نوع من العلكة يقلل خطر الولادة المبكرة
وجدت دراسة أن مضغ العلكة الخالية من السكر التي تحتوي على "الزايلتول" (xylitol) يمكن أن يخفض معدلات الولادات المبكرة، والتي تعرف أيضا باسم الولادة المبتسرة.
وقبل أن ندخل في التفاصيل، نؤكد أن المعلومات هنا هي عامة وللاسترشاد فقط. على الحامل عدم تناول أي نوع علكة أو غذاء بغرض متعلق بالحمل أو أي ظرف صحي بدون استشارة الطبيب.
وأجرى الدراسة الدكتورة كجيرستي أجارد، وهي طبيبة نسائية وتوليد في كلية بايلور للطب في هيوستن، وأجريت في دولة ملاوي الأفريقية، ونقلتها "نيوزويك" (Newsweek)، كما نقلتها مواقع أخرى مثل "إيه بي سي نيوز" (ABC News) و"يوريك أليرت" (Eurek Alert) في فبراير/شباط 2022.
وفي ملاوي ترتفع معدلات الإصابة بأمراض اللثة لدى النساء، والتي تم ربطها بالولادة المبكرة بسبب الالتهاب التي تسببه، وفقا للدكتورة كجيرستي.
وتمتلك ملاوي أيضا أحد أعلى معدلات الولادة المبكرة في العالم، وفقا لبيان صحفي صادر عن "جمعية طب الأم والجنين" أرسل إلى نيوزويك.
تشير التقديرات إلى أن 15 مليون طفل يولدون قبل الأوان كل عام، وفقا لمنظمة الصحة العالمية. الولادة المبكرة هي السبب الرئيسي لوفاة الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 5 سنوات.
وقال البيان الصحفي إن الدراسة في ملاوي شملت أكثر من 10 آلاف امرأة على مدى 6 سنوات. انضمت بعضهن خلال النصف الأول من الحمل، بينما حضرت أخريات قبل الحمل. واستخدمت الدراسة 8 مراكز صحية عززت العناية بصحة الفم والوقاية والرعاية للولادة المبكرة. وقدم نصف المراكز علكة الزايلتول للمشاركين في الدراسة.
وقد أظهرت البيانات الواردة في ملخص الدراسة المرسلة إلى نيوزويك أنه من بين النسوة اللواتي مضغن العلكة المحتوية على الزايلتول يوميا أثناء الحمل، كانت نسبة الولادة المبتسرة حوالي 13%، وكان لدى 9% أطفال يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة.
بالمقابل من بين اللواتي لم يمضغن العلكة، كانت نسبة الولادة المبتسرة حوالي 17%، وكان لدى حوالي 13% أطفال بأوزان منخفضة عند الولادة، وفقا للباحثين.
وقالت الدكتورة كجيرستي المؤلفة الرئيسية للدراسة -في البيان الصحفي- "إن استخدام علكة الزايلتول كتدخل قبل 20 أسبوعا من الحمل قلل من الولادات المبكرة".
مشاكل الجهاز التنفسي
ويقول الخبراء إن الأطفال الذين يولدون مبكرا معرضون لخطر أشياء مثل مشاكل الجهاز التنفسي وصعوبات التغذية ومشاكل النمو.
وقالت الدكتورة كجيرستي "الشيء الفريد في دراستنا هو أننا استخدمنا وسيلة متاحة بسهولة، وغير مكلفة، ومقبولة للحد من مخاطر ولادة طفل مبكرا جدا أو صغيرا جدا.. هناك بعض العلم الحقيقي وراء اختيار مضغ الزايلتول لتحسين صحة الفم، وتطبيقنا الجديد لتحسين نتائج الولادة مثير للاهتمام".
وقال الدكتور زساكيبا هندرسون نائب الرئيس الأول ونائب المسؤول الطبي المسؤول عن التأثير على صحة الأم والطفل في "مارتش أوف دايمز" (March of Dimes) -وهي منظمة غير ربحية تركز على صحة الأمهات والأطفال- في بريد إلكتروني إلى نيوزويك؛ إن المنظمة "متفائلة بحذر" بشأن الدراسة، وهي "وسيلة واعدة للمتابعة"، ولكنها تحتاج إلى تكرار.
وكتب هندرسون "… نرحب بهذه النتائج، ونتطلع إلى تكرارها في أجزاء أخرى من العالم مع مجموعات مختلفة من النساء وندعم المزيد من الأبحاث حول حلول صحة الأسنان للولادة المبكرة".
ما هو الزايلتول؟
الزايلتول هو "كحول سكر" (sugar alcohol) يستخدم عادة كمحلي. يمكن العثور عليه بشكل طبيعي أو صناعي محضر بشكل أساسي من المواد النباتية كيميائيا أو عن طريق تخمير الهيميسليلوز من الكتلة الحيوية الزراعية بواسطة الخميرة أو سلالات البكتيريا.
الزايلتول له تأثير مضاد للبكتيريا على سطح الأسنان، ويمكن أن يقلل من التهاب اللثة، ويتم استخدامه كعامل وقائي لتسوس الأسنان بسبب انخفاض مستويات النمو المسببة للأمروذباض مثل بكتيريا "العقدية الطافرة" (Streptococcus mutans) و"العقدية الدموية" (Streptococcus sanguinis). وذلك وفقا لمراجعة بحثية نشرت في مجلة "علم الأحياء الدقيقة التطبيقي والتكنولوجيا الحيوية" (Applied Microbiology and Biotechnology).
