كيف تفرق بين أوميكرون والحساسية ونزلة البرد والإنفلونزا ودلتا؟

كيف تفرق بين أوميكرون والحساسية ونزلة البرد والإنفلونزا ودلتا؟ وما مدى قدرة أوميكرون على مراوغة الأجسام المضادة التي نمتلكها من اللقاح وحالات العدوى السابقة؟ وهل ستكون المناعة التي اكتسبناها قادرة على حمايتنا من الأعراض الخطيرة؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.

كيف نفرق بين أوميكرون ودلتا؟

قال الدكتور جين مورغان المدير التنفيذي لفريق عمل كوفيد-19 في "نظام بيدمونت للرعاية الصحية" (Piedmont Healthcare system) في الولايات المتحدة، إنه مع سلالة أوميكرون نرى المزيد من التعب والحمى العالية والصداع مقارنة بدلتا، بالمقابل لا نرى الكثير من فقدان حاسة الشم، وذلك في تصريح لموقع "سي بي إس 46" (cbs46).

كيف نفرق بين أوميكرون والحساسية؟

قال مورغان "مع الحساسية يكون لديك أحيانا المزيد من الدغدغة في حلقك، والمزيد من الحكة في الأنف والحلق".

ويضيف "إذا كانت لديك أعراض كوفيد-19 فقط، فينصح بالخضوع للاختبار، إما مع طبيب الرعاية الأولية الخاص بك، أو في مركز رعاية عاجلة".

بالمقابل يؤكد الأطباء أنه يجب عليك بالتأكيد الذهاب إلى غرفة الطوارئ على الفور إذا كنت تعاني من أي نوع من صعوبة التنفس، بما في ذلك السعال الشديد، حيث تواجه صعوبة في التقاط أنفاسك.

كيف نفرق بين كورونا (أوميكرون أو دلتا) ونزلة البرد والإنفلونزا؟

الجواب قد يكون غريبا، ولكن العديد من الأطباء حاليا يرون أن الحل الوحيد للتفريق هو بإجراء فحص كورونا.

مثلا قالت دانا هوكينسون -وهي مختصة الأمراض المعدية في النظام الصحي بجامعة كانساس- عن أشخاص يحاولون تشخيص مرض ما بناء على أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا "أعتقد أن هذا أمر خطير للغاية. معظم الأطباء لن يفعلوا ذلك". وذلك وفق ما نقله موقع "توبيكا كابيتال جورنال" (The Topeka Capital-Journal).

وتضيف أنه بالتأكيد هناك بعض الأعراض التي ربما تكون أكثر شيوعا مع بعض الأمراض "هذه كلها فيروسات، سواء كانت فيروس نزلات البرد أو فيروسات الأنف، سواء أكانت سعالا شائعا أو فيروس كورونا أو البرد، سواء كانت إنفلونزا، أو سارس كوف2، جميعها فيروسات ولديهم طرق متشابهة في الظهور".

وتضيف "لذلك أعتقد أنه إذا كان هناك أي سؤال، فإن أول شيء عليك فعله حقا هو الخروج وإجراء اختبار".

وقال ستيف ستيتس -كبير المسؤولين الطبيين في مستشفى سانت لوك في كانساس سيتي بولاية كانساس- "لا توجد طريقة على الإطلاق تستند إلى الأعراض تمكنك من التمييز بين نزلات البرد وأوميكرون والدلتا".

ويضيف "رأينا أشخاصا مصابين بكوفيد-19 يعانون من الإسهال. لقد رأينا أشخاصا مصابين بكوفيد-19 يعانون من فقدان حاسة التذوق أو الشم، لقد رأينا أشخاصا مصابين بكوفيد-19 يعانون من احتقان الأنف، وتقرح في الحلق وسيلان الأنف والسعال والحمى.. حسنا انتظر، هذا ما نحصل عليه جميعا عندما نصاب بنزلة برد، فكيف يختلف ذلك؟".

الأمر محير

ويعترف الأطباء أن الأمر محير. فالأعراض متشابهة لأوميكرون ودلتا والإنفلونزا، مثل آلام في الجسم، حمى، قشعريرة، شعور بالتعب، احتقان، سعال وعطس، وذلك وفقا لتقرير في موقع "إيه بي سي 7 شيكاغو" (abc7chicago).

