ارتباط التصلب الضموري بالخدمة العسكرية بحرب الخليج الأولى
مازن النجار
وجد باحثون أميركيون أن مخاطر نشوء مرض التصلب العضلي الضموري (ALS)، المعروف أيضا بمرض "لو غيريغ" Lou Gehrig، لدى المحاربين القدامى في حرب الخليج (1990-1991)، هي ضعف المخاطر لدى غيرهم من عموم السكان.
والمعلوم أن التصلب العضلي الضموري هو مرض عطب عصبي تصاعدي يؤدي للوفاة، ويستفحل تدريجيا في الخلايا العصبية الحركية للدماغ والحبل الشوكي التي تسيطر على حركة الإنسان.
ومع مرور الوقت يصبح المشي والأكل والكلام والتنفس أكثر صعوبة لدى المصابين بهذا المرض المهلك وينتهون إلى الشلل التام. ويتراوح عدد المصابين به في الولايات المتحدة وحدها بين 20 و30 ألف شخص.
وقد أجرى الدراسة فريق بحث من معهد الطب (IOM) بالولايات المتحدة، بقيادة د. ريتشارد جونسون، وقد تناول الباحثون ما صدر من أبحاث حول هذا المرض بالمراجعة والتقييم. وعرضتها صحيفة مديكال نيوز توديه.
الخدمة العسكرية
ووفقا للدكتور جونسون يبدو ارتباط التصلب العضلي الضموري بجنود حرب الخليج قويا جدا. وبشكل عام يظهر أن احتمال نشوء المرض لدى أي جندي -يوما ما- أعلى منه لدى الذين لم ينخرطوا في الحياة العسكرية بنسبة 50%. وهذه الزيادة في احتمال الإصابة بالمرض تطال الجنود الحاليين أو السابقين الذين لم يكونوا في حرب الخليج.
وأجرى الباحثون تقييما لخمس دراسات سابقة، منها ثلاث تضمنت بيانات ومعطيات حول محاربين قدامى كانوا في حرب الخليج، بينما تناولت إحدى الدراسات الأشخاص الذين كانوا في الخدمة العسكرية قبل 1990-1991، ولكن لم يشاركوا في حرب الخليج، وكان هؤلاء أكثر عرضة للإصابة بالتصلب العضلي الضموري بمرة ونصف، مقارنة بعموم السكان.
بيد أن دراسة أخرى لم تجد أي ارتباط -من أي نوع كان- بين الخدمة العسكرية (في حرب الخليج أو غيرها) وأي تغير في مخاطر الإصابة بالمرض.
الأسباب
يشدد د. جونسون على الحاجة إلى مزيد من الدراسة لتوكيد نتائج هذه الدراسة الجديدة. وفي حال توكيد هذا الارتباط سوف نحتاج للبحث عن الأسباب.
هل يمكن أن تكون في التعرض لكيماويات سمية أم نتيجة لخبرات الإصابات والصدمات أم هي بسبب التعرض لضغوط فوق حدود القدرة البشرية على التحمل أم هو شيء آخر؟
وينوه د. جونسون إلى أنه رغم ما يبدو من أدلة مؤشرة على ارتباط الزيادة في مخاطر التصلب الضموري بالخدمة العسكرية، خاصة في حرب الخليج، تبقى احتمالات نشوء المرض فعلا لدى المحاربين القدامى صغيرة. فبالنسبة لعموم السكان، تبلغ نسبة مخاطر الإصابة نحو واحد من كل 100 ألف. وحتى إن تضاعفت المخاطر فستكون نحو واحد من كل 50 ألفا.
العملية المرضية
وكان فريق بحث دولي قد أعلن الشهر الماضي عن اكتشاف كتل بروتينية مطوية عشوائيا تتواجد اعتياديا لدى مرضى التصلب العضلي الضموري والخرف الجبهي الصدغي، ما يشير إلى وجود ملامح مشتركة للعملية الباثولوجية (المرضية) بين بعض صور الخرف والتصلب الضموري، وربما أمراض عصبية أخرى أيضا.
وفي بعض أمراض العطب العصبي، بما فيها التصلب الضموري، تمكن العلماء من التعرف على كتل بروتينية تتراكم في الخلايا الدماغية والعصبية. بيد أن كيفية تكون كتل البروتين وما تحتوي عليه بقيت لغزا يراوغ قدرة العلماء على الفهم أو التفسير.
وبعد سنوات من البحث تعرف الباحثون على الجزيء البروتيني المكون للكتل التي تتشكل لدى مرضى التصلب الضموري وغيره من أمراض العطب العصبي. ورغم أن دوره المحدد غير مفهوم جيدا فإن له دورا في العملية المركبة لنسخ وتقنين المعلومات الوراثية في نواة الخلية.
ويعتقد العلماء أن الوصول لفهم أفضل للعمليات المرضية الأساسية أمر هام جدا في توجيه جهود الباحثين نحو تطوير علاجات للتصلب العضلي الضموري وأمراض العطب العصبي الأخرى.