منظمة الصحة تتبنى صندوقا لأبحاث اليورانيوم المنضب

وجهت منظمة الصحة العالمية نداء للمجتمع الدولي بالمشاركة في تمويل صندوق عاجل يتيح دفع نفقات أبحاث الكشف عن الأضرار المحتملة لليورانيوم المنضب في العراق والبلقان نظرا لأنها لا تملك أموالا خاصة لذلك.
وتقول المنظمة إنها تحتاج لنحو مليوني دولار خلال الأشهر الستة المقبلة من أجل تعزيز دراساتها على الأرض والاتصال بالهيئات الصحية المحلية لمعرفة احتمال وجود أضرار ناجمة عن اليورانيوم المنضب، كما ستقوم المنظمة بمساعدة سلطات البلدان المعنية على تعزيز الرقابة على أمراض معينة مثل السرطان.
وأعلنت هذه المنظمة التابعة للأمم المتحدة في بيان رسمي أن هذا المبلغ هو جزء من مبلغ عشرين مليون دولار تحتاج إليها لتغطية نفقات نشاطاتها خلال السنوات الأربع المقبلة.
وأضاف البيان "في الوقت الذي يعتقد فيه الاختصاصيون حاليا أن احتمال التعرض لليورانيوم المنضب ضعيف فإن المعلومات مع ذلك غير كافية للتوصل إلى استنتاجات نهائية".
وقال مدير النشاطات الطارئة في منظمة التجارة العالمية كزافييه لوس في مؤتمر صحفي إنه "من غير المقبول أن يبقى الشك قائما" مضيفا "أن هذا الشك مع كل التكهنات التي تصحبه يكشف ضرورة سد النقص في معلوماتنا" بشأن هذا الموضوع.
وكان خبراء من منظمة التجارة العالمية أعلنوا الخميس في بريشتينا عاصمة إقليم كوسوفو في ختام مهمة لهم استمرت عشرة أيام وشملت مناطق قصفت بقذائف اليورانيوم المنضب، أعلنوا أنهم لم يتمكنوا حتى الآن من العثور على علاقة بين التعرض لليورانيوم المنضب والأمراض التي تفشت بعيد قصف الأطلسي لهذا الإقليم عام 1999.
وأكد بعض الخبراء أن المختبرات التي حللت نماذج أخذت من مواقع تعرضت للقصف باليورانيوم المنضب لم تعثر على أي أثر للبلوتونيوم في هذا السلاح الذي استخدم إبان الحملة الأطلسية على يوغسلافيا.
على صعيد آخر أعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أنه لا توجد أدلة موضوعية تفيد بوجود علاقة بين اليورانيوم المنضب وسرطان الدم الذي يعاني منه ستة عسكريين فرنسيين كانوا قد خدموا في البلقان، وذلك بعد أبحاث قامت بها في هذا الخصوص.
وقال المتحدث باسم الوزارة جان فرانسوا بورو "ليس لدينا الآن وفي ضوء الأبحاث الجارية الدليل الموضوعي كي ننسب إلى اليورانيوم المنضب السبب المباشر والمؤكد لسرطان الدم الذي يعاني منه بعض عسكريينا".
يذكر أن اليورانيوم المنضب الذي يستخدم في الذخيرة أثار جدلا واسعا في أوروبا بعد الكشف عن حالات للإصابة بسرطان الدم وسط الجنود الأوروبيين الذين خدموا في البلقان. وقد طالبت عدة دول بإجراء فحوص لمعرفة علاقة هذا النوع من السلاح بأمراض السرطان.