ويقول الدكتور ميتا شاه -وهو طبيب طوارئ في "المركز الطبي بجامعة راش" (Rush University Medical Center) في شيكاغو- "الأعراض متشابهة للغاية، لذا اذهبوا لإجراء الفحوصات".

وقالت الدكتورة أليسون أروادي من إدارة الصحة العامة بشيكاغو "من دون اختبار، لا توجد طريقة لمعرفة ما إذا كان شخص ما مصابا بنزلة برد، أو إنفلونزا، أو كوفيد-19".

ما مدى قدرة أوميكرون على مراوغة الأجسام المضادة التي نمتلكها من اللقاح وحالات العدوى السابقة؟

وفق مقال للباحثين جيسي بلوم وساره كوبي في "صحيفة نيويورك تايمز" (The New York Times)، تحتوي سلالة أوميكرون على العديد من الطفرات، خاصة في البروتين الشوكي "سبايك" (spike) الذي يمثل الهدف الأساسي للأجسام المضادة الموجودة في أجسامنا بفضل اللقاح أو إصابة سابقة. ولهذا السبب شعر العلماء بقلق شديد من أن هذه المتحورة يمكن أن تنفذ من الدفاعات التي اكتسبها الجسم ضد فيروس كوفيد-19. وقد أظهرت التجارب المخبرية أن قدرة الأجسام المضادة على التصدي لعدوى أوميكرون تنخفض إلى نسبة واحد من 40 مقارنة بالفيروسات السابقة.

هذه الأدلة تشير بكل وضوح إلى أن العدوى سوف تنتشر بشكل أكبر هذه المرة، في صفوف الملقحين ومن أصيبوا في وقت سابق. وقد بينت دراسة أجريت في جنوب أفريقيا أن نسبة الإصابة الثانية بسلالة أوميكرون أعلى من السلالات السابقة بيتا ودلتا. كما تسبب أوميكرون في ظهور أعراض خفيفة أو متوسطة لدى أفراد ليسوا فقط حاصلين على اللقاح، بل أيضا على جرعة تعزيز المناعة.

لذلك هنالك احتمال قوي أن تكون هنالك في المستقبل حاجة لإنتاج جرعات جديدة من اللقاحات، موجهة خصيصا لسلالة أوميكرون.

هل ستكون المناعة التي اكتسبناها قادرة على حمايتنا من الأعراض الخطيرة؟

حتى لو أخفقت الأجسام المضادة في التصدي لأوميكرون، فإن الخلايا التائية وأجسام مضادة أخرى طورناها بفضل اللقاح والإصابة السابقة، قد توفر لنا بعض الحماية من ظهور أعراض خطيرة.

هذا يعني أن ارتفاع معدلات العدوى لن يؤدي بالضرورة إلى ارتفاع معدلات الوفيات والإيواء في المستشفى، كما حدث في الموجات السابقة. إلا أن قياس هذا الأمر بشكل دقيق يتطلب تجميع البيانات، من المؤسسات الصحية ومراكز الدراسات الوبائية بعد فترة من الزمن.

ويوضح الكاتبان أنه في العادة يستغرق الأمر عدة أسابيع لكي تظهر أعراض خطيرة بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19، ولهذا فإن الوفيات والحالات الحرجة في المستشفى يسميها العلماء "المؤشر المتأخر".

لذلك فإنه لا ضير من الشعور بالتفاؤل، ونحن نرى كافة التقارير تشير إلى أن الأشخاص الملقحين لا تظهر عليهم إلا أعراض خفيفة، ولكن يجب أن ننتبه إلى أن المعلومات الدقيقة والموثوقة حول خطورة هذا المرض لا تظهر بهذه السرعة.

وعلى سبيل المثال، من الممكن أن يتبين لاحقا أن أوميكرون يسبب الأعراض الخفيفة لدى الحاصلين على اللقاح والمصابين سابقا، إلا أنه قد يهدد حياة من لا يمتلكون أية مناعة ضده. وهذا الأمر قد يؤدي مرة أخرى إلى اكتظاظ المستشفيات وانهيار المنظومة الصحية.

المصدر : الجزيرة + وكالات + منظمة الصحة العالمية + مواقع إلكترونية + نيويورك تايمز

إعلان