لقاح واعد للوقاية من مرض التهاب السحايا

أعلن علماء أوروبيون أمس أنهم جربوا بنجاح لقاحا, طورته مؤسسة نوفارتيس السويسرية, على 150 رضيعا أكدت فحوص الدم المخبرية التي أجريت لهم أنه وفر لهم الوقاية من الإصابة بثلاث سلالات "ممثلة" لمرض التهاب السحايا وبنسبة تفوق 85%.
واعتبرت صحيفة ذي إندبندنت التي أوردت الخبر هذا التطور الأهم في هذا المجال في العقد الأخير إذ قد يقضي تماما على هذا الوباء البكتيري المدمر في بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى.
وكان لقاح التهاب السحايا من فئة C الذي بدأ استعماله في العام 1999 ولقاح هيب Hib الذي يستخدم منذ العام 1992 قد قلصا أسباب الإصابة بهذا المرض بنسبة تزيد على 90%.
لكن أهمية اللقاح الجديد تكمن في كونه ربما ينجح في حماية الإنسان تماما من الإصابة بالفئة B من التهاب السحايا, خاصة أن كل جهود البحث في هذا المرض كانت منصبة على محاولة إنتاج لقاح لهذه الفئة بالذات.
وقد مثل تطوير لقاح فعال للفئة B تحديا أكبر من الفئات الأخرى بسبب العدد الكبير لسلالاته المنتشرة في أوروبا وعبر العالم.
ويحتوي اللقاح الجديد على "مستضدات" متعددة وهي عبارة عن بروتينات بكتيرية صممت للتصدي للسلالات المختلفة تم تطويرها من خلال دراسة 85 سلالة من الفئة B من التهاب السحايا.
وتعيش جرثومة التهاب السحايا بصورة غير مؤذية داخل أنف أو حلق واحد من كل عشرة أشخاص, لكن لأسباب لم يتم التعرف عليها بعد, يمكنها أن تثور وتتحول إلى مرض مهدد للحياة يسبب التهابا في الغشاء المحيط بالدماغ ويؤدي إلى الموت خلال ساعات.
الصحيفة ذكرت أن أجيالا من الآباء والأمهات عاشوا مع هاجس الخوف على أولادهم من هذا الوباء لأنه يصيب عادة الأصغر سنا ويهجم بسرعة وعنف شديدين ويفتك بواحد من كل عشرة أشخاص يصيبهم, وأكثر الذين لا يودي بحياتهم يترك لديهم إعاقات دائمة كالصمم والمشاكل العصبية وفقدان بعض الأصابع أو ربما الأطراف.
وكانت نيوزيلندا وكوبا قد طورتا لقاحات ضد هذه الفئة إلا أنها لا تحمي إلا من السلالات الموجودة في البلدين المذكورين.