هل أنتِ مكتئبة؟
صمم علماء من معهد ماكس بلانك ببرلين اختبارا سريعا هدفه معرفة ما إذا كانت المرأة مصابة بالاكتئاب أم لا، وذلك عبر أربعة أسئلة، فإذا سجلت المرأة أربع إجابات ﺑـ"نعم" فهذا يعني أن عليها إجراء زيارة طارئة وضرورية للطبيب المختص أو المعالج النفسي.
وتشمل أعراض الاكتئاب الشعور بالحزن والضياع والإرهاق والسلبية وغيرها، ويمثل مشكلة عالمية. ففي ألمانيا مثلا تعاني امرأة من أصل أربع ورجل من أصل ثمانية من مرض الاكتئاب في إحدى مراحل حياتهم، وذلك وفقا لمعهد روبرت كوخ. وتنتهي حوالي 9000 حالة من حالات الاكتئاب سنويا بالانتحار. وحسب إحصائيات رسمية يشكل الاكتئاب في ألمانيا السبب الثاني للوفاة بعد حوادث السير في الفئة العمرية الواقعة بين 15 و35 سنة. وغالبا ما يمكن تجنب هذا المصير المؤلم إذا ما تمّ تقديم المساعدة لمرضى الاكتئاب بشكل مبكر على أيدي جهات متخصصة.
ووضعت على شبكة الإنترنت العديد من الاختبارات للكشف عن حالات الاكتئاب، وفي الغالب تتكون هذه الاختبارات من عشرين سؤالا صممت وفقا لمدرسة نفسية معتمدة على مقياس بيك للاكتئاب (BDI). ويهدف هذا المقياس إلى الكشف عن حدة الاكتئاب اعتبارا من سن 13، حيث تتناول الأسئلة حدوث عدد من الأعراض خلال الأسبوعين الأخيرين: حزن، سلبية، شعور بالفشل، فقدان الشعور بالفرح، الشعور بالذنب، نكران الذات، أفكار انتحارية، الأرق، التهيج السريع، عدم المبالاة، العجز على اتخاذ القرار، إرهاق، فقدان الرغبة الجنسية. أما احتمالات الأجوبة فهي أربعة تتراوح بين "دائما" و"أبدا". وفي نهاية الاختبار يتمكن المرء من تشكيل صورة عامة عن اكتئابه. وإذا كانت النتائج تشير إلى إصابة محتملة بالاكتئاب، فإنه ينصح باستشارة الطبيب أو الخبير النفسي.
أربعة أسئلة
وصمم معهد ماكس بلانك في برلين اختبارا سريعا يتكون من أربعة أسئلة يسألها الطبيب العام لتشخيص حالة الاكتئاب. وتوضح مسؤولة الدراسة ميريام جيني أن الاختبار يشمل أسئلة بسيطة وسهلة الفهم:
-
هل زادت مرات بكائكِ في هذا الأسبوع عن السابق؟
-
هل خاب أملكِ في نفسك أو كرهت ذاتك خلال هذا الأسبوع؟
-
هل شعرتِ باليأس من المستقبل في هذا الأسبوع؟
-
هل شعرتِ بكونك فاشلة هذا الأسبوع؟
وفي حالة الإجابة على كافة الأسئلة السابقة ﺑـ"نعم"، يجب على الطبيب العام تحويل المريض إلى عيادة مختصة. وتوضح جيني أن أسئلة الاختبار جاءت مقتضبة لكي تراعي ضيق الوقت الذي يعاني منه عادة الطبيب العام، إذ من المهم طرح الطبيب لبعض الأسئلة السريعة وخاصة في حالات الطوارئ.
ولأن هذا الاختبار السريع قد طور اعتمادا على دراسة أجريت على 1300 امرأة تتراوح أعمارهن بين 18 و25 سنة، فإن استخدامه يقتصر على فئة النساء فقط. أما بالنسبة للرجال، فتشير جيني إلى أنه يجب تعديل الأسئلة وخاصة تلك المتعلقة بالبكاء، لما قد يسببه من "إحراج" بالنسبة للرجال.
وبطبيعة الحال، لا يمكن لاختبار سريع تقديم تشخيص دقيق عن الحالة، لذا يشدد معدوه على زيارة الطبيب أو المعالج النفسي. لكن ذلك لا يمنع الموظفين في قطاع التدريس ممن لم يحصلوا على تدريب في مجال الطب النفسي، والمسؤولين في الجيش من التعرف على حالات الاكتئاب واتخاذ الخطوات المناسبة لمساعدة المصابين به.