سرطانات الأطفال مصدرها ملوثات تستنشقها الأم

قال باحث بريطاني اليوم إن معظم أنواع سرطانات الأطفال تحدث -على الأرجح- نتيجة لتعرضهم وهم بأرحام أمهاتهم لملوثات بيئية وصناعية تستنشقها الأم.
وقارن جورج نوكس -وهو أستاذ متفرغ بجامعة برمنغهام في إنجلترا- سجلات الميلاد والوفاة لأطفال توفوا بالسرطان بخريطة الانبعاثات الكيماوية في بريطانيا بأسرها.
وتوصل إلى أن الأطفال الذين يولدون داخل دائرة نصف قطرها كيلومتر واحد ويقع في مركزها أحد مواقع الانبعاثات الكيماوية تزيد احتمالات وفاتهم بالسرطان قبل بلوغ السادسة عشرة من العمر بما بين مرتين وأربع مرات عن سائر الأطفال.
وقال نوكس إن أغلب أمراض السرطان التي تصيب الإنسان في مرحلة الطفولة تنتج على الأرجح عن التعرض خلال الفترة السابقة على الولادة وبعدها مباشرة لواحد أو أكثر من مصادر الانبعاثات العالية المذكورة.
وتأتي أعلى نسب الخطر جراء الولادة قرب المواقع التي تنبعث منها معدلات عالية من المركبات العضوية وأول أوكسيد الكربون، إضافة للمركب المعروف باسم "بيوتادين 1.3" وهو أحد مركبات الهيدروكربات العضوية غير المشبعة التي تحتوي على أربع ذرات كربون وست ذرات هيدروجين.
القائمة البريطانية
وأول أوكسيد الكربون -كما هو معلوم- هو أحد نواتج المحركات ذات الاحتراق الداخلي في حين أن بيوتادين 1.3الذي ينتج أيضا عن محركات يستخدم في صناعة المطاط الصناعي.
وقال نوكس إن سرطانات الأطفال تتكون في مرحلة مبكرة جدا من الحياة قبل الولادة على الأرجح، مضيفا أنها مرتبطة بالانبعاثات الغازية التي تستنشقها الأم وتمررها إلى الجنين عبر المشيمة.
وأشارت الدراسة التي نشرت في دورية علم الأوبئة وصحة المجتمع إلى الجسيمات الدقيقة وأكاسيد النيتروجين المرتبطة باحتراق النفط ومركبات مثل البنزين والبنزابيرين والديوكسين.
" قام نوكس بمضاهاة مواقع الانبعاثات الغازية بمراجع الخارطة وقاس المسافة بينها وبين محل ميلاد ووفاة الأطفال الذين ولدوا في الفترة بين عامي 1960 و1980 وتوفوا جراء الإصابة بالسرطان " |
وكان نوكس قد حصل على الخرائط التي استخدمها من القائمة الوطنية البريطانية للانبعاثات الغازية التي تقيس كمية انبعاثات الكيماويات سنويا لكل كيلومتر مربع في أنحاء بريطانيا خلال عام 2001.
رأي مخالف
وقام نوكس بمضاهاة مواقع الانبعاثات الغازية بمراجع الخارطة وقاس المسافة بينها وبين محل ميلاد ووفاة الأطفال الذين ولدوا في الفترة بين عامي 1960 و1980 وتوفوا جراء الإصابة بالسرطان.
بالمقابل تقول المسؤولة بمؤسسة أبحاث السرطان البريطانية الخيرية ليسلي ووكر إن الأدلة التي ساقتها الدراسة واهية للغاية.
وأشارت ووكر في بيان إلى أن هناك وفرة من المعلومات التي تشير إلى أن مرض اللوكيميا (سرطان الدم) الذي يعد أكثر أنواع السرطان شيوعا بين الأطفال قد يكون استجابة نادرة لعدوى غير محددة لكنها شائعة, مضيفة أن مجال البحث هذا بالغ التعقيد لعدة أسباب ليس أقلها أن أمراض السرطان في الأطفال نادرة وأن بعضا منها ربما يكون ناتجا عن مشكلات جينية.