قرحة المعدة.. أعراضها وأسبابها وهل يعالجها عسل المانوكا؟

ما قرحة المعدة؟ وما أعراضها؟ وما أسبابها؟ وما التوصيات بشأن طعام مريض قرحة المعدة؟ وهل يمكن علاج قرحة المعدة بالعسل؟ وهل يمكن لمريض القرحة أكل البيض؟ وما علاجات قرحة المعدة؟ وما مدة علاجها؟ الإجابات في هذا التقرير الشامل.

ما قرحة المعدة؟

"قرحة المعدة" (Peptic Ulcer) -وتعرف أيضا باسم القرحة الهضمية- هي حالة تظهر فيها تقرحات في بطانة المعدة أو الجزء الأول من الأمعاء الدقيقة (الاثني عشر). في الحالة الطبيعية، توجد طبقة سميكة من المخاط تحمي بطانة المعدة من تأثير عصاراتها الهضمية. لكن العديد من الأشياء يمكن أن تقلل من هذه الطبقة الواقية، مما يسمح لحمض المعدة بإتلاف الأنسجة، وذلك وفقا لموقع "كليفلاند كلينك" (Clevland Clinic).

قرحة المعدة قرحة معدة أمعاء إنفوغراف

 أعراض قرحة المعدة

بعض الأشخاص المصابين بالقرحة قد لا يعانون من أي أعراض، ولكن يمكن أن تشمل علامات القرحة ما يلي:

  • ألم حارق في وسط المعدة أو أعلاها بين الوجبات أو في الليل.
  • ألم يختفي مؤقتا إذا أكلت شيئا أو تناولت مضادا للحموضة.
  • النفخة.
  • حرقة.
  • الغثيان أو القيء.

الحالات الشديدة من قرحة المعدة قد تشمل الأعراض التالية:

  • براز داكن أو أسود (بسبب النزيف).
  • التقيؤ.
  • فقدان الوزن.
  • ألم شديد في منتصف البطن إلى أعلى.

أسباب قرحة المعدة

اعتاد الناس على الاعتقاد بأن الإجهاد أو بعض الأطعمة يمكن أن تسبب القرحة. لكن الباحثين لم يعثروا على أي دليل يدعم هذه النظريات؛ بدلا من ذلك، كشفت الدراسات عن سببين رئيسيين للقرحة:

1- بكتيريا الملوية البوابية "هيليكوباكتر بيلوري" (H. pylori)

تصيب بكتيريا الملوية البوابية عادة المعدة، فنحو 50% من سكان العالم مصابون بعدوى بكتيريا الملوية البوابية، ويكونون في الغالب بدون أي أعراض. يعتقد الباحثون أن بكتيريا الملوية البوابية يمكن أن تنتقل من شخص لآخر، خاصة في أثناء الطفولة.

تلتصق بكتيريا الملوية البوابية بطبقة المخاط المبطن للمعدة وتسبب التهابا في الجهاز الهضمي، مما يمكن أن يكسر هذه البطانة الواقية. ولأن المعدة تنتج حمضا قويا مخصصا لهضم الطعام، يمكن للحمض أن يأكل أنسجة المعدة، إذا لم توجد طبقة المخاط التي تحميها.

ومع ذلك، لا يوجد تأثير سلبي لبكتيريا الملوية البوابية على معظم الناس؛ فقط 10% إلى 15% من المصابين ببكتيريا الملوية البوابية يصابون بالقرحة.

2- "مضادات الالتهاب غير الستيرويدية" (nonsteroidal anti-inflammatory drugs NSAIDs)

سبب رئيسي آخر لمرض القرحة الهضمية هو استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، وهي مجموعة من الأدوية المستخدمة لتخفيف الألم. يمكن لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية أن تسبب تآكلا في الطبقة المخاطية في الجهاز الهضمي.

