بوش وشيراك ينتقدان تقارير عن استنساخ إنسان
عبر الرئيسان الأميركي جورج بوش والفرنسي جاك شيراك عن انزعاجهما الشديد من جهود استنساخ البشر بعد إعلان مزعوم عن ولادة أول طفلة بالاستنساخ، وناشدا الدول تبني تشريع يحظر ويعاقب أي محاولة لاستنساخ البشر.
وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان إن الرئيس بوش "منزعج للغاية"، مضيفا أنه يؤيد بقوة تبني تشريع يحظر جميع أبحاث استنساخ البشر. وأكد الحاجة إلى أن يضع الكونغرس تشريعا يحظر أبحاث الاستنساخ.
وفي باريس أدان الرئيس الفرنسي جاك شيراك أبحاث الاستنساخ، وقال بيان صدر عن قصر الإليزي إن هذا العمل يمثل جريمة في فرنسا ويتعارض مع الكرامة الإنسانية، ودعا دول العالم إلى الانضمام بدون تأخير إلى الاقتراح الفرنسي الألماني الساعي لفرض حظر عالمي على هذا العمل الذي وصفه بأنه "إجرامي".
وكانت فرنسا وألمانيا قد اقترحتا فرض حظر عالمي على الاستنساخ، وصوتت الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل وضع مسودة لاتفاقية بعدما أعلن أخصائي الخصوبة الإيطالي سيفيرينو أنتينوري أنه يعتزم أن يكون أول عالم يستنسخ البشر.
لكن حملتهما تعثرت في لجنة تابعة للأمم المتحدة حيث ضغطت الولايات المتحدة بإلحاح من الجماعات المناهضة للإجهاض من أجل إبرام اتفاقية أقوى تشمل أيضا حظر الاستنساخ التجريبي لأغراض طبية. وأجلت تلك اللجنة في الشهر الماضي لمدة عام التصويت على أي من الخطتين بعد أن حظي الاقتراح الأميركي بدعم أكثر من 30 دولة.
الطفلة حواء
ويأتي الانتقاد الأميركي الفرنسي ردا على مزاعم شركة كلونايد التي تتخذ من الولايات المتحدة مقرا لها بأنها نجحت في استنساخ إنسان لأول مرة، غير أن الخبراء ينظرون بعين الريبة إلى تلك المزاعم.
وقد أكدت رئيسة مؤسسة كلونايد العالمة الفرنسية بريجيت بواسوليي -العضو في طائفة تدعى الرائيليين- ولادة طفلة من خلايا امرأة أميركية في الحادية والثلاثين من عمرها كانت حملت بها وولدتها.
وقالت في مؤتمر صحفي بهوليود أمس إن الطفلة وتدعى حواء (إيف) في حالة صحية جيدة وتزن 3.1 كلغم وقد ولدت الخميس في عملية قيصرية من أبوين أميركيين دون أن تحدد مكان الولادة.
وإذا تأكدت ولادة الطفلة المستنسخة من مصدر علمي مستقل, فستكون أول مولود يولد عبر تقنية الاستنساخ البشري المثيرة للجدل ويكشف عن ولادته، وهو ما يشكل دخول البشرية في مرحلة التناسل دون اتصال بين الجنسين إذ ستكون المرة الأولى التي يولد فيها طفل لا يكون ثمرة خليط وراثي (جيني) بين الأب والأم بل نسخة طبق الأصل عن أحد الوالدين.
ولم تقدم بواسوليي (46 عاما) أي دليل يثبت إعلانها، كما تعذر وسط غياب أي بيان علمي الحصول على أي تأكيد من خبراء مستقلين بأن الطفلة مستنسخة فعلا.
يشار إلى أن طائفة الرائيليين تأسست عام 1973 من قبل الصحفي الفرنسي كلود فوريلون المقيم في كيبيك ويلقب نفسه باسم رائيل. ويعتقد أن عدد أتباع الطائفة في العالم يصل إلى 55 ألف شخص.
ويقدم رائيل نفسه على أنه نبي ويدعو إلى تفسير علمي للكتاب المقدس، ويزعم أن الحياة البشرية على الأرض أقامها أشخاص من كوكب آخر وصلوا في صحون طائرة قبل 25 ألف سنة, وأن البشر ولدوا عبر الاستنساخ. ويقول إن الاستنساخ سيسمح للبشرية بالوصول يوما ما إلى الخلود.