أهمية الكشف المبكر عن الأورام اللمفاوية لدى الأطفال
أكد أطباء مختصون في مؤسسة حمد الطبية في قطر على ضرورة الكشف المبكر عن الأورام اللمفاوية لدى الأطفال وسرعة معالجتها، وجاء هذا التأكيد متزامنا مع الفعاليات التوعوية التي تقام في مختلف أنحاء العالم بمناسبة اليوم العالمي للأورام اللمفاوية.
وقال استشاري أول ورئيس قسم أمراض الدم والأورام السرطانية للأطفال في مستشفى حمد العام الدكتور عبد الله الناصر -في بيان صادر عن مؤسسة حمد الطبية حصلت الجزيرة نت على نسخة منه- إن الأورام اللمفاوية ثالث أكثر الأمراض السرطانية انتشارا بين الأطفال، إذ أصيب بهذه الأورام حوالي 15 مليون طفل في مختلف أنحاء العالم.
وأضاف الناصر أن نسبة أعداد الناجين من هذه الأورام بين الأطفال تعد الأفضل مقارنة بنسبة الناجين بين البالغين، ولذلك فإن من الضروري الكشف المبكر عن الأورام اللمفاوية ومعالجتها قبل أن تستفحل وتصبح بحاجة للكثير من الإجراءات العلاجية لاستئصالها والتقليل من مخاطر عودتها للظهور مرة أخرى.
الأورام اللمفاوية مرض سرطاني يصيب بعض خلايا الجهاز المناعي، وقد تنشأ الخلايا السرطانية في النخاع العظمي أو في العقد اللمفاوية أو الطحال أو اللوزتين أو الغدة الزعترية أو أية أنسجة لمفاوية أخرى إضافة إلى الأوعية اللمفاوية التي تصل بينها |
مرض سرطاني
والأورام اللمفاوية مرض سرطاني يصيب بعض خلايا الجهاز المناعي، وقد تنشأ الخلايا السرطانية في النخاع العظمي أو في العقد اللمفاوية أو الطحال أو اللوزتين أو الغدة الزعترية أو أية أنسجة لمفاوية أخرى، إضافة إلى الأوعية اللمفاوية التي تصل بينها. وهناك نوعان من سرطان الغدد اللمفاوية: أورام هودجكين، وأورام غير هودجكين، ويتم تحديد نوع الأورام من خلال الفحص المخبري للخلايا غير الطبيعية التي يتم التعرف عليها في الخزعة المستخلصة من أنسجة المريض.
وفي تعليق له على أنواع الأورام السرطانية التي تم تشخيصها لدى الأطفال بالمستشفى، قال استشاري أمراض الدم والأورام السرطانية للأطفال في مستشفى حمد العام الدكتور محمد قيس الدين إنه من بين مخلف الأمراض السرطانية التي يتم تشخيصها بين الأطفال في مستشفى حمد العام تشكل حالات الأورام اللمفاوية حوالي 10% من مجموع هذه الأمراض، إذ تتساوى أعداد المصابين بكلا النوعين من الأورام اللمفاوية.
وينصح الدكتور محمد قيس الدين الوالدين بمراجعة أخصائيي الأورام السرطانية في قسم طب الأطفال بمستشفى حمد العام فور ملاحظتهما أيا من الأعراض المتصلة بالأورام اللمفاوية على أطفالهما التي منها التورم غير الطبيعي في منطقة الرقبة أو تحت الإبط أو الفخذ، وانخفاض الوزن، وارتفاع درجة حرارة الجسم، والتعرق أثناء الليل، والضعف العام، والآلام الصدرية وصعوبة التنفس، والتورم في منطقة البطن، ومن الأعراض الرئيسية للمرحلة المتقدمة لمرض السرطان اللمفاوي الارتفاع الكبير في درجة حرارة الجسم والانخفاض الملحوظ في الوزن.
د. قيس الدين: تقتضي بروتوكولات المعالجة الطبية لمرضى السرطان في مؤسسة حمد الطبية استخدام أكثر أساليب التشخيص تطورا في العالم والمتمثلة في المسح بالانبعاث البوزيتروني الطموغرافي للتحقق من وجود أية خلايا سرطانية متبقية في جسم المريض بعد العلاج الكيميائي لأورام هودجكين اللمفاوية |
العلاج الكيميائي
ويضيف الدكتور محمد قيس الدين إن علاج كلا النوعين من الأورام يعتمد على العلاج الكيميائي، ويتماثل 90 إلى 95% من مرضى أورام هودجكين اللمفاوية للشفاء بعد العلاج الكيميائي إذا تم اكتشاف المرض ومعالجته في مرحلة مبكرة، في حين يتماثل 80 إلى 85% من هؤلاء المرضى للشفاء بالعلاج الكيميائي إذا تم اكتشاف المرض ومعالجته في مرحلة متقدمة، غير أن المعالجة في هذه المرحلة تتطلب علاجا كيميائيًا مكثفا، وربما تتطلب علاجا إشعاعيا.
وفي المقابل يتماثل من 90 إلى 100% من مرضى أورام غير هودجكين اللمفاوية للشفاء بعد العلاج الكيميائي إذا تم اكتشاف المرض ومعالجته في مرحلة مبكرة، في حين يتماثل من 70 إلى 90% من هؤلاء المرضى إلى الشفاء بالعلاج الكيميائي إذا تم اكتشاف المرض ومعالجته في مرحلة متقدمة، علما أن العلاج الإشعاعي لا يستخدم في معالجة هذا النوع من الأورام، ويرجع السبب في انخفاض نسبة الشفاء من النوع الثاني من الأورام إلى سرعة تطوره وانتشاره في الجسم.
وفي إشارة إلى الأساليب العلاجية المتبعة في المؤسسة، قال الدكتور محمد قيس الدين إنه تقتضي بروتوكولات المعالجة الطبية لمرضى السرطان في مؤسسة حمد الطبية استخدام أكثر أساليب التشخيص تطورا في العالم والمتمثلة في المسح بالانبعاث البوزيتروني الطموغرافي للتحقق من وجود أية خلايا سرطانية متبقية في جسم المريض بعد العلاج الكيميائي لأورام هودجكين اللمفاوية.
وأضاف الدكتور أنه في حالة وجود مثل هذه الخلايا يتم استكمال عملية المعالجة بالعلاج الإشعاعي إذا اقتضت الضرورة ذلك، علما بأن الهدف من هذا المسح هو تجنب اللجوء إلى العلاج الإشعاعي الذي يترتب عليه بعض المضاعفات والآثار الجانبية مثل انخفاض معدل النمو العظمي لدى الطفل المريض، كما يزيد العلاج الإشعاعي على المدى البعيد من مخاطر الإصابة بأورام سرطانية ثانوية.