للمرة الثالثة.. إسرائيل تستهدف مستشفى التأهيل الوحيد في غزة

رائد موسى/غزة/ تقرير دمار مستشفى التأهيل في غزة، اسرائيل استهدفت مستشفى التأهيل في غزة للمرة الثالثة -رائد موسى-الجزيرة نت
مستشفى التأهيل كان الملجأ الأول لوزارة الصحة لعلاج المرضى الذين يحتاجون للتأهيل الطبي والوظيفي (الجزيرة)

تأجل حصول الستيني محمد النجار على خدمات متقدمة في العلاج الطبيعي والوظيفي بسبب غارة جوية إسرائيلية ألحقت دمارا عرقل افتتاح مستشفى التأهيل الوحيد في غزة.

وكان من المقرر افتتاح مستشفى التأهيل التابع لجمعية الوفاء الخيرية الشهر المقبل، إلا أن الدمار الذي ألحقته إسرائيل بالمستشفى خلال حربها الأخيرة على غزة أجلت افتتاحه إلى تاريخ غير معلوم.

استهداف متكرر

وقال مدير الجمعية الدكتور فؤاد نجم للجزيرة نت إن هذه هي المرة الثالثة التي يتعرض فيها المستشفى لاستهداف إسرائيلي، حيث تعرض مقره الرئيسي شرق مدينة غزة لدمار كامل أطاح بمبانيه وما تحتوي عليه من أجهزة ومعدات خلال حرب عام 2014، وقدرت الخسائر في حينه بنحو 14 مليون دولار، في حين كان تعرض لدمار جزئي خلال الحرب الأولى (2008-2009).

وبعد نحو 3 أعوام من العمل على إعادة بناء المستشفى في مكان جديد بحي الرمال المكتظ بالأبراج والمنازل السكنية والمنشآت التجارية، وبعيدا عن مناطق الخطر القريبة من السياج الأمني شرق غزة عادت إسرائيل لتقصف مباني ملحقة بالمستشفى وتدمرها كليا وتلحق أضرارا جسيمة بالمبنى الرئيسي، حسب الدكتور نجم.

وأوضح أن المستشفى هو الوحيد الذي يقدم خدمات التأهيل الطبي والوظيفي لمصابين من أمثال النجار الذي كان تعرض وشقيقه لعملية دعس من سيارة عسكرية إسرائيلية إبان الانتفاضة الأولى (1987-1993) أصابته بشلل رباعي كامل، واستشهد شقيقه على الفور.

إعلان

النجار (65 عاما) -الذي يتحدث بصعوبة بالغة- قال للجزيرة نت إنه كان في العشرينيات من عمره عندما تعرض لعملية الدعس من سيارة "جيب" عسكرية إسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة.

وأكد الدكتور نجم أن عرقلة إسرائيل افتتاح المستشفى تضر بشريحة كبيرة من المرضى من أمثال النجار.

رائد موسى/غزة/ تقرير دمار مستشفى التأهيل في غزة، الحرب الاسرائيلية تعرقل افتتاح مستشفى التأهيل الوحيد في غزة-رائد موسى-الجزيرة نت
الحرب الإسرائيلية تعرقل افتتاح مستشفى التأهيل الوحيد في غزة (الجزيرة)

خدمات متقدمة

وتبلغ سعة مستشفى التأهيل 50 سريرا، ويحتوي على 5 غرف عمليات جراحية، و14 عيادة تخصصية، وأقسام مختبر وصيدلية وإسعاف وأشعة، وصالة علاج طبيعي وأخرى للعلاج الوظيفي، إضافة إلى مجمع إداري.

من جهته، قال مدير العلاقات العامة في جمعية الوفاء الخيرية أشرف حمادة للجزيرة نت إن الخدمات التأهيلية التي يقدمها المستشفى لا يستطيع القطاع الصحي الحكومي القيام بها كونها مكلفة ماليا وبحاجة إلى تجهيزات باهظة الثمن وغير متوفرة في مرافق وزارة الصحة التي تعاني قلة الإمكانيات ونقصا حادا في الأدوية والتجهيزات الطبية بسبب الحصار.

وقبل تعرضه للتدمير الكلي في حرب 2014 كان مستشفى التأهيل هو الملجأ الأول لوزارة الصحة لعلاج المرضى الذين يحتاجون للتأهيل الطبي والوظيفي.

رائد موسى/غزة/ تقرير دمار مستشفى التأهيل في غزة، موظف في جمعية الوفاء يعاين الدمار الذي حل بمستشفى التأهيل جراء غارة إسرائيلية -رائد موسى-الجزيرة نت
موظف في جمعية الوفاء يعاين الدمار الذي حل بمستشفى التأهيل جراء غارة إسرائيلية (الجزيرة)

وأضاف حمادة أن وجود مستشفى بهذه الإمكانيات في غزة يخفف الضغط على وزارة الصحة، ويقلل تكاليف التحويلات الطبية للمرضى للعلاج في الخارج، ويوفر على المريض معاناة السفر والتنقل عبر الحواجز العسكرية الإسرائيلية للوصول إلى المستشفيات في الضفة الغربية والقدس ومناطق الخط الأخضر.

ولا يتلقى مستشفى التأهيل أي دعم حكومي، ويعتمد كليا على مساعدات مالية خارجية للقيام بمهامه، ووفقا لحمادة فإنه لم يتم تحديد حجم الأضرار والخسائر بعد، أو تحديد موعد جديد لافتتاح المستشفى أمام المرضى.

بدوره، حث الدكتور نجم المجتمع الدولي على محاسبة "الاحتلال الإسرائيلي البربري" الذي استهدف كل شيء في غزة بلا استثناء، مطالبا بسرعة التحرك لإعادة إعمار مستشفى التأهيل والمؤسسات الصحية والخدمية الأخرى التي تعرضت للقصف والتدمير كي تباشر عملها في ظل حاجة ماسة لهذه المؤسسات للتعامل مع الأعداد الكبيرة من الجرحى بفعل الجرائم الإسرائيلية خلال الحرب.

إعلان
المصدر : الجزيرة

إعلان