إنتر ميلان

شعار انتر ميلان

إنتر ميلان ناد إيطالي لكرة القدم، انشق مؤسسوه عن أي سي ميلان، وأسسوا الفريق عام 1908، فاز بعشرات الألقاب المحلية والقارية، وضم أشهر اللاعبين المحليين والدوليين، ويعد جوزيه مورينيو من أبرز المدربين الذين أشرفوا على النادي، حيث حقق معه ألقابا عدة في فترة وجيزة.

النشأة والتأسيس
أنشأ نادي إنتر ميلان في التاسع من مارس/آذار 1908 أعضاء سابقون في نادي أي سي ميلان، اختاروا الانشقاق بعد رفض الفريق السماح للاعبين الأجانب باللعب في صفوف النادي استجابة لقانون فُرض وقتئذ.

وكان من مؤسسي الإنتر سويسريون وإيطاليون، بينهم الرسام جيورجيو موجياني الذي رسم شعار الفريق.

الملعب
الملعب الرسمي للإنتر هو "جوزيبي مياتزا"، أو كما يناديه أنصار فريق أي سي ميلان "سان سيرو"، وتبلغ طاقته حاليا نحو ثمانين ألف مقعد. وهو ملعب مشترك بين غريمي ميلانو، وسبب الخلاف في التسمية أن أنصار أي سي ميلان يرون جوزيبي نجما للإنتر، رغم أنه انتقل لاحقا للعب ضمن صفوف أي سي ميلان، قبل أن يعود مجددا للإنتر.

وتشير الأنباء إلى أن أي سي ميلان يبحث عن حل لبناء ملعب خاص به بالاتفاق مع غريمه إنتر ميلان، والبلدية.

يشتهر الإنتر بلقب "النيراتزوري" بسبب أن قمصان هذا الفريق بها اللون الأزرق والأسود.

المسار
ترأس الفريق بعد إنشائه مباشرة جيوفاني باراميثيوتي، وفي 1909 عوضه إيتوري ستروس، ثم كارلو دي ميديتشي عام 1910.

تمكن إنتر ميلان من الفوز بأول بطولة له لعامين فقط بعد إنشائه تحت إدارة المدرب فيرجيليو فوساتي الذي كان وقتها لا يزال من لاعبي الفريق.

ثم سرعان ما دخل النادي حالة من الركود قبيل اندلاع الحرب العالمية الأولى، وعندما أوشكت الحرب أن تضع أوزارها، قتل المدرب فوساتي بإحدى المعارك.

حاول الفريق أن يعود لسابق عهده بعد نهاية الحرب، وفي 1920 فاز بلقب البطولة وقت ترؤس جيورجيو هولس للفريق.

ورغم أنه لم يحقق ألقابا جديدة في السنوات القليلة التي تلت ذلك، نجح إنتر ميلان في منافسة الفرق الكبرى وتوطيد قدمه بالبطولة المحلية، وبرز في تلك الفترة لاعبون موهوبون منهم غيسيبي ميازا.

ومع سيطرة النظام الفاشي على الحكم في إيطاليا فرض النظام الجديد الاندماج بين بعض الفرق، وأجبر إنتر ميلان على احتضان فريق الاتحاد الرياضي لميلانو الذي كان يلعب في الدرجة الثانية، وأرغمه على تغيير اسمه إلى "لامبروزيانا".

حقق مورينيو مع الإنتر ألقابا عدة في فترة قصيرة منها كأس الاتحاد الأوروبي يوم 22 مايو/أيار 2010 بعد فوزه على بايرن ميونيخ (غيتي)
حقق مورينيو مع الإنتر ألقابا عدة في فترة قصيرة منها كأس الاتحاد الأوروبي يوم 22 مايو/أيار 2010 بعد فوزه على بايرن ميونيخ (غيتي)

عانى الفريق في تلك الفترة من مشاكل مادية لا حصر لها، وغرق في الديون، مما أثر على نتائجه وأدائه، غير أنه فاز بالبطولة في موسم 1929-1930، ثم بعدها في 1934، و1940 رغم استمرار مشاكله المالية.

