المجلس الأعلى للتمييز و الإبداع في الشتات.. جسر لتوحيد الإبداع الفلسطيني في الوطن والشتات

مجلس الشتات يهدف للوصول إلى جميع المبدعين من الفلسطينيين وأصدقاء فلسطين في جميع أنحاء العالم (الجزيرة)

رام الله- عقد الأربعاء المؤتمر التأسيسي الأول للمجلس الأعلى للإبداع والتميز في الشتات، ليكون امتداد المجلس الذي تأسس في فلسطين عام 2013 لاحتضان الرياديين والمبدعين في مشاريعهم، وحلقة الوصل مع المؤسسات التي ترعى الإبداع إقليميا ودوليا ويمثل فلسطين فيها.

وبحسب رئيس المجلس، المهندس عدنان سمارة، فإن مجلس الشتات يهدف للوصول إلى جميع المبدعين من الفلسطينيين وأصدقاء فلسطين في جميع أنحاء العالم، والاستفادة من خبراتهم لنقل التكنولوجيا وتوطينها في فلسطين.

وقال سمارة للجزيرة نت، إن أحد أهداف المجلس منذ تأسيسه هو الاستفادة من فلسطينيين وأصدقاء فلسطين من علماء وخبراء ومستثمرين، وتشبيكهم بالمبدعين وأصحاب المشاريع المتميزة لتبنيها والاستثمار فيها.

وخلال المؤتمر استعرض سمارة عمل المجلس ورؤيته والمشاريع التي عمل على احتضانها في قطاعات الطاقة المتجددة والمياه والزراعة والبيئة والتكنولوجيا المتقدمة والتصنيع.

وأيضا، عرض رياديون قصص نجاحهم، بعضهم عبر تقنية الزووم بعد رفض إسرائيل كمنحهم تصريح دخول لفلسطين، من بينها مشروع الدكتور جويل كويلر من جامعة أيرزونا بالولايات المتحدة، الذي ساهم في بناء وحدة بالشراكة مع جامعة القدس المفتوحة لإنتاج طحالب تساهم في خفض تكلفة إعلاف الحيوانات، وتستخدم أيضا لصناعة الأدوية.

إعلان

وبحسب سمارة، فإن المجلس قدم المساعدة حتى الآن لـ79 مشروعا، إما بدمجها بحضانات المشاريع التي أسسها، أو بدخوله شريكا في هذه المشاريع.

وخلال المؤتمر، بثت كلمة ترحيبية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال خلالها إن الهدف من هذا المجلس هو تجميع الطاقات والخبرات الفلسطينية والعربية والدولية المتراكمة، من خلال إنشاء مجلس يعمل كمنصة يلتقي فيها العلماء في الخارج مع العلماء في أرض الوطن، ليتم تفاعل هذه الطاقات الكبيرة مع بعضها، مما سيحدث قفزة تنموية وإبداعية في شتى المجالات.

وتابع "سنصدر التوجيهات الفورية للحكومة الفلسطينية، والجهات المعنية كافة، لتذليل جميع العقبات التي قد تواجهكم عند تحويل مبادراتكم إلى مشاريع علمية واستثمارية".

لم شمل الإبداع الفلسطيني

ومن الأنشطة التي قام بها المجلس لتسهيل عملية التشبيك، إنشاء شبكة تضم ألفي مبدع ومبدعة من فلسطين، بالإضافة إلى بنائه قاعدة بيانات للعلماء والخبراء الفلسطينيين وأصدقاء فلسطين في الخارج.

هذا التشبيك هو ما يسعى له البروفسور رفيق قرمان لتطوير الخطوة الثالثة من مشروعه العلمي الذي عكف على دراسته وإتمام أبحاثه الأكاديمية على مدار 12 عاما، دون أن يتمكن من تنفيذه بسبب التكلفة المادية العالية.

