سلالة جنوب أفريقيا قد تقلل فاعلية لقاح فايزر-بيونتك المضاد لفيروس كورونا
أقرت بريطانيا دراسة سوف تصيب متطوعين بكورونا عمدا، ومن خلالها يأمل الباحثون أن يتعلموا أشياء حول كيفية استجابة الجهاز المناعي
توصلت دراسة حديثة إلى أن إحدى سلالات فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" تقلل مستوى الأجسام المضادة المكونة بعد تلقي لقاح "فايزر-بيونتك" (Pfizer-BioNTech) بمقدار الثلثين، فما هي هذه السلالة؟ وماذا يعني هذا بالنسبة لفاعلية اللقاح؟ وما آخر المعطيات حول لقاحات كورونا والتجارب على الفيروس؟ الأجوبة هنا.
نبدأ من الدراسة التي نشرت نتائجها في "دورية نيو إنغلند الطبية" (The New England Journal of Medicine)، ووجدت أن سلالة جنوب أفريقيا قللت من الأجسام المضادة بمقدار الثلثين.
اقرأ أيضا
list of 4 itemsهذا المرض يضاعف خطر الموت بكورونا 3 مرات
المزيد من الطفرات.. دراسة تكشف عن 7 سلالات لفيروس كورونا في أميركا
الجمل.. هل يكون مفتاح علاج كورونا؟
وقالت شركتا "فايزر" (Pfizer) و"بيونتيك" (BioNTech) -وفق "رويترز" (Reuters)- إن الدراسة تشير إلى أن سلالة جنوب أفريقيا من فيروس كورونا ربما تقلل الحماية التي توفرها الأجسام المضادة المُنتجة من خلال لقاح الشركتين بمقدار الثلثين.
ولكن أيضا ذكرت الشركتان أن الدراسة توصلت إلى أن اللقاح ما يزال قادرا على تحييد الفيروس، ولم تظهر أدلة حتى الآن من التجارب على البشر تؤكد أن سلالة جنوب أفريقيا تقلل الحماية التي يتيحها اللقاح.
ومع ذلك، فقد ضخت الشركتان استثمارات، وخاطبتا السلطات المعنية لتطوير نسخة محدثة من اللقاح أو إنتاج جرعة منشطة.
ومن أجل الدراسة طور علماء من الشركتين والفرع الطبي في جامعة تكساس فيروسا بالهندسة الوراثية، اشتمل على التغيرات، التي تطرأ على الجزء الناتئ من السلالة المتحورة شديدة العدوى، التي اكتشفت في جنوب أفريقيا.
وتلك الأجزاء الناتئة، هي التي يغزو بها الفيروس الخلايا البشرية، وهي أيضا الهدف الأساسي للعديد من لقاحات كوفيد-19.
واختبر الباحثون الفيروس المعدل في دم مستخلص من أفراد تلقوا اللقاح، واكتشفوا انخفاضا بمقدار الثلثين في مستوى تحييد الأجسام المضادة، مقارنة مع فاعلية اللقاح على أكثر أنواع الفيروس شيوعا في التجارب الأميركية.
ولعدم وجود معيار ثابت حتى الآن لتحديد مستوى الأجسام المضادة المطلوب للوقاية من الفيروس، فلم يتضح بعد ما إذا كان الانخفاض بمقدار الثلثين سيقضي على فاعلية اللقاح في محاربة السلالة الآخذة في الانتشار حول العالم.
ومع ذلك قال بي-يونغ شي الأستاذ بجامعة تكساس والرئيس المشارك للفريق الذي أجرى الدراسة، إنه يعتقد أن لقاح "فايزر" سيوفر على الأرجح حماية من السلالة.
وكانت شركة "مودرنا" (Moderna) -والتي طورت لقاحا لكورونا يعتمد على تقنية لقاح فايزر بيونتك نفسها، وهي "الحمض النووي الريبوزي المرسال" (mRNA)- قد نشرت مراسلات في دورية نيو إنغلند الطبية يوم الأربعاء، مع بيانات مماثلة أظهرت "انخفاضا إلى السدس" (six-fold drop) في مستويات الأجسام المضادة مقابل سلالة جنوب أفريقيا، وفقا لتقرير في "الغارديان" (The Guardian).
وقالت مودرنا أيضا إن الفعالية الفعلية للقاح ضد سلالة جنوب أفريقيا لم يتم تحديدها بعد. وقالت الشركة في وقت سابق إنها تعتقد أن اللقاح سيعمل ضد البديل.
باحثان يحثان على إرجاء التطعيم بالجرعة الثانية من لقاح فايزر
حث باحثان الحكومات على إرجاء التطعيم بالجرعة الثانية من لقاح فايزر-بيونتك، الذي يقولان إن نسبة فاعليته بعد الجرعة الأولى بلغت 92.6%.
