الفاو تنتقد الإجراءات التعسفية بمواجهة إنفلونزا الطيور

f_Shelf workers unpack chickens for sale at Rungis International Market, 18 October 2005 in


انتقدت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) الخميس الإجراءات الوقائية التي تقضي بمنع دخول منتجات الدواجن الآتية من دول لم تظهر فيها إنفلونزا الطيور, في وقت تنشغل فيه دول العالم في كيفية مواجهة المرض.

وقالت الفاو إن حظر استيراد الدواجن الذي لا يميز بين الدول الموبوءة وغيرها مخالف لأسس منظمة التجارة العالمية، والمعايير التي وضعتها المنظمة العالمية للصحة الحيوانية وتوصيات الفاو. واعتبرت المنظمة أن الدول التي تقوم بطريقة تعسفية بمنع دخول منتجات دواجن آتية من دول غير موبوءة، تساهم في إضعاف الأسواق العالمية واختلال الأسعار.

الفاو حاولت إشاعة نوع من الطمأنينة بالقول إن "إنفلونزا الطيور ليست مرضا ينتقل عبر الأطعمة والفيروس يموت عند الطهو بحرارة عادية، وليس هناك أي مخاطر في التقاط إنفلونزا الطيور عبر تناول لحوم الطيور والبيض المطهوة جيدا".

وبدوره أكد المدير المساعد للمنظمة العالمية للصحة الحيوانية جان لوك إنغو أن فيروس(H5N1) الآسيوي المنشأ والمسبب لإنفلونزا الطيور القاتلة، يمثل مصدر قلق بسبب خطر تحوله وتسببه بوباء بين البشر لانتشاره على نطاق واسع، لكن ذلك ليس حتميا.


قلق دولي

undefinedغير أن هذه التطمينات لم تثن دول العالم عن اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة من أجل تلافي دخول المرض لأراضيها، والحيلولة دون ظهور إصابات تكون تداعياتها صحية واقتصادية كذلك.

إذ حظرت تركيا واردات الطيور والمنتجات المشتقة من الدواجن من اليونان ورومانيا وإيران كإجراء وقائي. أما السلطات الأميركية فإنها شجعت مواطنيها على تناول الديوك الرومية التقليدية بعيد الشكر الذي مر في الرابع والعشرين من هذا الشهر, وقللت من أهمية المخاطر التي يشكلها مرض إنفلونزا الطيور.

وفي بغداد قررت الحكومة العراقية حظر استيراد لحوم الطيور والدواجن من عشرين دولة كإجراء وقائي لمنع وصول المرض. كما منعت الإمارات -كما أفادت مراسلة الجزيرة نت هناك- بيع الدواجن الحية وإغلاق المزارع الصغيرة وفرض رقابة مشددة على الطيور المنزلية.

وفي إثيوبيا اتخذت السلطات أولى إجراءات الوقاية من المرض، عبر منع واردات الدواجن من دول سجلت فيها إصابات. وعززت النيجر بدورها إجراءات المراقبة بصورة وقائية.

أما في آسيا حيث ظهر المرض لأول مرة, فقد أعلن رئيس الوزراء التايلندي تاكسين شيناواترا عقد قمة إقليمية الأربعاء المقبل تضم تايلند وكمبوديا وبورما ولاوس وفيتنام لبحث مكافحة المرض. كما اتخذت الفلبين وإندونيسيا إجراءات مشددة لمنع انتقال الفيروس عبر الطيور المهاجرة، وإجراء عمليات فحص دقيقة لمزارع الدواجن.

وعلى صعيد العقار ضد المرض بدأت فيتنام مباحثات مع مجموعة روش السويسرية لصناعة الأدوية لإنتاج عقار تاميفلو محليا. وتحتاج فيتنام التي توفي فيها نحو 41 شخصا إلى نحو مليون حبة تاميفلو تضاف لمخزونها المقدر بـ 600 ألف إذا تفشى فيروس H5N1 بصورة وبائية بين سكانها.

وفي الصين أعلنت السلطات الصحية اليوم أن الفتاة التي قضت في قرية ظهر فيها المرض, توفيت بسبب التهاب في الرئتين وليس فيروس إنفلونزا الطيور. وقالت المصادر نفسها إنه ظهرت لدى الفتاة عوارض تشبه عوارض إنفلونزا الطيور، لكن الوفاة كانت ناجمة عن "صعوبات حادة في التنفس".


تحركات أوروبية

undefinedأوروبا التي أصابها القلق من وصول المرض لتركيا واليونان، بادرت هي الأخرى لاتخاذ إجراءات سريعة وحاسمة بعد إشارات إلى وقوع إصابات في الأراضي الأوروبية خصوصا مع إعلان وزير الصحة الفرنسي أن عدد المشتبه في إصابتهم بالمرض بجزيرة لاريونيون بالمحيط الهندي ارتفع إلى ثلاثة.

غير أن السلطات الأوروبية حاولت إشاعة الطمأنينة وقالت المفوضية الأوروبية، إنه لا خطر على المستهلكين في الاتحاد الأوروبي من أكل البيض أو الدواجن بعدما تقلص الطلب في أنحاء الاتحاد. وقال المتحدث باسم المفوضية فيليب تود إن الرقابة البيطرية في المزارع والمجازر والإجراءات الخاصة بالواردات، تضمن أن منتجات الدواجن المعروضة للبيع في دول الاتحاد لا تشكل خطرا على المستهلكين.

وأوضح تود أن واردات الدواجن محظورة من المناطق التي تم اكتشاف فيروس إنفلونزا الطيور الفتاك بها. يأتي ذلك عقب تصريح مسؤول في وكالة سلامة الأغذية الأوروبية بأنه لا يمكن استبعاد احتمال انتقال الفيروس من خلال الأغذية.

وعلى صعيد اللقاحات أعلنت مجموعة غلاكسو سميث كلاين البريطانية للأدوية أنها ستجرب قريبا نموذجا من لقاح لمكافحة فيروس إنفلونزا الطيور، على أن تعرف نتائجه في الفصل الثاني من العام 2006.

وفي بروكسل يعكف علماء أوروبيون على تطوير لقاح ضد فيروس آخر لمرض إنفلونزا الطيور(H7N1) الذي كان خصوصا وراء انتشار المرض لدى الحيوانات في إيطاليا عام 1999، كما أعلنت المفوضية الأوروبية.

المصدر : وكالات