استخدام الإشعاع لمنع تجلط الشرايين بعد العمليات

أجرى باحثون اختبارا على أسلوب جديد لمنع تكرار الإصابة بتجلط الشرايين بعد العمليات الجراحية وذلك بتعريضها للإشعاع، وستكون لهذا الأسلوب أهمية كبيرة لأن أكثر من نصف مليون شخص في أميركا الشمالية وحدها يخضعون سنويا لجراحة القلب.
وحول هذا الأسلوب نشرت جريدة (نيو إنجلاند جورنال) الطبية الأميركية دراستين جديدتين مبنيتين على فرضية أن أسلوب الإشعاع يمنع الخلايا الموجودة في جدران الشرايين من التمدد في اتجاه مجرى الدم وبالتالي منع التجلط الذي يعيق تدفق الدم إلى القلب.
وفي الدراسة الأولى أجرى فريق بحث في مستشفى جامعي في جنيف بسويسرا أبحاثه على متطوعين من الذين أعيد توسيع شرايينهم باستخدام البالون المتمدد. ثم عرضت الخلايا التي تبطن الأوعية الدموية للمنطقة التي فتحت إلى مستويات مختلفة من الإشعاع باستخدام مجس إشعاع صغير جرى توجيهه عبر الأوعية الدموية.
ووجد الباحثون أن 4% فقط من الذين تعرضوا لأعلى كمية من الإشعاع أصيبوا بتجلط الشرايين مرة أخرى بعد ستة أشهر. والمعدل المعتاد لإعادة الإصابة بتجلط الشرايين يتراوح ما بين 30 إلى 40%.
وفي الدراسة الثانية استخدم أطباء في مستشفى لينوكس هيل بنيويورك نوعا مختلفا من الإشعاع في إجراء مشابه، إلا أنهم استعانوا أيضا بشبكة معدنية قابلة للتمدد للمساعدة على الإبقاء على الوعاء الدموي مفتوحا. ووجدوا أنه على المدى القصير أصبح المرضى الذين تعرضوا للإشعاع أقل عرضة لعودة إصابتهم بتجلط الشرايين من المرضى الذين تلقوا مسكنات.
ورغم نجاح التجربتين في إثبات فائدة الإشعاع لمنع التجلط إلا أن الأطباء يخشون من أن الإشعاع يزيد من مخاطر الإصابة بالنوبات القلبية. وقال الباحثون إنهم لو تمكنوا من التغلب على هذه المشكلة لتأكدت فائدة الإشعاع، وخاصة بعد عمليات القسطرة والمنظار.