الحمل المتأخر يهدد الأجيال الفرنسية المقبلة
4/5/2005
حذر المجلس الأعلى الفرنسي للسكان والأسرة من أن الأم الفرنسية تتجه مع مضي الوقت نحو التأخر في سن الإنجاب، الأمر الذي يثير القلق بسبب المخاطر الصحية التي تحيق بالطفل والأم في ظل الحمل المتأخر.
وأعلن المجلس الذي يتبع رئيس الدولة مباشرة تقريراً أعده في هذا الشأن أظهر أن فرنسا تحتل المركز الثاني أوروبياً بعد إيرلندا من حيث الخصوبة أو عدد المواليد الذي بلغ 794400 طفلاً في العام الماضي. ويفيد هذا الإجمالي بأن متوسط الإنجاب بلغ 1.92 للمرأة الفرنسية.
مشكلة حقيقية
وعكس التقرير والخلاصة التي ذهب إليها المجلس حجم القلق الذي يعتري صانع القرار الفرنسي من جراء هذا الوضع. ولاحظ التقرير أن متوسط عمر الإنجاب لدى الفرنسيات لا يتوقف عن الارتفاع منذ عام 1970 الذي عرف بدء عنفوان الحركة النسائية الداعية إلى تخليص العلاقة الجنسية من الضوابط الدينية والأخلاقية أو الاجتماعية. وفي هذا السياق تقدم متوسط عمر الإنجاب بين عامي 1970 و2004 من 24 عاماً إلى 29.6 عاماً.
وعلقت نائبة رئيس المجلس الأعلى للسكان والطفل ماري تريز بواسو بالقول إن الأمر لا يتعلق بالدعوة إلى الأخلاق الفاضلة، معتبرة أنه من الضرورى الكشف عن المخاطر المتعلقة بالحمل المتأخر.
ونوهت الدراسة التي انتهى إليها المجلس إلى أن عمر الأم يلعب دوراً هاماً على صعيد نمو الطفل أثناء الحمل. وأشار المجلس الذي يعود تأسيسه إلى عام 1985 إلى أن الحمل بعد الخامسة والثلاثين من العمر تزداد معه احتمالات الولادة المبتسرة المصحوبة بخطر الإعاقة على المولود، وإنجاب التوائم ذوي الأوزان القليلة، ووفاة المواليد.
وجه المجلس الأعلى للسكان والطفولة انتقادات حادة لطريقة أطفال الأنابيب محذرا من مخاطر الولادة المبتسرة والتشوهات والإعاقة |
التعقيدات المحتملة
ورغم التقدم الذي تحقق في مجال فحوصات فترة الحمل بما يسمح بتقليص حجم المخاطر المحدقة بالجنين، إلا أن رئيس قسم أمراض النساء في المستشفى الجامعي بستراسبورغ إسرائيل نيزاند نبه إلى أن الأطباء لا يمكنهم في مواجهة كل التعقيدات المحتملة والمتعددة مشيرا إلى أن تأخر سن الإنجاب يزيد من إمكانية تعرض الأم لورم الثدي بنسبة 3.5% عن كل عام ، في حال ما جاء الحمل الأول بعد الثلاثين من العمر.
وأوضح رئيس قسم أمراض النساء بمستشفى ستراسبورغ الجامعي أن أورام الثدي تمثل السبب الأول للوفاة لدى النساء المصابات بالأورام عموما. وحذر نيزاند من أن تأخير الإنجاب الذي قد يزيد من احتمال إطالة العمر قد لا يزيد معدل الخصوبة. كما أشار إلى أن نسبة النساء العقيمات تصل إلى 5% عند سن الخامسة والعشرين وإلى 10% عند الثلاثين.
ولاحظ المراقبون تنامي نسبة الآباء الفرنسيين الذين يلجأون إلى أساليب اصطناعية للإنجاب على مدى السنوات الأخيرة. وقد وجه المجلس الأعلى للسكان والطفولة انتقادات حادة لطريقة أطفال الأنابيب محذرا من مخاطر الولادة المبتسرة والتشوهات والإعاقة.
________________
________________
المصدر : الجزيرة