قتلى الإنفلونزا يساعدون الأطباء من قبورهم
يسعى علماء بريطانيون إلى استخراج جثة امرأة ماتت بسبب وباء الإنفلونزا الذي هاجم أوروبا بين عامي 1918 و1919 في محاولة لمعرفة الأسباب الجينية التي أدت إلى انتشار المرض الذي يعتبر من أكثر الأوبئة فتكا في القرن العشرين.
وقالت مجلة نيو ساينتست في عددها الذي سيصدر السبت المقبل إن العلماء البريطانيين يأملون في أن تحتوي جثة فيليس بيرن المدفونة في مقبرة ويست لندن منذ 84 عاما على نسخة كاملة ومحفوظة من سلسلة فيروسات وباء الإنفلونزا الذي يعد من أشد الأسرار الطبية غموضا.
يذكر أن وباء الإنفلونزا قتل ما بين 20 إلى 40 مليون شخص في أوروبا. وقد أصاب أول مرة الجنود في الجبهة الغربية خلال الحرب العالمية الأولى ثم سرعان ما انتقل إلى المدنيين بواسطة القوات العسكرية التي أنهت خدمتها في جبهات القتال. ثم اختفى الفيروس بنفس السرعة التي ظهر بها.
ويسعى علماء الفيروسات منذ سنوات طويلة إلى معرفة الأسباب التي جعلت فيروس الإنفلونزا سريع الانتقال وفتاكا جدا في تلك الفترة. وقد توفيت بيرن يوم 20 أكتوبر/ تشرين الأول 1918 وهي في سن العشرين إثر عودتها إلى لندن بعد أن خدمت في فرنسا كسائقة لسيارة إسعاف تابعة لمنظمة الصليب الأحمر.
وقد وقع اختيار العلماء لدراسة جثة بيرن بالتحديد لأن والديها -اللذين كانا غنيين في الأصل- حرصا على أن يضعا جثة ابنتهما في تابوت من الرصاص. ويقول العلماء إن الرصاص يحول التابوت إلى غرفة عازلة تحافظ على الجثة لأكثر من 150 عاما.
وقد وقع اختيار جون أوكسفورد عالم الفيروسات في جامعة كوين ماري الطبية على فيليس بيرن بعد أن قام بمراجعة سجلات آلاف الموتى البريطانيين الذين قضوا في خريف عام 1919. وبعد أن وافقت عائلة بيرن على تشريح الجثة, ينتظر العلماء موافقة الكنيسة والسلطات الصحية للبدء بالمشروع الذي طال انتظاره.