وفي العام 2020 تعرف البروفسور قرمان على المجلس الأعلى للإبداع، وبعد شرح مشروعه تلقى دعما ماديا لإتمام مرحلة الاختبارات المخبرية في لندن بمنحة قيمتها 80 ألف يورو.

ويتلخص مشروع البروفسور قرمان -الذي يعمل محاضرا في كلية الصيدلة في الجامعة القدس- في تحسين فعالية بعض الأدوية، وخاصة أدوية الأمراض المزمنة والسرطان، إلى جانب تحسين مذاق أدوية لا يتوفر بدائل لها.

وقال البروفسور للجزيرة نت "لولا هذه المنحة لبقي مشروعي بحثا أكاديميا على رفوف المكاتب".

من الأنشطة التي قام بها المجلس لتسهيل عملية التشبيك، إنشاء شبكة تضم ألفي مبدع ومبدعة من فلسطين، بالإضافة إلى بنائه قاعدة بيانات للعلماء والخبراء الفلسطينيين وأصدقاء فلسطين في الخارج

ومع انطلاق المجلس للتميز للشتات، يبدو قرمان أكثر حماسا لعرض مشروعه على مستثمرين في الشتات ليتمكن من تحويله لمنتج دوائي متداول على مستوى العالم.

إعلان

وفي تعليقه على أهمية هذا المجلس، قال رئيس مؤسسة النيزك، عارف الحسيني -وهي المؤسسة التي تعمل منذ سنوات على دعم المشاريع الإبداعية الصغيرة في فلسطين- إن أهمية تشكيل المجلس في الشتات يعد أحد مقومات لم الشمل الفلسطيني في مجال العلوم والتكنولوجيا والإبداع العلمي.

وتابع في حديثه للجزيرة نت "إن هذا المجلس سيوفر ما ينقص منظومة الإبداع والتمييز في فلسطين من الناحية المعرفية، والجرأة في تمويل ليس كمنح وإنما استثمار وشراكة حقيقية، إلى جانب بناء الثقة المحلية بالإبداع الشاب الفلسطيني من خلال إخراج نماذج ناجحة".

واعتبر الحسيني أن هذا المجلس سيوفر خبرات وفرص تشبيك غير مسبوقة للشباب الذين سيكون لديهم القدرة على عرض مشاريعهم أمام مستثمرين في كل العالم.

بث كلمة الرئيس محمود عباس خلال المؤتمر (الجزيرة)

قصة ميسرة

منذ تخرجه في الجامعة، وظف الشاب ميسرة عبد الله (31 عاما) خبراته التعليمية في مجال البرمجة لتحقيق مشروع زراعي حلم به منذ صغره، وهو الذي أحب الأرض والعمل بها من مرافقته لجده الذي قضى حياته مزارعا في أرضه.

المشروع عبارة عن تطوير نظام لري وتسميد المزروعات بشكل آلي، والمميز بالنظام هو قدرته على تحسس احتياج النبتة من المياه والسماد ويقدمه لها بالمقدار المطلوب دون زيادة أو نقصان.

وطوّر عبد الله مشروعه نظريا في العام 2017، ولكنه لم يتمكن من بناء نموذج أولي حتى العام 2019 عندما قادته المصادفة للتعرف على المجلس التمييز الأعلى للإبداع الذي دعم مشروعه ودخل شريكا فيه بنسبة 12%.

واليوم، يتطلع عبد الله لمزيد من الدعم لهذا المشروع من خلال تشكيل إدارة المجلس في الشتات، الذي يمكن أن يوفر له تشبيكا مع خبرات فلسطينية وأصدقاء لفلسطين في الشتات مما يساعده على تطوير المنتج، أو تسويق فكرته لمزارعين في كل العالم.

إعلان

ويقول عبد الله للجزيرة نت "التطور الزراعي في الخارج كبير جدا، وانفتاحي على هذا التطور يمكن أن يصل بمشروعي إلى مرحلة متقدمة".

المصدر : الجزيرة

إعلان