فمن المحتمل أن تتسبب الأدوية التالية في تكوين القرحة الهضمية:

  • "الأسبرين" (Aspirin) حتى الأسبرين الذي يكون مغطى بطبقة واقية
  • "نابروكسين" (Naproxen)
  • "إيبوبروفين" (Ibuprofen)

لا يصاب كل من يتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بالقرحة. ومن المحتمل أن يكون استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية مع عدوى الملوية البوابية هو الأكثر خطورة.

والأشخاص المصابون بالبكتيريا الملوية البوابية والذين يستخدمون مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل متكرر هم الأكثر عرضة لحدوث تلف في الطبقة المخاطية، ويمكن أن يكون التلف لديهم أكثر حدة.

تزداد الإصابة بالقرحة الناتجة عن استخدام مضادات الالتهاب غير الستيرويدية أيضا إذا كنت:

  • تتناول جرعات عالية من مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • تبلغ من العمر 70 عاما أو أكبر.
  • من الإناث.
  • تستخدم "الكورتيكوستيرويدات" (corticosteroids) الأدوية التي قد يصفها طبيبك للربو أو التهاب المفاصل أو الذئبة في الوقت نفسه الذي تتناول فيه مضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • تستخدم مضادات الالتهاب غير الستيرويدية بشكل مستمر لفترة طويلة.
  • لديك تاريخ من مرض القرحة.

أسباب نادرة لقرحة المعدة

نادرا ما تسبب حالات أخرى مرض القرحة الهضمية، وقد يصاب الناس بالقرحة بعد:

  • الإصابة بمرض خطير من عدوى أو أمراض مختلفة.
  • الخضوع لعملية جراحية.
  • تناول أدوية أخرى، مثل "الستيرويدات" (steroids).
  • يمكن أن يحدث مرض القرحة الهضمية أيضا إذا كنت تعاني من حالة نادرة تسمى "متلازمة زولينجر إليسون" (Zollinger-Ellison syndrome) "الورم الغاستريني" (gastrinoma) وتشكل هذه الحالة ورما في الخلايا المنتجة للحمض في الجهاز الهضمي. ويمكن أن تكون هذه الأورام سرطانية أو غير سرطانية. وتنتج الخلايا كميات زائدة من الحمض الذي يضر أنسجة المعدة.

من أكثر عرضة للإصابة بقرحة المعدة؟

يصاب واحد من كل 10 أشخاص بالقرحة، وعوامل الخطر التي تزيد من احتمالية حدوث القرحة تشمل ما يلي:

  • الاستخدام المتكرر لمضادات الالتهاب غير الستيرويدية.
  • وجود تاريخ عائلي للإصابة بالقرحة.
  • أمراض مثل أمراض الكبد أو الكلى أو الرئة.
  • شرب الخمر.
  • التدخين.

هل يمكن أن تسبب القهوة والأطعمة الغنية بالتوابل قرحة المعدة؟

من المفاهيم الخاطئة الشائعة أن القهوة والأطعمة الحارة يمكن أن تسبب القرحة.

ربما سمعت في الماضي أن الأشخاص المصابين بالقرحة يجب أن يتبعوا نظاما غذائيا لطيفا. لكننا نعلم الآن أنه إذا كنت مصابا بالقرحة، فلا يزال بإمكانك الاستمتاع بأي أطعمة تختارها ما دامت لا تزيد الأعراض سوءا.

كيف يتم تشخيص قرحة المعدة؟

قد يكون مقدم الرعاية الصحية الخاص بك قادرا على إجراء التشخيص بمجرد التحدث معك عن أعراضك. وإذا أصبت بقرحة ولم تتناول مضادات الالتهاب غير الستيرويدية، فمن المحتمل أن يكون السبب هو عدوى الملوية البوابية. ولتأكيد التشخيص، ستحتاج إلى أحد هذه الاختبارات:

  • التنظير.
  • اختبارات الحلزونية البوابية، مثل اختبار التنفس واختبار البراز.
  • اختبارات التصوير.

