علاج سارس يسبب أعراضا جانبية منها ضمور العظام

ذكرت مصادر طبية أن عشرات ممن عولجوا من مرض الالتهاب الرئوي الحاد (سارس) في هونغ كونغ يعانون حاليا من إحدى حالات ضمور العظام، مما يلقي الضوء على مركب الأدوية المثير للجدل الذي عولج به المرضى أثناء تفشي الوباء.
وقال ليونغ بينغ شونغ أخصائي العظام بمستشفى برينس أوف ويلز التي عولج بها مرضى الموجة الأولى ممن أصيبوا في هونغ كونغ "تم التأكد من إصابة عدد كبير من الحالات بالفعل، ونحن نحاول التأكد من مستويات الإصابة".
وعولج غالبية مرضى سارس في هونغ كونغ بعقار ريبافيرين المضاد للفيروسات والستيرويدات في وقت سابق من هذا العام. وقال خبراء صحة وقتها إن كفاءة المركب لم تختبر بعد وإنه قد يسبب آثارا جانبية خطيرة. وقالت متحدثة باسم الحكومة إن إدارة المستشفيات بهونغ كونغ دعت كل من عولج من سارس لإجراء فحوص عاجلة.
وقال ليونغ إن عشرة مرضى على الأقل من كل مستشفى كبير عالج مرضى بسارس في هونغ كونغ يعانون من ضمور العظام. وعالجت ثمانية مستشفيات عامة على الأقل مرضى سابقين بذلك المرض.
وأوضح ليونغ أنه تم تسجيل حالات ضمور العظام عند مرضى سابقين بسارس في الصين. وأضاف "أنها مشكلة عامة" في المناطق التي عالجت مرضى سارس بمركبات الستيرويدات. وقال إن تلك المركبات استخدمت في 30 دولة وقع بها إصابات بسارس.
إلا أن سنغافورة التي سجلت بها 200 حالة سارس توفي 33 منهم لاحقا لم تسجل أي إصابة بضمور للعظام، حسب قول متحدثة باسم أحد المستشفيات. وقال مدير مستشفى في هونغ كونغ إن مرضى سارس سوف يعالجون في المستقبل بعقار مضاد لفيروس "إتش آي في" المسبب للإيدز المسمى كاليترا وريبافيرين. وهذا المركب لا يدخل فيه سوى جرعات قليلة من الستيرويدات.
والعلاقة بين ضمور العظام والاستخدام المكثف للستيرويدات معروفة وموثقة. وتحدث المضاعفات عندما يعاق إمداد العظام بالدم مما يسبب تسوسها. وأكثر العظام المعرضة للمرض هي الطويلة مثل عظمة الفخذ الممتدة من الركبة وحتى مفصل الورك.
وقد يسبب المرض الإعاقة ويحتاج من يعاني منه إلى استبدال المفصل. إضافة إلى إعاقة الدورة الدموية وضمور العظام فإن تناول تلك المركبات بكثافة يدمر الرئتين أيضا.
وحذر خبراء من أن المرض المميت الذي أصاب ثمانية آلاف شخص حول العالم وقتل 700 قد يعود في الشتاء القادم.