لم تكد الحرب العالمية الثانية تضع أوزارها عام 1945، حتى سارع الفريق لاسترداد اسمه الأول "إنتر ميلان"، وانطلق يجدد نشاطه وينافس -كعادته- على المراكز الأولى.

وفي موسم 1948-1949 وصف أداء الإنتر بالمتميز، خاصة أنه بادر في ذلك الموسم لضم لاعبين مميزين بينهم إستيفان نييرز، وأتيليو جيوفاني، وجينو أرمانو، علما بأن الكرة الإيطالية كانت حزينة في تلك الفترة بسبب مأساة سوبيرغا، إذ سقطت طائرة كانت تحمل لاعبي وإداريي نادي طورينو يوم 4 مايو/أيار 1949، بعدما اصطدمت بتلة سوبيرغا في ضواحي تورين، مما أدى إلى مقتل 18 لاعبا، إلى جانب المدرب والفنيين وصحفيين وطاقم الطائرة.

حاول الفريق العودة للأضواء بقوة في موسم 1952-1953، وجلب لاعبين جددا وغير طريقة لعبه، مما مكنه من تحقيق نتائج إيجابية والانتصار على أكبر منافسيه والفوز باللقب في هذا الموسم والذي يليه.

عام 1955، اشترى أنجيلو موراتي النادي، وجلب له عام 1960 المدرب هيلينيو هيريرا الذي سبق له أن درب نادي برشلونة الإسباني، كما ضم للفريق لاعبين جددا أعادوا للفريق وهجه الذي خفت، والعودة لسكة الألقاب عام 1963، وهو ما سمح له بالتأهل لمسابقة كأس الأندية البطلة في أوروبا.

وأثناء تلك البطولة، حقق إنتر ميلان المفاجأة، ووصل إلى النهائي بعدما فاز على فرق أوروبا الكبرى. وكان خصمه في المباراة النهائية -التي لعبت يوم 27 مايو/أيار 1964 بالعاصمة النمساوية فيينا وحضرها نحو 20 ألف متفرج- ريال مدريد بكل نجومه التاريخية اللامعة، من أمثال دي ستيفانو، وبوشكاش.

وبفضل خطة محكمة تمت محاصرة النجوم، ولعبت عناصر الفريق بحرية، وسجلت ثلاثة أهداف مقابل هدف واحد للنادي الملكي، ففاز الإنتر بالبطولة من دون خسارة (بسبعة انتصارات وتعادلين).

وفي 1964، فاز الإنتر بلقب كأس القارات، وأصبح بذلك أول ناد إيطالي يحقق هذا الإنجاز، ثم حافظ على اللقب في الموسم الموالي بعد أداء باهر تكلل بالفوز بالكأس في مباراة نهائية ضد نادي بنفيكا البرتغالي الذي سحق نوادي كبرى في الإقصائيات بينها ريال مدريد.

في 1971 حاز الإنتر كأس البطولة رقم 11 لخزينته، وفي العام التالي وصل لنهائي الأندية البطلة، لكنه خسر النهائي أمام أياكس أمستردام ونجمه المميز وقتها يوهان كرويف.

ودخل النادي بعدها في مرحلة من الركود وصارع ليبقى ضمن الفرق الأولى التي تتنافس على اللقب، فلم يفز وقتها سوى بكأس إيطاليا في 1978 و1982، وبطولة الدوري عام 1980. كما وصل إلى نصف نهائي بطولة أوروبا عامي 1985 و1986.

يعد الظاهرة رونالدو من أبرز اللاعبين الذين لعبوا للإنتر نهاية تسعينيات القرن الماضي (الأوروبية)
يعد الظاهرة رونالدو من أبرز اللاعبين الذين لعبوا للإنتر نهاية تسعينيات القرن الماضي (الأوروبية)

وحاول مالك الفريق الجديد ماسيمو موراتي الذي اشترى النادي عام 1995، إعادة النادي لمجده بتخصيص ميزانية كبيرة لجلب لاعبين جدد من حجم البرازيلي رونالدو، والفرنسي يوري دجوركاييف، والإيطالي روبيرتو باجيو، لكن لم يتحقق له الفوز بأي لقب، بسبب المنافسة الشرسة لأي سي ميلان ويوفنتوس، وقضى سنوات طويلة ينافس بالبطولات والدوريات المحلية القارية، لكن بلا نتائج لافتة.

