طعام وصيام.. أغذية أفريقية

على موائد المسلمين الأفارقة خلال شهر رمضانأطباق تعد الأقرب إلى قلوب الصائمين ممن يفضلون تناول وجبات دخلت ضمن تقاليدهم في هذه الفترة من كلّ عام، وفيها خصوصية تروي تفاصيل ملفتة عن كلّ شعب أو بلد.
ويظل "حساء الدخن" الطبق الرمضاني المشترك بين دول القارة السمراء، مع اختلاف اللمسات النهائية من بلد لآخر.
ففي كلّ من مالي وكوت ديفوار والكاميرون وغينيا كوناكري يعد هذا الطبق الشهير المتكوّن من دقيق الدخن (نوع من الحبوب)، غير المكلف والغني بالألياف والبروتينات الطبيعية، المفضّل لدى مسلمي جميع هذه البلدان دون استثناء.
وينظر الأفارقة إلى حساء الدخن بوصفه وجبة كاملة من حيث المكوّنات الغذائية؛ نظراً لاحتوائه على البروتين بنسبة 11%، أي ما يفوق القمح، علاوة على فيتامين "ب" وحامض الفوليك والكالسيوم والحديد والبوتاسيوم والمغنيسيوم والزنك، بحسب خبيرة التغذية الكاميرونية هوا هادجيدا.
وقالت هادجيدا إن حساء الدخن يمكّن من الحصول على نحو ثلاثة أرباع السعرات الحرارية اليومية أثناء الصيام.
وفي النيجر، لا تخلو مائدة خلال شهر رمضان من طبق "الكوبتو"، أو ما يصطلح على تسميته في لغتي "الهوسا" و"الدجيرما" المحليتين "دبيغاندا"، وهو طبق يتكوّن في الأساس من أوراق نبتة المورينغا المحبّذة لسكان البلاد، ويعدّ الوجبة الرئيسية للصائمين، ويتكون الطبق من أوراق المورينغا المطبوخة مع صلصة الفلفل والطماطم الطازجة.
أمّا في السنغال، فإن مائدة رمضان لا تخلو أبداً من طبق "تيبو دجين" أو الأرز بالسمك، وهو طعام يتناوله الصائم مباشرة عقب وجبة خفيفة تتألّف من التمر والخبز مع الزبدة والقهوة والحليب الساخن.

بامية
وعلاوة على السمك، يحبّ السنغاليون أيضا تحضير الأرز باللحم أو الدجاج، أو تقديمه مع صلصة "ياسا" (صلصة البصل) أو "مافيه" (صلصة الفول السوداني).
وفي ساحل العاج، يفطر الصائمون على الشاي أو حساء الدخن من كعك معدّ من دقيق الدخن والفاصولياّ، وبعد الفراغ من أداء الصلاة يتناولون الطبق الرئيسي المكون من "تو"، وهي عجينة مصنوعة من دقيق الدخن والذرة الرفيعة والذرة والمانيوك، أو من كل هذا الخليط المطبوخ مع الماء ويقدم مع الصلصة والخضراوات واللحوم أو الدجاج.
وإضافة إلى ما تقدّم، يقبل العديد من مسلمي ساحل العاج أيضاً على تناول "الفوتو"، وهو عبارة عن طبق يحضّر اعتماداً على موز الجنة أو معجنات المانيوك.
وفي الكاميرون، يفطر الصائمون على حساء الدخن عند أذان المغرب، ومن ثم تقدم الوجبة الرئيسية التي تتكون عادة من "الأتيكيه" أو الأرز مع صلصة الطماطم مع البامية.