذلك نسبة تعرضهم لارتفاع مستوى الكوليسترول، مقارنة بالأطفال الذين لا تكاد نسبتهم تصل إلى 5%.
أما عن الفئات التي تعاني من المشاكل الصحية بسبب قلة النشاط البدني، يشكل المسنون حوالي 25% بسبب الميل للبقاء في المنزل، وعدم ممارسة النشاط البدني بشكل كافٍ.
كيفية تجنب المشاكل الصحية
أفادت أخصائية التغذية ميساء أبو مارية بأنه يجب تجنب تناول اللحوم المقلية واستبدالها بالمسلوقة قليلة الدسم، مع أهمية شرب كثير من الماء خلال اليوم، ومحاولة عدم الإكثار من تناول الأجزاء الداخلية للذبيحة مثل الكبد، وضرورة ممارسة الرياضة والتخفيف من الحلويات والكافيين.
وقالت أبو ماريا -في تصريحات خاصة للجزيرة صحة- إن الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل السكري وارتفاع مستوى الكوليسترول عليهم تقسيم فترات تناول الوجبات لأكثر من 3 وجبات، وأن تكون الوجبة الأخيرة قبل ساعتين على الأقل من النوم، ومن المهم أن لا يزيد حجم قطعة اللحم عن 100 غرام في اليوم، والحرص على اختيار الجزء الأقل دهون، وضرورة ممارسة الرياضة بشكل كافٍ.
ما الطريقة المناسبة لحفظ اللحوم؟
أشارت أبو مارية إلى خطأ يقع فيه الناس خلال عيد الأضحى، وهو طهي اللحوم مباشرة بعد الذبح ودون إجراء عملية التبريد المناسبة، بالمقابل يجب وضع اللحوم في البراد بعد تقطيعها تحت درجة حرارة تتراوح من 1-5 درجات مئوية، وذلك لفترة زمنية لا تزيد عن 1-2 ساعة، ثم طهيها.
أما في حال عدم الرغبة في طبخها، فعندها يتم تجميدها خلال مدة زمنية أقصاها 12 ساعة على درجة حرارة بين 18- 35 درجة مئوية تحت الصفر.
وأضافت أبو مارية أن الأطفال خلال فترة العيد يكثرون من تناول الحلويات، مما يؤدي إلى السمنة، فالحلويات تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية، وتعزز الشعور بالجوع، لأن السكر يساهم في إفراز هرمون الإنسولين بالجسم.
ونصحت بألا تزيد كمية السكر التي يتناولها الأطفال عن 35 غراما في اليوم، والابتعاد عن المشروبات الغازية مع الوجبات الغذائية.