لماذا يتكرر قصف مراكز الأبحاث بسوريا؟

The destroyed Scientific Research Centre is seen in Damascus, Syria April 14, 2018. REUTERS/Omar Sanadiki
مركز البحوث العلمية في برزة شمال دمشق تعرض للتدمير بالضربات الأميركية الفرنسية البريطانية في أبريل/نيسان 2018 (رويترز)

تثير مراكز الأبحاث العلمية في سوريا الشبهات لدى القوى الغربية، التي تتهم النظام السوري بتحويل هذه المراكز إلى مخابر لإنتاج وتصنيع الأسلحة الكيميائية المستخدمة ضد المدنيين في بعض المناطق السورية. وعلى خلفية هذه الاتهامات تعرضت بعض هذه المراكز لضربات متتالية شنتها إسرائيل مرارا، ثم التحالف الأميركي الفرنسي البريطاني في أبريل/نيسان 2018.  

في ما يلي أبرز المراكز البحثية التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والغربي:

مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة: يقع بحي برزة شمال العاصمة دمشق، ويمتد على مساحة واسعة، ويتألف من مكاتب وأبنية سكنية.

أسس المركز في السبعينيات بالشراكة بين السلطات السورية ووكالة الأبحاث الحكومية الفرنسية، وتشير صحيفة لوفيغارو الفرنسية في عددها الصدار يوم 15 أبريل/نيسان 2018 إلى أن باريس فضت عام 1981 شراكتها مع سوريا بحجة أن هذه الشراكة تتضمن مخاطر.

وبينما يقول النظام السوري إن المركز مخصص للأبحاث المدنية، تؤكد عواصم غربية أبرزها واشنطن أنه يقوم بتطوير وإنتاج واختبار التكنولوجيا الكيميائية والبيولوجية.

في أغسطس/آب 2013، قتل ستة أشخاص وجرح 19 آخرون إثر سقوط قذيفة أطلقها مقاتلون معارضون على حافلة تقل موظفين في المركز، بحسب ما نقلت حينها وكالة الأنباء الرسمية (سانا).

كما تعرض مركز الدراسات والبحوث العلمية في برزة يوم 14 أبريل/نيسان 2018 لضربات جوية شنتها الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وبريطانيا، في إطار رد هذه الدول على الهجوم الكيميائي الذي اتهمت نظام الرئيس بشار الأسد بارتكابه يوم 7 أبريل/نيسان من العام نفسه.

وعرض التلفزيون السوري مشاهد من داخل المركز أظهرت تعرضه للدمار بعد الهجوم، واعترفت وكالة الأنباء السورية الرسمية بأن الهجوم الثلاثي استهدف مركز البحوث في برزة.

وكشف موظفون لوكالة الصحافة الفرنسية عن بعض المعلومات المتعلقة بمركزهم، ومن بين ما أكدوه أنهم كانوا يعملون في مجال الصناعات الصيدلانية والكيميائية السلمية.

المهندس سعيد سعيد، أحد موظفي المركز المستهدف، قال للوكالة الفرنسية لدى سؤاله عما إذا كان يتم في المكان إنتاج غازات سامة إنه "لو كان ثمة سلاح كيميائي في هذا المكان لما كان بإمكاننا أن نقف هنا الآن"، وأشار إلى أنهم يعملون في مجال البحوث الصيدلانية والصناعات الكيميائية المدنية، وأن دور المركز يتمحور حول "تطوير بعض الأدوية لا سيما السرطانية.. وأخرى مضادة لسم العقارب والأفاعي".

مركز جمرايا للبحوث العلمية: يقع خلف جبل قاسيون على مسافة نحو عشرة كيلومترات شمال غرب دمشق، وقد تأسس في ثمانينيات القرن الماضي بدعم من الاتحاد السوفياتي الذي قدم الكثير من المساعدات العسكرية للنظام السوري في تلك المدة، ويتميز بموقع مجاور لمقرات عسكرية بارزة كتلك التابعة للفرقة الرابعة والحرس الجمهوري.

استهدف الطيران الإسرائيلي مركز جمرايا مرات عدة منذ عام 2013، وكان الاستهداف الأول في أبريل/نيسان 2013 وآخر في فبراير/شباط 2018. 

في أبريل/نيسان 2017 فرضت الولايات المتحدة عقوبات على 271 موظفًا في المركز، وقالت وزارة الخزانة الأميركية في بيان حينها إن "بعض الأشخاص المدرجين على القائمة السوداء كانوا قد عملوا في برامج الأسلحة الكيميائية السورية لأكثر من خمس سنوات".

وجاءت العقوبات ردا على الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون في إدلب من قبل النظام السوري في 4 أبريل/نيسان 2017.

كما فرضت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في يوليو/تموز 2016 عقوبات على ستة مسؤولين في مركز جمرايا، قالت إن لهم صلة بفروعه المعنية بالأمور اللوجيستية أو البحثية الخاصة بالأسلحة الكيميائية.

مركز الدراسات والبحوث العلمية في مصياف: يقع في بلدة مصياف بريف حماة الغربي، أنشئ في السبعينيات وأشرف عليه خبراء من كوريا الشمالية، ليتبع منذ عام 2010 لـ"البحوث العلمية" التابعة بدورها لوزارة الدفاع.

وتشير مصادر إعلامية محسوبة على المعارضة السورية إلى أن المركز مختص في تصنيع الصواريخ والقذائف المتنوعة، وأنه شهد نشاطا إيرانيا ملحوظا منذ عام 2012، ويحاط بحراسة مشددة.

ويخضع هذا المركز للعقوبات الأميركية بوصفه الهيئة السورية للأسلحة غير التقليدية، وتعرض في سبتمبر/أيلول 2017 للاستهداف بغارة إسرائيلية، مما أدى إلى وقوع خسائر مادية ومقتل عنصرين.  

في مايو/أيار 2017 أورد تقرير للمخابرات الغربية تسرّب لموقع هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، أن مراكز البحوث في بزرة وجمرايا وبلدة مصياف تنتج أسلحة كيميائية.  

وتتهم الدول الغربية النظام السوري بالاحتفاظ ببرنامج سري للأسلحة الكيميائية بعد عام 2013، وهو العام الذي تعهد فيه بتمدير الترسانة النووية التي بحوزته، وذلك بعد الهجوم الكيميائي الذي استهدف الغوطة الشرقية يوم 21 أغسطس/آب 2013. وهي التهم التي ينفيها النظام السوري.

المصدر : الجزيرة + وكالات + مواقع إلكترونية