النقرس قد يقود للفشل الكلوي

يختبئ النقرس وراء آلام المفاصل الحادة المفاجئة، وإذا لم يعالج فقد تتفاقم الآلام وتصل إلى حد الإصابة بالفشل الكلوي، ولكن يمكن السيطرة عليه تجنب مخاطره الجسيمة عبر تعديل النظام الغذائي وتعاطي بعض الأدوية.
وأشار ممارس العلاج الطبيعي رينيه غريبر إلى أنه يمكن الاستدلال على الإصابة بالنقرس مبكرا عبر زيادة مستوى حمض اليوريك في الدم، أما آلام المفاصل فقد تظهر عند بلوغ عمر ثلاثين عاما، وعادة ما تصيب آلام النقرس الحادة إصبع القدم الكبير أو الركبة أو أصابع اليد التي قد تصاب بالتورم والاحمرار أيضا.
وأوضح الطبيب الألماني كروغر أن النقرس يصيب المناطق اللينة أيضا مثل غضروف الأذن، إذ تترسب بلورات تحت الجلد وتشكل عقدا صغيرة ذات بقع بيضاء، أما لو ترسبت البلورات في الكلى فإنها تتسبب في نشوء حصى الكلى.

نوبة
وقال الصيدلاني فيستهاوس إن أول نوبة للنقرس غالبا ما تكون ليلا، وقد تستغرق ساعات أو حتى أياما، وقد يستغرق الأمر شهورا أو سنوات حتى تحدث النوبة التالية، وقد تحد نوبات النقرس المتكررة من القدرة على الحركة في الأصابع مثلا أو الركبة.
وأردف كروغر أن الرجال وكبار السن -الذين تتراوح أعمارهم بين أربعين وستين عاما- يمثلون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بالنقرس، بالإضافة إلى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن وارتفاع الكولسترول، وكذلك مرضى السكري وارتفاع ضغط الدم.
وأشار كروغر إلى أن نحو 99% من حالات الإصابة بالنقرس ترجع إلى العامل الوراثي. وأضاف غريبر أن زيادة إفراز حمض اليوريك قد ترجع أيضا إلى بعض الأدوية أو العلاج الكيميائي.
من جهته، قال فيستهاوس إن النقرس قد ينجم أيضا عن الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، مثل الأورام أو سرطان الدم، إذ تتعرض خلايا الجسم للاضمحلال بكثافة، مما قد يؤدي إلى تكون بلورات حمض اليوريك في الكلى على سبيل المثال.

عوامل الخطورة
وعن عوامل الخطورة المؤدية للنقرس، أوضح كروغر أن بعض العادات الغذائية تتسبب في زيادة نسبة حمض اليوريك في الجسم، مثل الإكثار من الخمر خاصة البيرة، والوجبات الدسمة مثل اللحوم والنقانق والكلى والكبد، بالإضافة إلى بعض أنواع الأسماك مثل السلمون والرنجة وبلح البحر، بالإضافة إلى المشروبات الغازية والعصائر، كما أن السمنة ونقص الحركة يعززان فرص الإصابة بالنقرس.
لذا شدد كروغر على ضرورة خفض نسبة حمض اليوريك في الجسم، وتجنب العادات الغذائية والسلوكيات الحياتية الخاطئة، بالإضافة إلى البدء المبكر في العلاج، كما أن إنقاص الوزن يسهم في التخلص من نوبات الآلام، ومن المهم أيضا تناول لترين من الماء أو السوائل على الأقل يوميا.