وقال الباحثان، دانوتا سكورونسكي وجاستون دي سيرس، إنهما خلصا إلى تلك النتيجة استنادا إلى وثائق قدمتها فايزر إلى إدارة الغذاء والدواء الأميركية.
وذكرا في خطاب نشر في دورية نيو إنغلند الطبية أن هذه النتائج تماثل تلك المتعلقة باللقاح، الذي تنتجه شركة مودرنا، وبلغت نسبة فاعليته بعد الجرعة الأولى 92.1%.
وحذرا من أنه قد يكون هناك عدم يقين بشأن مدة الحماية التي تكفلها جرعة واحدة؛ لكن التطعيم بالجرعة الثانية بعد شهر من الأولى "لا يقدم فائدة تذكر في المدى القصير".
وقالا "نظرا للنقص الحالي في اللقاحات، فإن إرجاء الجرعة الثانية مسألة أمن قومي، إذا تم تجاهلها، فسوف تؤدي بالتأكيد إلى دخول الآلاف المستشفيات والوفيات بسبب كوفيد-19 هذا الشتاء في الولايات المتحدة".
وردا على ذلك قالت فايزر إنه لم يتم بعد تقييم تغيير نظام التطعيم بجرعتين من اللقاح، مضيفة أن هذا القرار متروك للسلطات الصحية.
إصابة متعمدة بكورونا
أقرت بريطانيا دراسة سوف تصيب متطوعين بكورونا عمدا، ومن خلال هذه الدراسة الجديدة، يأمل الباحثون في أن يتعلموا أشياء حول كيفية استجابة الجهاز المناعي لفيروس كورونا.
وفي تقريره الذي نشرته صحيفة "نيويورك تايمز" (New York Times) الأميركية، قال الكاتب، بنيامين ميولر، إنه من المتوقع أن تصل مجموعة صغيرة مختارة بعناية من المتطوعين خلال الأسابيع المقبلة لتلقي عدوى فيروس كورونا عن طريق وضع قطرات صغيرة من الفيروس في أنوفهم.
ويأمل الباحثون في نهاية المطاف أن يتمكنوا من الاستفادة من هذه التجربة كوسيلة لمقارنة فعالية اللقاحات المختلفة. قبل ذلك، ينبغي على داعمي المشروع الكشف عن المتطوعين، الذين لم يتلقّوا التطعيم لتحديد أدنى جرعة من الفيروس، التي ستصيبهم بالمرض. من خلال التحكم في جرعة الفيروس التي يتلقاها الأشخاص ومراقبتهم منذ لحظة إصابتهم، يأمل العلماء في اكتشاف كيفية استجابة الجهاز المناعي لفيروس كورونا، وتطوير طرق لمقارنة نجاعة العلاجات واللقاحات بشكل مباشر.
من جهته، قال بيتر أوبنشو، أستاذ الطب التجريبي في جامعة إمبريال كوليدج لندن والمشارك في الدراسة، "سنتعلم الكثير عن مناعة الفيروس". وأضاف أوبنشو أن الدراسة ستُمكنهم "من الإسراع في فهم الأمراض، التي تسببها العدوى، واكتشاف العلاجات واللقاحات الجديدة على حد سواء". عموما، كان محور هذه الدراسة، التي أطلق عليها اسم تجربة التحدي البشري، محل جدل واسع منذ الأشهر الأولى من تفشي الوباء.
ذكر الكاتب أنه لمحاولة ضمان عدم إصابة المشاركين بمرض خطير، ستقتصر الدراسة البريطانية على المتطوعين الأصحاء، الذي تتراوح أعمارهم بين 18 و30 عاما. في المقابل، وقع تسجيل حالات عدوى شديدة بفيروس كورونا حتى في صفوف الشباب اليافعين، كما أن العواقب طويلة المدى للعدوى غير معروفة إلى حد كبير. وقد تصعّب القيود العمرية أيضا بلورة النتائج على كبار السن أو الأشخاص، الذين أصيبوا مُسبقا بالفيروس، والذين قد تكون استجاباتهم المناعية مختلفة، بالإضافة إلى كونهم المستهدفين للعلاجات واللقاحات.
وفي الجزء الأول من الدراسة، سيُعطي الباحثون جرعات صغيرة من الفيروس لمجموعة صغيرة من المتطوعين. وفي حال لم يصابوا بالعدوى، فسيقدم الباحثون جرعات أكبر بقليل لمجموعة مختلفة من المتطوعين، مع تكرار العملية على ما يصل إلى 90 مشاركا حتى يقع تحديد الجرعة المناسبة. وبحلول ربيع هذا العام، يأمل العلماء في تكرار تجربتهم من خلال تعريض الأشخاص الملقحين للفيروس. وستساعد الحكومة البريطانية، التي تساعد في تمويل الدراسة، على اختيار اللقاحات.