تقرير أممي يحذر من إهمال رعاية أطفال الإيدز
تامر أبوالعينين-جنيف
رصد تقرير أممي صورة مأساوية للأطفال المصابين بمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) في العالم، وحذر من إهمال أوضاعهم، ذلك في تقييم السنة الأولى من أعمال مشروع "معا من أجل الأطفال، معا ضد الإيدز" الذي شاركت فيه عشر منظمات أممية، وأعدته منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) وبرنامج الأمم المتحدة لمواجهة الإيدز.
ويقول التقرير الصادر اليوم وحصلت الجزيرة نت على نسخة منه، إن هناك ما لا يقل عن 2.3 مليون طفل تقل أعمارهم عن 15 عاما مصابون بفيروس نقص المناعة، وحوالي 15.2 مليون ممن تقل أعمارهم عن 18 عاما فقدوا إما أحد الأبوين أو كلاهما نتيجة الإصابة بالمرض، ومليون آخر معرضون للإصابة بالمرض.
وقد وجد خبراء الأمم المتحدة أن معاناة أطفال الأيدز تتلخص في الفقر المدقع والتشرد وضياع فرص التعليم والقمع والحرمان من أدنى مقومات الحياة مما يؤدي إلى الوفيات المبكرة بينهم.
إيجابيات محدودة
في المقابل يعترف التقرير بوجود بعض الخطوات الإيجابية تتمثل في ارتفاع عدد الأطفال المرضى الذي تمكنت المنظمات الدولية من توفير الأدوية المناسبة لهم، سيما في دول أفريقيا جنوب الصحراء.
كما دعمت المنظمات غير الحكومية بالتعاون مع الأمم المتحدة خطوات بعض شركات الأدوية لخفض أسعار العلاج المتاح كي تتناسب مع مستويات المعيشة المتدنية في تلك الدول.
وظهر ذلك أيضا في ارتفاع نسبة السيدات الحوامل المريضات بالأيدز وتمكن من الحصول على علاج ضد الفيروس قبل الوضع، فكانت في أوكرانيا 90%، والأرجنتين 87% وجاميكا 86% وروسيا 84% والبرازيل 48% وتايلندا 46%.
ويقول داميان بيروسنا من يونيسف للجزيرة نت إن هناك حاجة ماسة لنشر المزيد من الوعي بين الشباب والمراهقين بخطورة هذا المرض وكيفية الوقاية منه.
وأشار إلى أن الإحصائيات تؤكد على أن 23% فقط من الفتيات و31% من الشباب في المرحلة العمرية ما بين 15 و 24 عاما في دول أفريقيا جنوب الصحراء هم فقط الذين يعرفون كيف يحافظون على أنفسهم من هذا الفيروس، رغم انتشار المرض هناك بشكل واضح للعيان.
وتبقى نسبة الخطورة قائمة -وفقا للتقرير- في بعض الدول الأفريقية، لاسيما بين الفتيات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و 25 عاما، إذ تعاني نسبة كبيرة منهن من نقص في إدراك خطورة المرض وعواقبه.
الإيدز عربيا
عربيا، رصد التقرير وجود عدد من السيدات الحوامل مصابات بالفيروس في عام 2005، كانت عددهن في الجزائر والمغرب أقل من خمسمائة حالة لكل منهما، وفي البحرين والأردن ولبنان أقل من مائة في كل بلد، وتونس أقل من مائتين، ثم ترتفع في موريتانيا لتصل إلى ألف حالة، ثم 4400 حالة في الصومال، والسودان 23000 حالة.
أما أعلى دولتين في العالم في عدد السيدات الحوامل المصابات بالفيروس فهما كينيا بحوالي نصف مليون إمرأة وجنوب أفريقيا بربع مليون سيدة.
وأوصى التقرير بالتعاون الدولي لتوفير الأدوية لجميع المرضى والمصابين، ونشر حملات التوعية في المناطق التي ينتشر فيها الإهمال الجسيم بخطورة هذا الفيروس، على أن تكون في أكثر من مكان في المدرسة والأسرة وفي القرى وبين البسطاء من الناس وأن تكون مرتبطة بعاداتهم وتقاليدهم حتى لا ينفروا من التعاون مع المنظمات الدولية.
وكان مشروع "معا من أجل الأطفال، معا ضد الإيدز" قد انطلق في أكتوبر/تشرين الأول 2005 بهدف وضع ما وصفه بـ"الوجه المفقود لأطفال الإيدز في صدارة اهتمامات المشتغلين في مجال مكافحة هذا المرض".