تفاصيل خطة بيل غيتس لمنع الجائحة المقبلة ودراسة أميركية تطلق تحذيرا مقلقا حول أوميكرون

ما اقتراحات الملياردير الأميركي بيل غيتس لمنع الجائحة المقبلة؟ وما التحذير المقلق الذي جاء في دراسة أميركية حديثة حول أوميكرون؟ وكيف يسرع كورونا الشيخوخة بعشرين سنة لدى بعض المرضى؟

يقدم مؤسس شركة "مايكروسوفت" (Microsoft) بيل غيتس في كتابه "كيف نمنع الجائحة التالية؟"، مقترحات للقضاء على العدوى في مهدها. ونشر موقع "إيكونوميست" (Economist) تقريرا أورد فيه مقتبسات من الكتاب.

ويقترح غيتس إنشاء "فرقة طوارئ" عالمية من 3 آلاف خبير منتشرين في جميع أنحاء العالم، يتم توظيفهم بناء على مهارات تعتمد على مجالات مختلفة كعلم الأوبئة وعلم الوراثة، وتطوير الأدوية واللقاحات، ونمذجة الحاسوب، وحتى الإجراءات الدبلوماسية.

وهذا الفريق -الذي من المحتمل أن يعمل تحت رعاية منظمة الصحة العالمية- سيبقى في وضع الاستعداد الدائم جاهزا للاستجابة لأي تفش تم اكتشافه، مقترحا أن يطلق على هذا الفريق -مبدئيا- اسم "جي إي آر إم" وهو اختصار لـ"Global Epidemic Response and Mobilisation"، التي تعني الاستجابة العالمية للأوبئة والتعبئة.

ويقدر غيتس أن مجموعة "جي إي آر إم" ستكلف حوالي مليار دولار في السنة، وسيتم توظيف فريقها من أجل تعزيز البنية التحتية العالمية لمكافحة الوباء -وهذا ما ستقوم به الإجراءات الدبلوماسية- من خلال دفع الحكومات إلى الإنفاق الضروري على اكتشاف ورصد وقمع تفشي المرض المحتمل، وتكثيف التدريبات.

قائمة بيل غيتس

وتوضح الصحيفة أنه على الجانب التكنولوجي، تتضمن قائمة بيل غيتس: تصميم بروتوكولات، والاتفاق عليها من أجل الاختبار الشامل السريع للأدوية التي قد تعمل ضد مسببات مرضية معينة إذا حدث تفشي المرض.

كما يريد غيتس تحسين تصنيع اللقاح وتوزيعه، وتحسين اللقاحات نفسها، لا سيما من خلال القضاء على مشاكل التبريد، إذ إن معظم اللقاحات الموجودة حساسة لدرجة الحرارة، ويجب أن تنتقل بسرعة من ثلاجة إلى أخرى في طريقها إلى العيادات، في حين يوصي غيتس بالبحث في تطوير لقاحات مقاومة للحرارة.

وبالنسبة لمسببات الأمراض التي تنتشر عبر الهواء، يرى بيل غيتس أنه من الأفضل اتباع نهج متطور للوقاية: مثل بخاخات الأنف التي تحتوي على أدوية ترتبط ببروتينات سطح الخلية التي تستخدمها الفيروسات للدخول، وبالتالي تحرمها من وسائل الوصول إلى الخلايا المستهدفة.

الأشخاص المصابون بكوفيد الذين تطلبت حالاتهم دخول المستشفى قد يعانون من تدهور إدراكي مماثل لشيخوخة 20 عاما

يعاني بعض المرضى من تدهور إدراكي طويل الأمد ترافقه درجة من القصور مرتبطة بعدوى شديدة من فيروس كوفيد-19، وفقا لدراسة حديثة.

ويقول الكاتب نيكولا ديفيس، في تقريره الذي نشرته صحيفة "الغارديان" (The Guardian) البريطانية، إن الأبحاث تشير إلى أن الأشخاص المصابين بكوفيد وتطلبت حالاتهم دخول المستشفى، قد يواجهون صعوبات إدراكية مماثلة في درجتها لشيخوخة مدتها 20 عاما.

ويوضح الأستاذ بجامعة كامبريدج وكبير القائمين على الدراسة ديفيد مينون أن درجة الضعف الإدراكي مرتبطة بشدة الإصابة بكوفيد.

ويضيف "يتسبب كوفيد في مشاكل لمجموعة من أعضاء الجسم بما في ذلك الدماغ، ويؤثر على الوظيفة الإدراكية والصحة النفسية. فإذا كان بإمكانك أخذ جميع جرعات اللقاح، ستصاب بمرض أقل حدة، وسوف تقل جميع هذه المشاكل الصحية".

بطء معالجة المعلومات

وفي تقرير كتبه مينون وزملاؤه ونشرته مجلة "إي كلينيكال ميديسن" (eClinicalMedicine)، أوضحوا كيف فحصوا نتائج الاختبارات المعرفية التي خضع لها 46 مريضا بعد 6 أشهر في المتوسط من دخولهم مستشفى أدينبروك في كامبريدج بين مارس/آذار ويوليو/تموز من عام 2020، حيث احتاج 16 منهم إلى أجهزة تنفس اصطناعية.