وبقي يحتل إما وصافة البطولة كما حدث  في موسم 2002-2003، أو يقاتل لاحتلال مكانة ضمن المراكز الخمسة الأولى، قبل أن يبتسم له الحظ أخيرا عامي 2005 و2006 عندما فاز بكأس إيطاليا ثم بكأس السوبر الإيطالي.

وفي 2006، استفاد الإنتر كثيرا من العقوبات التي طالت كلا من أي سي ميلان ويوفنتوس ولاتسيو روما بعد إدانة القضاء الإيطالي لهم بالتأثير على قرارات التحكيم، حيث فاز بكأس البطولة 14 بتاريخه، ثم ضم  لها الكأس الـ 15 في الموسم التالي 2006-2007، فالـ 16 في موسم 2007-2008.

في يونيو/حزيران 2008، ترأس "السبيشال وان" جوزيه مورينيو طاقم تدريب الفريق خلفا لروبيرتو مانشيني، وقاده في موسمه الأول معه للفوز بكأس السوبر الإيطالي، ثم كأس إيطاليا عام 2010.

ونجح الإنتر بقيادة مورينيو بالفوز بكأس رابطة الأبطال بعد انتصاره على بايرن ميونيخ بهدفين مقابل لا شيء، ليضم لخزينته هذه الكأس الثالثة 38 عاما بعد فوزه بالثانية.

لم يمكث مورينيو بالإنتر طويلا بعد هذه النتائج الباهرة، إذ غادره أياما قليلة بعد الفوز برابطة الأبطال باتجاه النادي الملكي ريال مدريد في يونيو/حزيران 2010.

لكن إنتر ميلان حافظ على أدائه، وفاز لشهرين بعدها بكأس السوبر الإيطالي، ولعب نهائي السوبر الأوروبي، لكنه خسر أمام أتلتيكو مدريد، قبل أن يحقق الفوز بمونديال الأندية، ليدخل بعدها مرحلة من الركود، وعدم استقرار المدربين.

وفي 15 أكتوبر/تشرين الأول 2013، اشترت الشركة الإندونيسية الدولية للرياضة النادي، واختير ماسيمو موراتي رئيسا شرفيا للنادي، لتنتهي بعدها 18 سنة من سيطرته على هذا المنصب، وهو الأطول من نوعه بتاريخ الفريق.

وحاولت الشركة الجديدة تطوير النادي وتحسين نتائجه، لكن لم تنجح في ذلك، فاضطرت لبيعه في موسم 2016-2017 لمجموعة صينية.

اشتهر الإنتر بمباريات الدربي "ديربي ديلا مادونينا" التي تجمعه بغريمه أي سي ميلان، وقد لعب الفريقان أول دربي لهما يوم 18 أكتوبر/تشرين الأول 1908 وفاز به أي سي ميلان، لكن الإحصاءات التي صدرت مع بدايات 2016 أكدت أن الفريقان لعبا 215 مواجهة رسمية، فاز فيها الإنتر بـ 77 مقابل 74 لميلان، وسُجل 64 تعادلا بينهما.

ألقاب
فاز إنتر ميلان بلقب الدوري الإيطالي 18 مرة، وبكأس إيطاليا 7 مرات، وبكأس السوبر الإيطالي خمس مرات. كما فاز بدوري أبطال أوروبا ثلاث مرات كان آخرها خلال موسم 2009-2010.

وتضم خزانته أيضا كأس الدوري الأوروبي الذي فاز به ثلاث مرات، وكأس العالم للأندية الذي فاز به عام 2010، وذلك إلى جانب كأس القارات الذي فاز به لمرتين عامي 1964 و1965.

المصدر : مواقع إلكترونية