هل تشفى قرحة المعدة من تلقاء نفسها؟

على الرغم من أن القرحة يمكن أن تلتئم من تلقاء نفسها في بعض الأحيان، فإنه يجب ألا تتجاهل العلامات التحذيرية. فبدون العلاج المناسب، يمكن أن تؤدي القرحة إلى مشاكل صحية خطيرة، مثل:

  • النزيف.
  • ثقب في جدار المعدة.
  • انسداد مخرج المعدة (من التورم أو التندب) الذي يسد الممر من المعدة إلى الأمعاء الدقيقة.

علاج قرحة المعدة

يعالج الأطباء القرحة بالأدوية في أغلب الأحوال، بما في ذلك:

1- "مثبطات مضخة البروتون" (Proton pump inhibitors PPI)

تقلل هذه الأدوية الحمض، مما يسمح للقرحة بالشفاء. وتشمل مثبطات مضخة البروتون أدوية مثل "بريلوسيك" (®Prilosec) و"بريفاسيد" (®Prevacid) و"أسيفيكس" (®Aciphex) و"بروتونيكس" (®Protonix) و"نيكسيوم" (®Nexium).

2- "حاصرات مستقبلات الهيستامين، حاصرات إتش 2" (Histamine receptor blockers H2 blockers)

تقلل هذه الأدوية أيضا من إنتاج الحمض وتشمل "تاغاميت" (®Tagamet) و"بيبسيد" (®Pepcid) و"زانتاك" (®Zantac) و"أكسيد" (®Axid).

3- المضادات الحيوية

تقتل هذه الأدوية البكتيريا، ويستخدمها الأطباء لعلاج جرثومة المعدة.

4- الأدوية الوقائية

مثل الضمادة السائلة، تغطي هذه الأدوية القرحة بطبقة واقية لمنع المزيد من الضرر الناجم عن الأحماض والإنزيمات الهضمية.

ما مدة علاج قرحة المعدة؟

عادة ما يستغرق علاج القرحة عدة أسابيع.

هل يسمح لمريض قرحة المعدة شرب الحليب؟

قد يخفف الحليب مؤقتا من آلام القرحة لأنه يغلف بطانة المعدة. لكن الحليب يتسبب أيضا في زيادة إفراز معدتك للحمض والعصائر الهضمية، مما قد يجعل القرحة أسوأ.

أكل مريض قرحة المعدة

لم يتم إثبات أي أطعمة تؤثر سلبا أو إيجابيا على القرحة، وذلك وفقا لكليفلاند كلينيك. ومع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي مغذي وممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي مفيد لصحتك العامة.

هل يمكن علاج قرحة المعدة بالعسل؟

يجب أن نؤكد أن العسل أو أي غذاء ليس علاجا لقرحة المعدة. استشر الطبيب أولا وآخرا دائما.

غير أنه وفقا لمعطيات بحثية، يحتوي "عسل مانوكا" (Manuka honey) على خصائص مضادة للميكروبات قد تكون مفيدة في علاج القرحة.

إذ تشير مراجعة بحثية من عام 2016 إلى أن عسل مانوكا له تأثيرات مضادة للميكروبات ضد بكتيريا الملوية البوابية. وتشير إلى أن العسل يمكن أن يكون مفيدا في علاج قرحة المعدة.

لا تتناول العسل بوصفه علاجا لقرحة المعدة، استشر طبيبك أولا إذا ما كان العسل قد يفيد في حالتك.

البيض وقرحة المعدة

نعم، يمكن للمصاب بقرحة المعدة أن يتناول البيض، وهذا يشمل جميع الأغذية، وكما أسلفنا لم يتم إثبات أي أطعمة تؤثر سلبا أو إيجابا على القرحة. ومع ذلك، فإن اتباع نظام غذائي مغذي وممارسة التمارين الرياضية والنوم الكافي مفيد لصحتك العامة.

المكونات الغذائية في 100 غرام من العسل

 

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية