مؤسسة حمد الطبية في قطر تجري عملية تكميم معدة لمريض يعاني من انعكاس جذعي كامل

الدوحة- في إجراء نادر من نوعه ولأول مرة على مستوى العالم تمكنت مؤسسة حمد الطبية بدولة قطر من إجراء عملية جراحية لتكميم المعدة بالروبوت لمريض يعاني من وضع صحي نادر يعرف باسم "الانعكاس الجذعي الكامل"، وهي حالة لا تحدث إلا لشخص واحد من بين كل 10 آلاف شخص على مستوى العالم.

وخلال مؤتمر صحفي في مؤسسة حمد الطبية أعلن قائد الفريق الذي أجرى الجراحة استشاري جراحة الأيض والسمنة وجراحات الروبوت الدكتور جاسم فخرو أن الجراحة استغرقت ساعة و20 دقيقة، وتم خلالها إجراء التدخل الجراحي المطلوب للمريض الذي بلغ معامل كتلة جسمه أكثر من 35.

الانعكاس الجذعي الكامل

وأوضح فخرو في تصريحات خاصة للجزيرة نت أن الانعكاس الجذعي الكامل هو حالة تكون فيها أعضاء الجسم "مقلوبة" في غير مكانها، فالقلب على سبيل المثال كما هو معروف يوجد بالجهة اليسرى من الجسم، ولكن في حالة هذا المريض يوجد بالجهة اليمنى، وهكذا بقية أعضاء الجسم.

وأضاف أن صعوبة الحالة تكمن في أن الجراحين قد اعتادوا على وجود أعضاء الجسم في مناطق محددة، وبالتالي يكونون على دراية بكافة تفاصيل الجسم، ولكن في الحالة الحالية يكون من الصعب التعامل مع هذه الأعضاء، ومن ثم جاءت الاستعانة بالروبوت الذي يزيد دقة الإجراءات والتدخلات الجراحية.

ويشير فخرو إلى أن الجراحات باستخدام الروبوت بصفه عامة ليست بالأمر الجديد على مؤسسة حمد الطبية وتم إدخالها قبل عدة سنوات، وتتم الاستعانة بالروبوت في العمليات الدقيقة أو ذات الوضع المعقد نسبيا، وبالتالي تضيف مزيدا من الدقة للطبيب الذي يقوم باستعماله في الجراحة، فالروبوت لا يعمل من تلقاء نفسه ولكنه مجرد آلة يتم التحكم بها من خلال الطبيب، وقد تم استعمالها في حوالي 135 حالة سابقة بمؤسسة حمد الطبية.

العمليات الجراحية للتخلص من السمنة

من جهته، كشف رئيس قسم طب وجراحة السمنة في مؤسسة حمد الطبية الدكتور  معتز باشا عن زيادة أعداد الحالات التي تستقبلها المؤسسة لإجراء جراحات السمنة بكافة أنواعها ما بين قص للمعدة أو تركيب البالون أو تحويل المسار.

وأوضح باشا أن إجراء الجراحة ليس نهاية المطاف للتخلص من الوزن الزائد، ولكن لابد من اتباع برنامج غذائي محدد وتناول الفيتامينات اللازمة حتى لا يستعيد المريض الوزن المفقود مرة أخرى.

وأشار إلى أن جراحات السمنة تسهم في علاج مرض السكري من النوع الثاني، حيث نجح بالفعل العديد من المرضى في التخلص من مرض السكري بعد إجراء الجراحة، فضلا عن التعافي من أمراض العظام والمفاصل والكوليسترول، وهي جميعا تعتبر من مضاعفات الإصابة بالسمنة.

ولفت إلى أن الأغلبية العظمى من المصابين بالسمنة يلجؤون إلى عمليات قص المعدة أو تحويل مسار الأمعاء، وأن مؤسسة حمد الطبية باتت من بين أفضل المراكز العالمية المتخصصة في جراحات السمنة، لافتا إلى أنه يتم إجراء حوالي 5 عمليات جراحية يوميا في هذا الإطار.

%30 عمليات تصحيحية

وكشف الدكتور معتز باشا أن 30% من العمليات الجراحية التي يتم إجراؤها في الفترة الأخيرة تأتي بمثابة تصحيح لعمليات جراحية سابقة قام أصحابها بإجرائها في مراكز ومستشفيات خارج دولة قطر وأصيبوا بمضاعفات كثيرة، مطالبا بضرورة توخي الحذر والحرص على اختيار المكان المناسب لإجراء مثل هذا النوع من الجراحات.

وتابع أن مؤسسة حمد الطبية تقوم باستخدام أحدث التقنيات العالمية في هذا المجال، ومنها على سبيل المثال الدباسات الكهربائية الإلكترونية التي تعطي مزيدا من الدقة وتقلل حدوث أي مضاعفات محتملة مثل التسريب أو غيره، لافتا إلى أنه يتم تخصيص 7 عيادات يوميا بمؤسسة حمد لاستقبال المراجعين، سواء ما قبل إجراء جراحة السمنة أو بعدها للمتابعة.