عقار ياباني فعال ومنطقة حمراء للعزل.. تفاصيل الطريقة الروسية لمحاربة كورونا
عقار ياباني وبرنامج حاسوبي يكشف حجم الضرر الذي يلحق بجسم المصاب، ووحدة خاصة تسمى "المنطقة الحمراء"، هذه بعض المقاربات التي تطبقها روسيا للتعامل مع فيروس كورونا المستجد "سارس كوف 2" المسبب لمرض كوفيد-19، والتي نتعرف عليها بالتفصيل في هذا التقرير.
أعلنت روسيا اليوم الأحد أنها سجلت 9268 إصابة جديدة بفيروس كورونا، مما يرفع مجمل عدد الإصابات إلى 405,843 حالة.
وذكر المسؤولون أن 138 شخصا توفوا في الساعات الأربع والعشرين الماضية جراء مرض كوفيد-19، ليرتفع بذلك إجمالي الوفيات إلى 4693.
ونبدأ مع الدواء الذي ستستخدمه روسيا، إذ صادقت وزارة الصحة على أول دواء مضاد لفيروس كورونا في روسيا، حيث أصدرت تصريحا رسميا يسمح باستخدام عقار "أفيفافير" (Avifavir) لعلاج المصابين بالمرض، واسمه العلمي "فافيبيرفاير" (Favipiravir).
وذكر موقع السجل الحكومي للأدوية في روسيا أن وزارة الصحة وافقت على استخدام دواء "أفيفافير".
ووفقا لموقع "روسيا اليوم"، ينتج عقار "أفيفافير" في إطار مشروع مشترك لصندوق الاستثمارات المباشرة الروسي ومجموعة "خيمرار" لتصنيع الأدوية، بناء على عقار أفيجان (Avigan) الذي بدأ استخدامه في اليابان عام 2014 لعلاج حالات صعبة للإنفلونزا.
وأظهرت اختبارات "أفيفافير" السريرية أمن استخدامه لعلاج فيروس كورونا دون رصد أي آثار جانبية جديدة لم تسجل في وقت سابق.
وبلغت نسبة فعالية هذا العقار أكثر من 80%، مظهرا بالتالي نتائج أفضل مقارنة مع الأدوية الأخرى التي جرى اختبارها في روسيا والخارج، وفقا لما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.
وقال الرئيس التنفيذي لصندوق الاستثمار المباشر الروسي كيريل دميترييف، في بيان في وقت متأخر من يوم السبت ونقلت عنه وكالة بلومبيرغ، إن "أفيفافير ليس فقط أول دواء مضاد للفيروسات تم تسجيله ضد فيروس كورونا في روسيا، ولكنه ربما يكون أيضا أكثر الأدوية الواعدة المضادة لكوفيد-19 في العالم".
ووفقا لدراسة صينية أجريت في مارس/آذار الماضي، فإن أفيفافير كان فعالا بشكل واضح في علاج مرضى فيروس كورونا.
وشملت الدراسة 340 مريضا من مرضى كورونا في الصين. وذكرت صحيفة ديلي ميل البريطانية أن أولئك الذين تلقوا الدواء تعافوا بشكل أسرع وأظهروا تحسنا أفضل في الرئة من أولئك الذين لم يحصلوا على الدواء.
ويعتقد أن أفيفافير يمنع تكاثر فيروس كورونا في الجسم.
وكان أفيفافير فعالا في مساعدة مرضى كورونا على التعافي، ولم يتسبب في أي آثار جانبية واضحة. ولكن بالمقابل -وفق صحيفة ديلي ميل- فإن تجارب أخرى أشارت إلى أن أفيفافير لا يساعد مرضى كورونا الذين يعانون من مرض شديد ومتقدم.
المستشفى رقم 52
وننتقل الآن إلى الخطوط الأمامية، حيث تكافح فرق الرعاية الطبية بالمستشفيات الحكومية الروسية لمحاربة فيروس كورونا، ضمن تدابير وقائية وإجراءات غاية في الدقة، تسعى إلى حصر الوباء الذي تفشى بقوة في البلاد.
وأعادت كل من المستشفيات الحكومية والخاصة في روسيا هيكلة وتنظيم خدماتها في إطار جهود مقاومة كورونا، وذلك منذ بداية ظهور حالات الإصابة بالفيروس.
ويعد مستشفى المدينة رقم 52 أحد أكثر المراكز الطبية نشاطا في تقديم الخدمة بالعاصمة موسكو التي تعد بؤرة للوباء. حيث تم تخصيص بعض الأقسام لعلاج مصابي كورونا، في حين تقدم باقي الأقسام خدماتها لمن يتوجه إليها بسبب أمراض أخرى.
