الديسك بالمنظار.. مضاعفات أقل وسرعة بالتشافي

عمان- باتت التقنيات المستخدمة في الجراحة مؤخرا متعددة، وتشهد تقدما مستمر كإجراء عمليات الانزلاق الغضروفي وهو ما يعرف بـ "الديسك" عن طريق استخدام المنظار دون الحاجة للعمليات التقليدية.

فما هي عملية الديسك بالمنظار؟ وما ميزاتها؟ وهل توجد لها مضاعفات ومخاطر؟ ومتى يُشفى المريض بعدها؟

ما هو الديسك؟

بين الدكتور محمد سلامة أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب وجراحة العمود الفقري بالمنظار أن الديسك عضو طبيعي موجود بين الفقرات، مكون من عدة أنواع من البروتين بالأخص الكولاجين، حيث يحتوي كل ديسك أو غضروف على جدار خارجي صلب محيط بمادة جيلاتينية داخلية.

وأضاف -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أن وظيفة الغضروف حماية الفقرات من الحمل القائم عليها، عن طريق توزيع القوى بشكل متساو على الفقرات المحيطة.

وتابع أنه قد تشمل الحالات المرضية للغضروف داء القرص التنكسي الذي يعتبر أحد أنواع التقدم في عمر الغضروف، ويؤدي إلى فقدان القدرة بشكل تدريجي على القيام بالمهمة المطلوبة بالشكل السليم.

وهناك ما يعرف بالانزلاق الغضروفي الذي يحدث عندما ينبعج الجدار الخارجي للديسك، أو الذي يكون عند انزلاق للمادة الغضروفية من داخل الديسك، والتي تؤثر على الأعصاب المحيطة داخل القناة العصبية.

أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب وجراحة العمود الفقري بالمنظار الدكتور محمد سلامة
الدكتور محمد سلامة: الحالات المرضية للغضروف تشمل داء القرص التنكسي الذي يعتبر نوعا من أنواع التقدم في عمر الغضروف (الجزيرة)

أعراض الديسك

قال الدكتور سلامة إن المريض يأتي بأعراض متعددة تعتمد على موقع الانزلاق الغضروفي، ومقدار تأثر الأعصاب المحيطة، وهذه الأعراض قد تكون طارئة وتستوجب التداخل الجراحي بأشكاله المتعددة، كضعف في القدرة العضلية في الساق، أو فقدان القدرة على التحكم في البول والغائط.

وهناك أعراض أخرى أكثر شيوعا، لكنها لا تستوجب التداخل الجراحي من البداية، وتتمثل بآلام أسفل الظهر التي قد تمتد إلى الساقين، وقد يصاحبها خدران أو تنميل.

إعلان

كيف يتم علاج الديسك بالمنظار؟

أشار أخصائي جراحة العمود الفقري بالمنظار لحدوث تطور كبير في التداخلات الجراحية لعلاج الانزلاقات الغضروفية التي بدأت بالجراحة التقليدية وتتضمن إزاحة لعضلات الظهر، مع إزالة جزء من العظم المحيط بالقناة العصبية، وإزالة الانزلاق الغضروفي وبالتالي تحرير العصب المتضرر، وهذا الإجراء يتم من خلال جرح أكبر مقارنة بالتداخلات الأخرى.

أما التداخل المحدود فهو لا يشمل أية أذية للأنسجة المحيطة كما في السابق، ويتم من خلال جرح مقداره 1.5 سنتيمتر.

وبالنسبة للمنظار، رأى سلامة أنه من أحدث التداخلات في جراحة العمود الفقري، حيث يمكن من إزالة الغضروف المنزلق من خلال جرح مقداره 7 ملليمترات، دون الحاجة لأذية الأنسجة العضلية أو العظمية، وتتم العملية عبر كاميرا عالية الوضوح والدقة، وباستعمال أدوات خاصة بالمنظار لإتمام المهمة بشكل دقيق جدا.

ميزات علاج الديسك بالمنظار

أكد أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب أن الأبحاث بينت أنه عند مقارنة المنظار بالتداخلات الجراحية الأخرى تبين ما يلي: العودة إلى ممارسة الحياة بشكل أسرع، آلام أقل، عدم الحاجة إلى المسكنات القوية، بالإضافة إلى نسبة نجاح عالية جدا، مضاعفات أقل.

هل المضاعفات تكون أقل من العملية التقليدية؟

اعتبر أخصائي جراحة الدماغ والأعصاب أن المنظار أداة في جعبة الجراح، قد تكون هي الحل الأمثل لعلاج المريض دون التداخلات الأخرى، أو يطرح الجراح الخيارات المتعددة للتداخل الجراحي، وترك القرار بيد المريض.

