جهود ببريطانيا لتقليل التلوث وإجراءات أوروبية ضدها

محمد أمين-لندن
تحرص بريطانيا على تخفيض نسبة التلوث بالبيئة، وتعمد إلى تشجيع استعمال وسائل النقل الصديقة للبيئة كالدراجات الهوائية والسيارات التي تعمل بالطاقة المتجددة، وتحث الناس على استعمال وسائل النقل العام للتقليل من أثر المركبات على البيئة.
ورغم هذه الإجراءات فإن الناس في بريطانيا يتعرضون لكميات غير قانونية من الملوثات بحسب المفوضية الأوروبية التي حركت إجراءات قانونية ضد الحكومة البريطانية لفشلها بتقليل انبعاثات النيتروجين، في وقت لامت الحكومة البريطانية المفوضية الأوروبية التي اتخذت إجراءات قانونية ضد لندن نتيجة الإخفاق في خفض نسب النيتروجين في الهواء، واعتبرت وزارة البيئة البريطانية إجراءات الاتحاد الأوروبي في مجال تخفيض الانبعاثات السامة من المركبات غير ناجحة.
وقال محمد الأمين -الطبيب المهتم بطب السموم- إن المفوضية الأوروبية كانت قد حركت إجراءات قانونية في فبراير/شباط الماضي في مواجهة الحكومة البريطانية لفشلها في الالتزام بالتقليل من انبعاثات النيتروجين، شارحا أن ثاني أكسيد النيتروجين هو من أهم الملوثات الموجودة بالهواء، وأن محطات الطاقة الحرارية والمحركات الداخلية للسيارات -التي يحدث فيها عملية احتراق الوقود مع الهواء- هي من أكبر مصادره.

الضوضاء والأمراض
وقال الأمين -في حديث للجزيرة نت- إن هناك عددا من الدراسات أشارت إلى وجود رابط بين السكن قريبا من الشوارع العامة المليئة بالضوضاء والسيارات وبين كثير من الأمراض، ولفت الأمين إلى دراسات للبروفيسور ديفد نيوبي الخبير البريطاني بأمراض القلب والتي أكد فيها هذه الصلة بين التلوث وأمراض القلب، مشيرا إلى أن منظمة الصحة العالمية قالت في مارس/آذار الماضي إن واحدة من كل ثماني وفيات بالعالم لها علاقة بالتلوث.
من جهته قال البرفيسور أمين الحبايبة -أستاذ الأنظمة الهندسية الذكية في جامعة نوتنغهام ترنت، والذي يقود مجموعة "ISBET" للبحوث المبتكرة والمستدامة للبيئة- إن موضوع العلاقة بين التلوث الناتج عن السيارات والصحة قد يكون أكثر تعقيدا وتدخل فيه عوامل إحصائية وافتراضات علمية.
وأوضح الحبايبة -في حوار مع الجزيرة نت- أن جودة الهواء تقاس باستمرار في بريطانيا خاصة في المدن والمناطق الصناعية وعلى جوانب الطرقات، وبيّن أن هنالك هيئة رسمية مكونة من عدة خبراء تابعة لوزارة البيئة والغذاء البريطانية من أهدافها توفير التقارير عن جودة الهواء في بريطانيا.
وفي تقرير لها أشارت هيئة جودة الهواء أن ازدياد نسبة أكسيد النيتروجين في بعض المناطق قد يكون نتيجة لازدياد عدد السيارات التي تعمل بوقود الديزل، وأن بعض المدن قد لا تستطيع أن تحقق هدفها المنشود في تقليل نسبة التلوث بأكسيد النيتروجين للمستوى المنشود في الوقت المطلوب.

النقل العام
وأشار الحبايبة إلى أن معظم المدن البريطانية تشجع على استخدام وسائل النقل العام والسيارات والقطارات الكهربائية بالإضافة ٍإلى الدراجات الهوائية لتحسين الصحة وتقليل التلوث، وأن كثيرا من الناس في بريطاينا يستعملون هذه الوسائل حرصا على تقليل التلوث.
وقال إن الهواء في بريطانيا بين عامي 1995 و2005 قد تحسن بشكل كبير نتيجة القوانين المحلية والأوروبية لتنظيم انبعاث الملوثات من عوادم السيارات والتشجيع على السيارات الصديقة للبيئة، وإنه على الرغم من الزيادة في المسافة المقطوعة لإجمالي السيارات بما يقارب 16% فإنه حدث نقص بانبعاث الملوثات بشكل عام ما بين 25% و80% بحسب نوع الغاز أو الملوث.
وكانت وزارة البيئة والغذاء البريطانية أكدت في تقرير لها عام 2013 على انخفاض نسبة التلوث بشكل عام منذ عام 1970 وحتى عام 2012 بشكل منتظم، وأن معظم مصادر التلوث في بريطانيا تصدر من محطات الطاقة والمصانع ووسائل النقل، بالإضافة إلى المباني التجارية والسكنية.