هل يعد "الطب البديل" طبا حقا وهل يغني عن اللجوء للطبيب؟

يزعم البعض أن "الطب الحديث خطير، وهو يعتمد على مواد كيميائية مضرة وتقوده مصالح شركات الأدوية والأطباء، والحل هو الطب البديل، الذي يقدم للناس العلاج الشافي دون مضاعفات جانبية".

ولكن.. ما مدى دقة هذا الزعم؟

هناك الكثير من المغالطات حول موضوع الطب البديل، أولها هو اسمه، فالطب البديل ليس طبا.

على سبيل المثال، لا يمكنك أن تسمي البرتقال بـ"التفاح البديل"، فالبرتقال يختلف عن التفاح!

هذا ينطبق على ما يسمى الطب البديل.

هناك الطب وهو علم مبني على الأدلة والبحث والتمحيص، يمارسه أطباء متخصصون، ما عدا ذلك، والذي يطلق عليه اسم الطب البديل هو وصفات وأعشاب وعقاقير لم تخضع للبحث الطبي الكافي، لذلك من الخطأ تسميتها أصلا بالطب.

ولكن الامر لا يتوقف عند هذه المغالطة، إذ يعتقد الكثير من الناس أن الطب البديل أكثر أمانا من العلاجات الطبية التقليدية لأنه أكثر اعتمادا على المواد الطبيعية، وهذا ليس بالضرورة صحيحا.

يمكن أن تسبب علاجات الطب البديل ضررا إذا تم استخدامها بشكل غير صحيح، وحتى الأعشاب الطبيعية تحتوي على مواد صيدلانية قد تؤدي إلى آثار جانبية ومضاعفات.

تفاعلات دوائية

أحد أبرز أخطار ما يسمى بالطب البديل هو أن من يقدمونه قد يروجون أنه يغني المريض عن المشورة الطبية المحترفة، هذا قد يؤخر تشخيص المرض وعلاجه الطبي. وفي حالة الأمراض الخطيرة، مثل السرطان، يمكن أن يؤدي التأخير إلى مضاعفات خطيرة أو الوفاة.

أيضا يمكن أن تسبب علاجات الطب البديل تفاعلات دوائية مع العقاقير الطبية التي يتلقاها المريض، فقد تزيد مثلا بعض الأعشاب خطر النزف لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المضادة للتخثر.

أخيرا، الطب البديل ليس أقل كلفة من الطب الحديث، بل في كثير من الأحيان هو مكلف أكثر بكثير، دون فائد علمية مثبتة.

إذا كنت مصابا بمرض معين وتريد تلقي علاجات غير تقليدية استشر طبيبك أولا، ولا توقف علاجك لأي مرض، ولا تتناول أي اعشاب دون سؤال طبيبك.

المصدر : الجزيرة + وكالات

إعلان