فائز بجائزة نوبل: عدم وضع كمامة كالقيادة وأنت مخمور.. والصحة العالمية تبحث احتمال انتشار كورونا عبر الهواء
تبحث منظمة الصحة العالمية تقريرا أشار إلى أن معلوماتها بشأن فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" تحتاج إلى تحديث، بعد أن قال علماء لصحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن هناك أدلة على أن الفيروس يمكن أن ينتشر من خلال جسيمات صغيرة للغاية عبر الهواء. في وقت رأى فيه رئيس جمعية "رويال سواسييتي" في لندن الحائز جائزة نوبل للكيمياء فينكي رامكريشنان أن رفض وضع الكمامة لمكافحة جائحة كوفيد-19 كالقيادة في حال سكر.
وتقول المنظمة إن مرض كوفيد-19 ينتقل أساسا عبر جسيمات صغيرة من الرذاذ المتطاير الذي يخرج من أنف أو فم الشخص المصاب عبر السعال أو العطس أو الحديث أو الضحك، وتسقط على الأسطح.
وقالت الصحيفة يوم السبت إن 239 عالما في 32 دولة طرحوا الأدلة في رسالة مفتوحة إلى منظمة الصحة العالمية التي تتخذ من جنيف مقرا لها والتي قالوا إنها تبيّن أن الجسيمات التي تخرج مع الزفير يمكن أن تصيب الأشخاص الذين يستنشقونها.
وقالت الصحيفة إن هذه الجسيمات الصغيرة يمكنها أن تعلق في الهواء وقتا أطول، ولذلك فإن العلماء، الذين يعتزمون نشر ما توصلوا إليه في دورية علمية هذا الأسبوع، حثوا المنظمة على تحديث توجيهاتها الإرشادية بشأن المرض.
وقال المتحدث باسم المنظمة طارق جسارفيتش في رد بالبريد الإلكتروني يوم الاثنين على طلب رويترز للحصول على تعليق ”نحن على دراية بالمقال ونبحث محتوياته مع خبرائنا الفنيين“.
محل خلاف
ولا يزال مدى انتقال كورونا عبر الهواء محل خلاف. ومن شأن أي تغيير في تقييم منظمة الصحة العالمية لمخاطر انتقال العدوى أن يؤثر على إرشاداتها الحالية بالتباعد لمسافة لا تقل عن متر.
وقال العلماء إن الهواء يحمل الفيروس وينقل العدوى للإنسان عند استنشاقه سواء حملته قطرات رذاذ كبيرة تنتقل بسرعة في الهواء بعد العطس أو قطرات أصغر كثيرا تطير حتى آخر نقطة داخل غرفة.
لكن الصحيفة نسبت للمنظمة قولها إن الدلائل على أنه يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الهواء ليست مقنعة.
ونقلت نيويورك تايمز عن الرئيسة التقنية للوقاية من العدوى في المنظمة الدكتورة بينيديتا ألجرانزي قولها ”في الشهرين الماضيين على وجه الخصوص أكدنا مرارا أننا نعتبر انتقال العدوى عبر الهواء أمرا ممكنا، لكن ذلك غير مدعوم بأدلة ملموسة أو حتى واضحة".
حالة سكر
ورأى رئيس جمعية "رويال سواسييتي" في لندن الحائز جائزة نوبل للكيمياء فينكي رامكريشنان أن رفض وضع الكمامة لمكافحة جائحة كوفيد-19 كالقيادة في حال سكر.
وأتى كلامه في وقت شدد فيه تقريران جديدان على أن وضع الكمامة يساهم بشكل كبير في لجم انتشار الفيروسات مثل كورونا المستجد.
وقال الثلاثاء في بيان "عندما نضع جميعا الكمامة نحمي بعضنا بعضا وأنفسنا. لم يتم القضاء على الفيروس بعد".
وشدد على أن للكمامة دورا إلى جانب غسل اليدين بشكل متكرر والتباعد الجسدي "لأنه لا حل سحريا" لمكافحة هذا الفيروس.
وأشار باحثون في جامعتي بنسلفانيا وكامبريدج في أحد هذين التقريرين إلى أن الكمامات القماشية تخفض انتشار الرذاذ الفموي بنسبة 50% إلى 100% مقارنة بالكمامات الطبية.
وجاء في التقرير الثاني الصادر عن "رويال سوسييتي" أن ثمة فروقات كبيرة في نسبة وضع الكمامات بين الدول الغنية. ففي نهاية أبريل/نيسان الماضي كانت نسبة الالتزام بوضع الكمامة في بريطانيا 50% في مقابل 83.4% في إيطاليا، و65.8% في الولايات المتحدة، و63.8% في إسبانيا.
وكانت منظمة الصحة العالمية والمراكز الأميركية للوقاية من الأمراض والسيطرة عليها، أصدرت تعليمات محدثة توصي الجميع بوضع الكمامات في الأماكن العامة التي يسجل فيها خطر انتقال عدوى فيروس كورونا.