شركات للأدوية والتكنولوجيا توحد جهودها

يبدو الخط الفاصل بين عمل شركات صناعة الأدوية وشركات التكنولوجيا الحديثة غير واضح بعد أن وحدت هذه الشركات وتلك جهودها لمكافحة الأمراض المزمنة باستخدام أجهزة التكنولوجيا الحديثة التي تجمع بين علوم الأحياء والبرمجيات والمعدات.
وكانت شركتا "غلاكسو سميثكلاين" للأدوية و"ألفابيت" -الشركة الأم لـغوغل– هما الأحدث في تبادل الخبرات، وكشفتا النقاب عن شركة جديدة مشتركة يوم الاثنين اسمها "غالفاني بيو إلكترونيكس" تهدف لتسويق أجهزة إلكترونية حيوية لمكافحة الأمراض عن طريق توصيلها بأعصاب معينة في جسم المريض.
وفكرة ربط جهاز إلكتروني في حجم حبة القمح بطوق حول الأعصاب تبدو وكأنها مأخوذة عن فيلم الخيال العلمي "فانتاستيك فويادج" الذي أنتج عام 1966 وتدور أحداثه حول تصغير غواصة لتعالج إصابة في مخ أحد العلماء.
لكن غلاكسو وألفابيت ليستا وحدهما من تقومان بكسر الحدود الفاصلة بين التكنولوجيا والطب، فهناك شركات أخرى تستخدم التكنولوجيا بأشكال مختلفة في هذا المجال.
فشركة ميدترونك على سبيل المثال تبيع كاميرات في قرص دواء كبديل عن منظار القولون، في حين تعمل شركة بروتوس ديجيتال تكنولوجي مع شركات أدوية على إنتاج أقراص دواء تحتوي على رقائق إلكترونية متناهية الصغر تقيس استخدام الدواء. كما أن صناع أدوية علاج الرئة يتسابقون على إنتاج بخاخات ذكية.
ولجأ الكثير من كبرى شركات الأدوية في العالم لخبراء في التكنولوجيا من شركة ألفابيت، ومنها شركة نوفارتس السويسرية لصناعة الأدوية التي تعمل مع المجموعة الأميركية على صنع عدسات لاصقة ذكية مزودة بجهاز لاستشعار الغلوكوز للمساعدة في مراقبة مرض السكري.
ويقول كريس فام العالم في غلاكسو -الذي عين رئيسا للشركة المشتركة بين غلاكسو وألفابيت- إن الرصد الآني لحالة المريض هو إحدى مزايا الأجهزة الإلكترونية الحيوية. وأضاف "هذا هو جوهر التعاون لأن التكنولوجيا لا تساعد في مراقبة المريض فحسب بل أصبحت أيضا هي العلاج".
لكن ما زال هذا الاتجاه يواجه صعوبات منها الحاجة إلى إجراء تجارب سريرية على البشر تستغرق سنوات لإثبات أن التكنولوجيا الجديدة آمنة وفعالة، ويمكن أن تحقق الفوائد المأمولة.
ويتعين كذلك إقناع الجهات الرقابية مثل إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية بهذه الأساليب الجديدة للعلاج ومتابعة المرضى.