أشارت النتائج إلى أن أولئك الذين قضوا فترة علاجهم من كوفيد في المستشفى يعانون من مشاكل إدراكية معينة، بما في ذلك بطء معالجة المعلومات.

أظهرت الدراسة أنه على الرغم من أن الصعوبات الإدراكية كانت متباينة، فإن درجة التغيير كانت مشابهة للتدهور الإدراكي الذي يعاني منه الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 50 و70 عاما.

لم يجد الفريق فرقا كبيرا في مستوى الضعف الإدراكي بين أولئك الذين أجروا الاختبارات بعد 6 أشهر من دخولهم المستشفى، وبين المرضى الذين خضعوا للاختبار بعد 10 أشهر رغم وجود مؤشرات تدل على تحسنهم.

دراسة أميركية: أوميكرون لا يقل حدة عن متحورات كوفيد الأخرى

أفادت نسخة أولية من دراسة أميركية ضخمة -نقلتها رويترز- بأن حدة المتحور أوميكرون من فيروس كورونا لا تختلف في واقع الأمر عن المتحورات السابقة، وهي دراسة تتعارض مع افتراضات في دراسات أخرى تشير إلى أنه أكثر قدرة على الانتشار لكنه أقل حدة.

وقال الخبراء إن النتائج، التي قدرت حدة أوميكرون بعد مراعاة تأثير اللقاحات، يجب أن تعزز أهمية التطعيمات والجرعات المعززة.

وساعدت اللقاحات في جعل معدلات الخضوع للعلاج بالمستشفيات والوفيات منخفضة نسبيا مع زيادة الإصابات بأوميكرون مقارنة بالمتحورات السابقة.

ونشرت الدراسة، التي تخضع للمراجعة بدورية "نيتشر بورتفوليو" (Nature Portfolio)، في دورية "ريسيرش سكوير" في الثاني من مايو/أيار الجاري.

وامتنع معدوها، وهم من مستشفى ماساشوستس العام وجامعة مينيرفا وكلية الطب بجامعة هارفارد، عن التعقيب قبل اكتمال المراجعة.

وقال الباحثون في تقريرهم "وجدنا أن احتمالات دخول المستشفى والوفيات متطابقة تقريبا" بين حقبة أوميكرون وأوقات أخرى في العامين الماضيين كانت فيها متغيرات أخرى هي السائدة.

الوكالة الأميركية للأدوية تخصص لقاح جونسون لمن يرفضون اللقاحات الأخرى

أعلنت الوكالة الأميركية للأدوية أول أمس الخميس أنها ستحصر استخدام لقاح "جونسون أند جونسون" (Johnson & Johnson) المضاد لفيروس كورونا في البالغين الذين يرفضون تلقي لقاحي "فايزر" (Pfizer) و"مودرنا" (Moderna) بسبب "مخاوف شخصية" أو لأسباب طبية.

وقالت الوكالة إنها اتخذت هذا القرار بسبب مخاطر حدوث جلطات خطيرة مرتبطة بلقاح جونسون أند جونسون.

وللسبب نفسه، أوصت "مراكز مراقبة الأمراض والوقاية منها" -وهي أكبر هيئة للإشراف على الصحة العامة في البلاد- في ديسمبر/كانون الأول الماضي باستخدام لقاحي مودرنا وفايزر بدلا من جونسون أند جونسون.

وهذه اللقاحات الثلاثة هي الوحيدة المسموح بها في الولايات المتحدة.

وأدرج هذا القرار في صلب الترخيص للاستخدام الطارئ للقاح جونسون أند جونسون.

مضاعفات لقاحات كورونا إنفوغراف

تجلط الدم

وأحصت الوكالة 60 حالة مؤكدة من تجلط الدم في الولايات المتحدة بينها 9 وفيات. وأعطيت أقل من 19 مليون جرعة من لقاح جونسون أند جونسون في البلاد، أي حوالي 3% من إجمالي الجرعات التي تم حقنها.

وبلغ معدل الإصابة بجلطات نتيجة اللقاح 3.23 لكل مليون جرعة، حسب الوكالة الأميركية.

وقال المسؤول في الوكالة بيتر ماركس في بيان "مع ذلك، نحن ندرك أن لقاح جونسن المضاد لكوفيد ما زال يلعب دورا في مواجهة الجائحة الحالية".

وذكرت الوكالة 3 أمثلة لأشخاص ما زال يمكنهم تلقي لقاح جونسون أند جونسون وهم الأفراد المعرضون لخطر ردود فعل تحسسية شديدة للقاحات الحمض الريبي المرسال "إم آر إن إيه" (mRNA) مثل لقاحي فايزر ومودرنا، والذين يواجهون صعوبة في الوصول إلى اللقاحين الأخيرين بسبب قلة توفرهما.

وأخيرا الأفراد الذين "لديهم مخاوف شخصية بشأن تلقي لقاح بالحمض الريبي المرسال وسيبقون لهذا السبب غير ملقحين".

المصدر : إيكونوميست + غارديان