السكر البني.. "الخديعة"

د. أسامة أبو الرب

لو كان للسكر البني أن يرتبط باسم أو وصف آخر لكان "الخديعة"، إذ يتناوله الكثيرون معتقدين أنه صحي أكثر من السكر الأبيض "المضر"، ولذلك فإن البعض قد يتفاخر بأنه لا يستعمل إلا السكر البني.

لكن الحقيقة المرَّة هنا أن الأمر لا يدعو أبدا إلى الفخر، فالسكر البني ليس صحيا أكثر من الأبيض، بل إن القناعة الخاطئة بأنه مفيد لصحتك قد تدفعك لتناول المزيد منه والحصول على مزيد من أضراره.

قد تكون من أولئك الذين يعتقدون أن السكر البني هو سكر قصب خام أو غير معالج أو غير مكرر، ولذلك فقد تحسبه أفضل لصحتك مقارنة بالسكر الأبيض، ولكن نظرة سريعة إلى خطوات تصنيع السكر البني ستكشف لك أنك مخطئ.

ففي عملية استخراج السكر (سكر المائدة أو السكروز) من قصب السكر، فإن المنتج الخام يكون سكرا بني اللون لاحتوائه على دبس السكر، ثم يعالج ويكرر للحصول على السكر الأبيض، كما يستخرج دبس السكر كناتج منفصل أيضا.

أما السكر البني -الذي نشتريه من الأسواق ونتناوله- فهو سكر أبيض معالج أضيف إليه دبس السكر للحصول على منتج ذي قوام متجانس في التركيب واللون، ومن ثم فهو سكر مكرر أضيف إليه الدبس، والسكر الخام غير المعالج لا يكون بهي الشكل ولا شهي الطعم كالسكر البني المباع في المتاجر.
مع أن السكر البني يحتوي على كمية ضئيلة من المعادن بسبب احتوائه على دبس السكر، فإن هذا لا يجعله إطلاقا مفيدا أو صحيا، كما لا يحوله إلى غذاء أقل ضررا من السكر الأبيض.
تشمل الادعاءات غير الصحيحة وغير الصحية عن السكر البني الأمور التالية:
  • يحتوي على الألياف، فاللون البني ناجم عن دبس السكر ولا يعني أبدا احتواءه على النخالة أو الألياف الغذائية، وليس كل ما هو بني أو أسمر مفيدا، فالتبغ أيضا بني اللون!
  • خضع لعملية تكرير أقل، فالسكر البني سكر أبيض مكرر أضيف إليه دبس السكر، ولهذا فهو ليس أقل تكريرا أو معالجة.
  • لا يرفع السكر في الدم لدى مرضى السكري، والحقيقة هي أنه لا يختلف بتاتا عن السكر الأبيض.
  • مناسب لتخفيف الوزن، ولعل ثبات مؤشر الميزان أو تحركه إلى الأعلى يفسر هذه النقطة تماما.
  • يحتوي على سعرات حرارية أقل، والواقع أنه سكر أبيض أضيف إليه الدبس، فكيف له أن يحتوي على سعرات أقل؟!
إلى جانب ذلك فإن السكر البني أيضا:
  • لا يحسّن الهضم ولا يزيد إنتاج خلايا الدم.
  • لا يساعد على تخفيف آلام الحيض أو اضطراباته.
  • ليس مفيدا للجلد ولن يعيدك شابا.
  • لا يعالج الزكام ونزلات البرد.

للسكر البني نفس أضرار السكر الأبيض:

تنطبق هذه الأضرار على السكر بأنواعه، سواء كان سكرا أبيض أو سكرا أبيض أضيف إليه دبس السكر فأضحى بنيا، أو سكرا خاما لونه بني (أي سكر قصب خام أو غير معالج أو غير مكرر)، فالسكر مضر بالأسنان، وقد يسبب لك الحصول على سعرات حرارية فارغة بغض النظر عن لونه.

المصدر : الجزيرة + مواقع إلكترونية