ويمكن أن يرتبط الزايلتول بأيون الكالسيوم، مما يؤدي إلى إعادة تمعدن مينا الأسنان، كما أنه قادر على منع هشاشة العظام.
ويمكن أن يقلل الزايلتول من الإمساك والسكري والسمنة ومتلازمات أو أمراض الجسم الأخرى، كما أن له تأثيرا محفزا على الهضم والجهاز المناعي.
وقالت المراجعة البحثية إنه مع ذلك، يمكن أن ينتج عن الزايلتول بعض الآثار الجانبية، مثل متلازمة القولون العصبي والإسهال وحصى الكلية، عند تناوله بكميات كبيرة.
ويحفز الزايلتول جهاز المناعة، والهضم، واستقلاب الدهون والعظام، ويساعد في السيطرة على نسبة السكر في الدم والسمنة.
ما الولادة المبتسرة؟
يعرف المواليد المبتسرون بأنهم المواليد الذين يولدون أحياء قبل استكمالهم 37 أسبوعا من الحمل، وذلك وفقا لمنظمة الصحة العالمية.
وتقول المنظمة إن هناك فئات فرعية للابتسار تستند إلى العمر الحملي، وهي:
- الابتسار البالغ (أقل من 28 أسبوعا).
- الابتسار الشديد (من 28 إلى أقل من 32 أسبوعا).
- الابتسار المتوسط (من 32 إلى أقل من 37 أسبوعا).
ويولد ما يقدر بنحو 15 مليون مولود سنويا قبل الأوان، أي أكثر من مولود واحد من كل 10 مواليد. ويموت نحو مليون طفل سنويا نتيجة لمضاعفات الولادة المبتسرة. ويواجه العديد من الناجين حياة العجز بما في ذلك صعوبات التعلم ومشكلات البصر والسمع.
الابتسار هو السبب الرئيسي في العالم لوفيات الأطفال دون سن الخامسة، ويتبين في معظم البلدان التي لديها بيانات موثوقة أن معدل الولادات المبتسرة فيها آخذ في الزيادة.
وتقول المنظمة إن "التفاوت في معدلات البقاء على قيد الحياة صارخة. ففي البيئات المنخفضة الدخل، يموت نصف المواليد الذين يولدون قبل 32 أسبوعا من الحمل (قبل الأوان بشهرين)؛ نتيجة لغياب الرعاية ذات الجدوى والعالية المردود، مثل الدفء، ودعم الرضاعة الطبيعية، والرعاية الأساسية لمكافحة العدوى، والمشكلات التنفسية. وفي البلدان المرتفعة الدخل يبقى جميع هؤلاء المواليد تقريبا على قيد الحياة".
لماذا تحدث الولادة المبتسرة؟
تحدث الولادة المبتسرة لأسباب مختلفة. ومعظم حالات الولادة المبتسرة تقع تلقائيا، ولكن بعض الحالات تنتج عن تحريض المخاض أو الولادة القيصرية، سواء لأسباب طبية أو لأسباب غير طبية.
وتشمل الأسباب الشائعة للولادة المبتسرة الحمل المتعدد، وحالات العدوى، والحالات الصحية المزمنة مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم؛ ومع ذلك في كثير من الأحيان لا يمكن تحديد السبب. وقد يكون هناك أيضا أثر وراثي. ومن شأن زيادة فهم أسباب وآليات الولادة المبتسرة أن يساعد على إحراز التقدم في وضع الحلول لمنع حدوثها.
أين ومتى تحدث الولادة المبتسرة؟
يحدث 60% من حالات الولادة المبتسرة في أفريقيا وجنوب آسيا، ولكن الولادة المبتسرة تعد في الحقيقة مشكلة عالمية. وفي البلدان المنخفضة الدخل يولد 12% من المواليد قبل الأوان مقارنة بنسبتهم في البلدان المرتفعة الدخل التي تبلغ 9%. وفي داخل البلدان تكون الأسر الفقيرة أكثر تعرضا للمخاطر، وفقا لمنظمة الصحة.
والبلدان الخمسة التي تشهد أعلى معدلات الولادة المبتسرة لكل 100 مولود حي، هي:
- ملاوي: 18.1 لكل 100 وليد
- جزر القمر: 16.7
- الكونغو: 16.7
- زيمبابوي: 16.6
- غينيا الاستوائية: 16.5
وتظهر الزيادة في معدلات الولادة المبتسرة خلال السنوات الـ20 الماضية، في جميع البلدان الـ65 التي تحظى ببيانات يعتد بها باستثناء 3 بلدان. وتتضمن الأسباب المحتملة لذلك تحسن القياسات، وزيادة أعمار الأمهات والمشكلات الصحية الأساسية التي يعانين منها مثل داء السكري وارتفاع ضغط الدم، وزيادة استخدام علاجات العقم التي تؤدي إلى زيادة معدلات الحمل المتعدد، وتغير ممارسات التوليد مثل زيادة معدلات الولادة القيصرية قبل انتهاء أشهر الحمل.
وتقول المنظمة إن هناك تفاوتا ضخما في معدلات بقاء المواليد المبتسرين على قيد الحياة وفقا للمكان الذي يولدون فيه. فيموت على سبيل المثال، أكثر من 90% من المواليد البالغين الابتسار (أقل من 28 أسبوعا) الذين يولدون في البلدان المنخفضة الدخل في غضون الأيام الأولى من الميلاد؛ في حين لا يموت إلا 10% من هؤلاء المواليد الذين يولدون في البيئات المرتفعة الدخل.