وأضاف إنه إذا جاء مريض بانزلاق متكرر، بعد أن عولج جراحيا قبل مدة، يكون التداخل الجراحي المعتاد أشد خطورة و أعلى نسبة لحصول مضاعفات كإصابة العصب "هنا دائما أنصح بالمنظار حيث تتم هذه العملية من خلال مكان بعيد عن آثار العملية السابقة من الالتصاقات، وبالتالي إزالة الانزلاق الغضروفي دون المخاطرة بإصابة أو ضرر للعصب".

الدكتور سالم الدويري
الدكتور سالم الدويري: المرضى عادة يتعافون بشكل أسرع بعد الخضوع لجراحة العمود الفقري بالمنظار (الجزيرة)

هل يوجد عمر محدد لإجراء الديسك بالمنظار؟

كشف الدكتور سلامة أنه لا يوجد عمر معين يحدث فيه الانزلاق الغضروفي، مع أن هذا الداء مرتبط بعمر المريض وتقدم عمر العمود الفقري، إلا أنه قد يحدث في الأعمار الصغيرة، خصوصا إذا كان هنالك عامل وراثي في العائلة، أو في حال حدوث الانزلاق الغضروفي بسبب التعرض لإصابة حادة، فلا محدودية للعمر إذن في إجراء هذه العملية المنظار.

الفئات الأكثر حاجة لعملية الديسك بالمنظار

أوضح الدكتور سالم الدويري اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري -والأستاذ المشارك في كلية الطب في الجامعة الهاشمية، واستشاري جراحة العمود الفقري في مستشفى الامير حمزة- أن عملية الديسك بالمنظار تعتبر حلا بالتداخل الجراحي البسيط لجراحة العمود الفقري للمرضى الذين يعانون من مشاكل بسيطة بالعمود الفقري، مثل تضيق قناة العمود الفقري أو الانزلاق الغضروفي.

ولفت -في تصريحات خاصة للجزيرة نت- أنها تعد خيارًا علاجيا جيدا للأشخاص الذين من المرجح أن يتعرضوا لمضاعفات من العمليات الجراحية التقليدية للعمود الفقري، مثل من أعمارهم فوق سن 65، أو الذين يعانون من السمنة المفرطة والأمراض المزمنة، أو من يعانون من اضطراب النزف أو فشل الكلى والكبد، أو ضعف عضلة القلب وضعف جهاز المناعة.

إعلان

هل توجد مخاطر لعملية الديسك بالمنظار؟

بين الدكتور الدويري أن فوائد جراحة العمود الفقري بالمنظار تشمل: فقدان دم أقل خلال العملية، خطر أقل للإصابة بالالتهابات الجراحية، كما أن الإقامة بالمستشفى تكون أقصر، وقت الشفاء أسرع، بالإضافة لاعتماد أقل على مسكنات الألم.

وتعتبر المضاعفات من جراحة العمود الفقري بالمنظار -وفق الدويري- نادرة، خاصة إذا أجريت بالتخدير الموضعي، وأقل حدوثا من التي قد تحدث في عمليات العمود الفقري الأكثر تعقيدًا، والتي تشمل إصابة جذر العصب، تسرب السائل الشوكي الذي قد يسبب صداع ما بعد الجراحة، جلطات الدم، مضاعفات التخدير والتهابات الجرح.

ما المطلوب بعد الجراحة؟

نصح اختصاصي جراحة الدماغ والأعصاب والعمود الفقري المرضى بعد إجراء الجراحة، بتجنب الاستحمام حتى اليوم التالي، تجنب المغاطس أو السباحة لمدة شهر، تجنب رفع الأشياء الثقيلة لمدة شهر.

متى يستطيع المريض العودة إلى الحياة اليومية؟

لفت الدكتور الدويري إلى أن المرضى عادة يتعافون بشكل أسرع بعد الخضوع لجراحة العمود الفقري بالمنظار، مقارنة بالجراحات التقليدية، إذ يستطيع المريض العودة إلى العمل في غضون أيام قليلة.

وبين أنه سيكون هناك موعد متابعة مع الجراح بعد 6 أسابيع من الجراحة، وقد يكون الموعد لمتابعة أخرى تصل إلى 6 أشهر بعد العملية، اعتمادا على التقدم في التعافي، مشيرا إلى أن معظم المرضى يحتاجون لجلسات العلاج الطبيعي بعد الجراحة.

المصدر: الجزيرة

إعلان