إجراءات خاصة
وتبدأ تدابير الوقاية في المستشفى بمجرد وصول المريض المشتبه في إصابته بكورونا إليها، حيث يستقبله عاملون يرتدون سترات وكمامات وأغطية وجه ونظارات وقفازات واقية.
وفي المرحلة التالية، يتأكد طاقم التمريض إن كان المريض يعاني من سعال أو ضيق تنفس قبل أن يتم فحص قياس ضغط دمه ودرجة حرارته.
وبمجرد تسجيل دخول المريض المستشفى، يتم إجراء بعض الفحوص الطبية المهمة له مثل رسم القلب (قدرة عضلة القلب والجهاز العصبي)، إضافة إلى فحص الدم، واختبار الإصابة بكورونا.
ووفق النتائج، يقوم الأطباء المختصون بتحديد حالة المريض وتوجيهه إلى القسم اللازم داخل المستشفى.
المنطقة الحمراء
وإذا كانت حالة المريض حرجة، يتم نقله إلى وحدة العناية المركزة التي يطلق عليها اسم "المنطقة الحمراء"، وإذا كان يعاني صعوبة في التنفس يتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي.
وتولى أهمية خاصة لضرورة استخدام فرق الرعاية الطبية العاملة في الطوابق التي يتلقى فيها مرضى الفيروس علاجهم، مواد وأدوات وقائية.
فبعد الانتهاء من مهامهم في كل مرة، تقوم الفرق بالاستحمام، كما يعمل طاقم الأطباء والتمريض على تطهير أياديهم دون خلع القفازات بعد خروجهم من غرفة المصابين بالوباء.
وفي مستشفى 52 بالعاصمة موسكو، هناك وحدة خاصة لتطهير كامل الجسم وتعقيمه يستخدمها العاملون بالرعاية الطبية قبل مغادرة وحدة العناية المركزة إلى أي قسم آخر.
وبعد انتهاء فترة العمل، يلقي الفريق أدواتهم الوقائية في صناديق قمامة مخصصة لذلك في الطابق السفلي من المستشفى، قبل أن يتوجهوا إلى استبدال ملابسهم.
صعوبات
وتشير رئيسة الأطباء في المستشفى ماريانا ليسينكو إلى صعوبات واجهوها في البداية، قائلة "المستشفى ليس مخصصا للتعامل مع حالات العدوى مثل إصابات كورونا، لذلك واجه الأطباء بعض الصعوبات في التعامل".
وأشارت ليسينكو، في حديثها للأناضول، إلى أنه تم حل جميع المشكلات حتى الآن، وأن المستشفى أصبح مجهزا بشكل كاف بالمواد والأدوات الوقائية اللازمة.
وقالت "كان لدينا الوقت الكافي للاستعداد لمواجهة الوباء، مقارنة بالصين التي تلقت الضربة بشكل مفاجئ. نحن في وضع أفضل". ولفتت إلى انخفاض أعداد الإصابة بالفيروس بنسبة 20% مقارنة بشهري مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
وذكرت ليسينكو أن المستشفى يضم أكثر من 3 آلاف من العاملين بالمجال الطبي، مشيرة إلى أن قرابة 39 منهم أصيبوا بالفعل بكورونا جراء تعاملهم مع المرضى بشكل مباشر.
وأشارت إلى أن نحو 4 آلاف مصاب خرجوا من المستشفى، وما زال قرابة 600 مريض يتلقون العلاج بينهم 80 بحالة حرجة.
وحول ادعاءات إخفاء أعداد الوفيات بكورونا في روسيا، قالت ليسينكو "يمكن للناس أن يتحدثوا بما لا يعلمون. ولكن تتسم معلوماتنا بالشفافية ويمكن التأكد من صحتها".
وكشفت أنهم بدؤوا تطبيق العلاج بالأجسام المضادة، قائلة "لقد تم استخدام هذه الطريقة في علاج 80 مريضا، وكانت النتائج جيدة للغاية".
وأفادت ليسينكو أن هناك حوالي 30 من طلاب كليات الطب يعملون في المستشفى على مكافحة الفيروس.
برنامج خاص
من جانبه، ذكر طبيب التخدير والعناية المركزة في المستشفى سيرجي تسارينكو أنه تم تطوير برنامج حاسوبي خاص يتعلق بكورونا.
وأضح تسارينكو أن البرنامج يظهر حجم الضرر الذي يسببه الفيروس عن طريق التمييز بين ثلاثة ألوان مختلفة. وأشار إلى أنهم أبلغوا وزارة الصحة بالبرنامج، وبدأت عملية تسجيله.